فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
منظمَة الشباب المسلم.. (1) على بركة الله.. وليحالف الله بالتوفيق الجهود التي تبذل الآن بحسب مقررات رابطة العالم الإسلامي لإنشاء منظمة عالمية للشباب المسلم. وما أحوجنا لهذه المنظمة في هذا الظرف الذي تتلاطم فيه الأمواج والتيارات.. وتتدافع فيه الشعارات والمسميات هدفها محاربة الإسلام.. وتضليل المسلمين.. لكن الله متمم نوره ولو كره المشركون.. والشباب المسلم هو الدعامة أو الركيزة التي على أكتافها تنهض الدعوة الخيرة للتضامن والإخاء.. وهو وحده الذي يستطيع أن يجمع القلوب على حب الله وأن يجند النفوس للجهاد المقدس ألا وهو الذود عن حمى الدين، والحفاظ على صفاء العقيدة. وفي بلادنا العربية كما في أقطار أفريقيا المسلمة.. شباب مسلم فتي يعرف الله.. وفي دول شرقي آسيا شباب مسلم يخاف الله ويقدس الإسلام.. وفي الهند وباكستان وأفغانستان وتركيا وإيران وغيرها من الشعوب المسلمة شباب مسلم يخفق قلبه لذكر الله.. وتطمئن نفسه بنور الإسلام.. وفي دول أوروبا وأمريكا شباب مسلم متمسك بدينه على الرغم مما يحيط به من مظاهر الإغراء الدنيوي.. ولا أبالغ في أن بعضهم هناك شديد التمسك بدينه الإسلامي.. وإن كان يعيش في مجتمع طغت فيه المدنية.. وانتشرت المسيحية وغيرها. ولقد قابلت شاباً أمريكياً مسلماً في العقد الثالث من عمره في طائرة كانت تقلِّنا من تركيا إلى لندن.. ولم أصدقه عندما قال إنه مسلم.. لكنني تأكدت من صدق قوله عندما لفت نظري إلى "لحم الخنزير" الذي تقدمه المضيفة ضمن وجبة الغداء في الطائرة.. وقال إنه طلب من المضيفة إعفاءه من هذا الطبق المفضل عند غير المسلمين.. ولم أكن أعلم هذا فحذوت حذوه وشكرته على ذلك.. ثم تطرق الحديث بيننا فسألته كيف يعيش في أمريكا.. وكيف يطبِّق تعاليم الإسلام. فقال يا أخي إن الإسلام دين السماحة.. ولو وجد الدعاة له بالطرق التي يسلكها المبشرون لكان كل العقلاء ينضوون تحت لوائه.. إنه دين العقل والمنطق ويكفيك أن الله سبحانه وتعالى علم نبيَّه أن خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ (الأعراف: 199) وليس في الدنيا أجمل من ذلك.. ثم استطرد وقال إنني وأسرتي وأولادي الصغار نؤدي الصلوات في منزلنا جماعة وأنا أمامهم.. ولي مع أولادي ساعة من نهار أعلمهم مبادئ الدين الحنيف.. وأبسط لهم تعاليمه السمحة وفي مجتمعاتنا هناك أشرح للقوم فضائل الإسلام. ازددت إيماناً بعظمة الإسلام وأنا أستمع إلى شخص مسلم.. لا ترى إذا نظرت إلى سمته وملامحه ما يدلك على هذا القدر من الحب للإسلام والتمسك به.. وقال إنه يحمل لبيته هدايا ومن بينها مصحف صغير داخل علبة معدنية طلبه منه ابنه الصغير الذي لا تتجاوز سنُّه الثامنة للإعراب عن قداسته. وليحمله معه عند سفره.. وذكر لي بهذه المناسبة أنه كان مع أسرته وابنه هذا في رحلة فانفجرت إحدى عجلات السيارة وقد لطف الله ومالت على جنبها دون أن يصاب أحد بأذى.. وأثناء الحادث وفي هذه اللحظة الحرجة لفت ابني نظري مشيراً إلى المصحف الذي كنت أحمله في السيارة.. وقال يا أبي الله سلمنا ببركة هذا القرآن.. والآن جئت إلى الشرق وحملت معي الهدايا لأسرتي.. لكن فرحة ابني بهذا المصحف لا تقدر !! والشباب المسلم المتحفز في مختلف أنحاء المعمورة.. يحتاج إلى جمع لشتاته ليكون صفاً في وجه الإلحاد.. وفي وجه المنظمات المناوئة.. فحرارة الشباب، وقوة الشباب، وعزيمة الشباب، وشكيمة الشباب كلها إذا اجتمعت وسارت تحت ظلال راية الإسلام فإنها بلا شك ستكون الحصن المنيع.. والأمل البسام.. والدرع الواقي أمام التيارات والمذاهب الهدامة.. عندها سيعود للإسلام مجده.. وحسناً فعلت رابطة العالم الإسلامي ببعثها الدعوة إلى إنشاء هذه المنظمة فذاك من واجبها.. والأمل معقود في أن تحقق الكثير من الآمال الملقاة على عاتقها.. فالطريق أمامها طويل والمسؤوليات جسام. لكن البوادر الطيبة هي خير عنوان يبشر بخير.. وإلى اليوم الذي يدفع فيه الشباب المسلم مجتمعاً عبر مجاهل أفريقيا.. وفي ثغور آسيا وسهولها.. وفي ربوع أوروبا والأمريكتين.. وفي كل شبر من بقاع الأرض. ليذود عن حمى الدين القويم.. ويبشر بمبادئه السمحاء.. وينشر الدعوة إليه.. فيسود البشرية عهد الرخاء والتصافي والاطمئنان فإنا لمنتظرون.. ورحم الله مصطفى صادق الرافعي حيث يقول: يا شباب العالم المحمدي ينقص الكون شباب مهتدي فأروه دينكم ليقتدي دين عقل وضمير ويد أنفسنا طاهرة طهر الحرم تملأ التاريخ مجداً وكرم وافيات بالعهود والذمم راقيات للمعالي والهمم والله نسأل النصر والتوفيق للمسلمين..   [1] نشرت بجريدة (الندوة) 21/9/86 هـ.
طباعة تعليق  القراءات :1351  التعليقات :0
صفحة 285 من 414

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج