الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

واجبُ الأثريَاء نحو تصنيع البلاد! ⁽¹⁾

تقوم الدولة الكريمة بواجبها نحو تثبيت دعائم النهضة التي نعيشها.. وتسعى من جانبها جاهدة للعمل على إيجاد مختلف الوسائل لازدهار التنمية الاقتصادية.. بما يعود على البلاد وعلى الأفراد بزيادة الدخل وغزارة الموارد.. وبفضل هذه السياسة الحكيمة أصبحت البلاد تنعم بالاستقرار مما حدا بالكثير من أصحاب رؤوس الأموال الأجانب إلى الاتجاه إلى هذه البلاد لاستثمار أموالهم في مختلف المجالات.

وبلادنا اليوم في حاجة إلى التصنيع واستثمار الثروات.. ولئن عملت الدولة في إيجاد وسائل للتصنيع على أعلى المستويات وبإشراك المواطنين في المساهمة وتشغيل رؤوس أموالهم للاستفادة من مصانع "الحديد والصلب" و "مصافي البترول والأسمدة وغير ذلك.. فإن قليلاً من أصحاب رؤوس الأموال لدينا اتجهوا إلى إيجاد مصانع وشركات للأسمنت والجير والحلويات والبلاستك بينما تفتقد الكثير من الصناعات الخفيفة.. والمصانع المنتجة للضروريات والكماليات على السواء.. إننا في حاجة مثلاً إلى إنشاء مصانع للزجاج والألمنيوم والأدوات الصحية للمباني.. وبعض الخامات والحمد لله متوافرة في بلادنا.. وطريق الاستيراد مفتوحة لاستكمال النواقص.

ومن الصناعات الخفيفة "بطاريات الترانزستور" التي تستهلك منها المملكة شهرياً العدد الذي يتطلب إنشاء مصنع "الكبريت" و"حبر الأقلام والطباعة" و"الألوان الزيتية والمائية" و"صناعة الخزف" التي يمكن تطويرها من صناعة الفخار المعروفة في بلادنا.. وغير ذلك من السلع والأشياء التي تستهلك منها بلادنا الشيء الكثير.

إنني أهيب بأثريائنا أن لا يركنوا إلى تجميد رؤوس أموالهم في البنوك والأراضي والعمارات إتكالاً على الدولة في أن تعمل كل شيء بينما تقوم الدولة بواجبها كاملاً في دعم اقتصاد البلاد بالإضافة إلى المشاريع الضخمة التي ساهمت في تطوير البلاد وتنمية دخل الفرد ومن جانب آخر لم تدخر الحكومة وسعاً نحو إفساح المجال لتثبيت دعائم النهضة الاقتصادية وتشغيل رؤوس الأموال في التصنيع بإعفاء المواد التي تحتاجها المصانع من الرسوم.. ومنح الأراضي مجاناً.. وإعطاء التراخيص بإقامة هذه المصانع..

هذه الفرص الذهبية يجب أن يستغلها الأثرياء ويسهموا في ازدهار بلادهم بما يعود عليهم وعلى مواطنيهم بالنفع والخير.. وكم من يد عاملة ستحصل على كسب وفير من العمل في هذه المصانع.. وكم من مجد للبلاد نحققه بالاكتفاء الذاتي.. فهل يعمل أثرياؤنا من أجل ذلك.. إنا لمنتظرون؟؟.