شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كيف نوفّر اليد العاملة للمصَانع؟! (1) - 1 -
.. وهنا بادرني محدثي بقوله: ما دمت عالماً بهذه النتائج فكيف تضع اللوم على الأثرياء لعدم إسهامهم في تشجيع وإقامة المصانع فأجبته: إنك قد اتفقت معي على أن الأثرياء يبحثون عن الربح فقط.. وينتظرون أن تقوم الدولة من جانبها بكل شيء.. ولا يقدمون لوطنهم أي شيء.. فالدولة خططت لهذا الأمر.. ووجهت الشباب للمدارس الصناعية.. ولكلية البترول.. وفتحت مراكز التدريب المهني لتوفير الأيدي العاملة من موجودنا الحالي في حقل المهن.. وخصصت مبالغ لمعاهد التدريب المهني للصحة والطيران.. والمساحة.. ونطلب شططاً لو رمنا أن تعمل الدولة فوق ذلك. لأنها قد ضربت المثل الطيب.. ولهذا فإن بإمكان الأثرياء.. أن يضعوا المخططات الكاملة لأي مشروع صناعي.. وأن يضعوا في المقدمة تحديد العدد المطلوب من العمال الذين سينهض على أكتافهم العمل في هذا المشروع.. وقبل البدء فيه لا بد أن يخصصوا في ميزانية هذا المشروع صرف مبالغ لتدريب العدد الضروري من الفنيين لدى الشركات التي تصدر الآلات.. أو التي تقوم بصناعات مماثلة في الخارج.. ولدينا من الشباب المزود بالمعلومات الأولية العدد الوفير من خريجي المدارس الصناعية.. والمدارس الثانوية.. وأحسن مثل على ذلك ما فعلته الإدارة المشرفة على إنجاز مشروع جامعة الملك عبد العزيز الأهلية بجدة.. فهي قبل افتتاح الجامعة ابتعثت عدداً من الحاصلين على الكفاءات التي إذا زودت بالمعلومات والتدريب في الخارج.. عادت وفي يدها لبنات البناء للإسهام بجدارة في العمل.. ثم هذه مؤسسة البترول والمعادن سارت على هذه الطريقة وأعلنت عن ابتعاث عدد من الشباب الذين تتوافر فيهم اللياقة علمياً وبدنياً.. ليكونوا النواة في إدارة الأعمال الفنية.. وكذلك الحال بالنسبة إلى مصانع الحديد والصلب.. وإلى الشركات أو المؤسسات أو المصانع أن تلزم من تبتعثه لكي يعمل لديها الفترة التي تراها كافية لاستيفاء ما صرفته على تعليمه.. بعد أن يقوم بواجبه نحو العمل من جهة ونحو تدريب عدد آخر ممن يعملون معه.. وبهذه الطريقة تسهم المؤسسات الصناعية في تقديم فائدتين للبلاد.. الأولى: إقامة المصانع.. والثاني: تعليم أكبر عدد من أبناء البلاد في حقول الصناعة المختلفة في الخارج.
واتفقت أنا ومحدثي وبقية الحاضرين على أثر هذا النقاش بأن بلادنا اليوم كأي بلد يقدم على نهضة جبارة لا بد لها من الاستعانة والاستفادة من خبرة غير السعوديين في جميع المجالات.. لأن في إنتاج هؤلاء دراسة قيمة يستفيد منها أبناء هذه البلاد.. وبالمران والتدريب سيصبحون مقلدين يوماً.. ثم بالتجارب والتطبيق نجدهم وقد اندمجوا لا شعورياً في أعمالهم.. وإن أخطأوا مرة فلا شك أنهم سيصيبون الهدف.. ويحرزون النجاح فيما بعد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :771  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 295 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الثاني: أديباً شاعراً وناثراً: 1997]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج