شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
البترول وتضحيَاتنا من أجل الكيَان العربي!! (1)
هذه الحكومة الرشيدة.. وهذا الشعب الوفي.. كلهم سباقون دائماً للخير.. ولنصرة إخوانهم في الإسلام والعروبة.. ذلك بدافع من شعور عميق وجد في النفوس منذ عصور العرب الأولى حيث كانت التضحية من أبرز صفات العرب التي اشتهروا بها كالكرم والشهامة والوفاء وإغاثة الملهوف.. ثم جاء الإسلام السمح فغذى هذه الصفات إلى درجة جعلت القرآن الكريم يمتدح من قابلوا محمداً من أهل المدينة وآزروه ونصروه بأنهم يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ (الحشر: 9).
إذاً فإن البذل والفداء والتضحية والوفاء كلها الروافد التي تغذي دماء هذا الشعب العربي السعودي.. لذلك نجده دائماً مع العرب ومع المسلمين في آلامهم ومحنهم.. وفيصل بن عبد العزيز قائد هذا الشعب عربي أصيل تجري في دمائه أسمى المشاعر التي يحس بها كل عربي نحو أخيه.. فيدفعه الوفاء ونكران الذات إلى التضحية مهما كان الثمن من أجل غاية نبيلة هي نصرة العربي.. ونصرة المسلم في أحلك الأوقات.. وأدق الأزمات..
والبترول وما أكثر من يحسدنا على البترول.. إنه هبة من الله منحها لهذه البلاد كغيرها من بلاد الله.. فهو نعمة نصونها ولا نبددها في مضرة خلق الله.. لقد جعلناه أداة لرفع مستوى الشعب وتطوير هذه البلاد.. ولم نبذر في دخله ولم ننفقه إلا فيما ينفع الشعب.. وينهض بالبلاد.. ويواسي العربي والمسلم في الضائقات..
هذا البترول.. مأكول مذموم.. أو على الأصح مأكول محسود.. إنه في السلم خير وبركة.. وثروة من ثرواتنا الطبيعية التي نعتز ونحمد الله عليها شأنه شأن ثروات البلاد الأخرى الزراعية والصناعية التي هي مصدر الخير والنماء والرخاء للشعوب إن استغلت هذه الثروات أحسن استغلال.. وهو وحده في الحرب سلاح خطير.. يهدد الأعداء ويؤثر انقطاعه على مصانعهم ومصالحهم وآلاتهم.
وحكومتنا الرشيدة لم تقصر فأوقفت ضخ النفط حين أجمع العرب على ذلك.. وتحملت من أجل ذلك ما تحملته من تأثير على ميزانيتها ودخلها.. ولم يفت في عضدها الجحود.. ونكران الجميل لقاء مواقفها السابقة المشرفة إبان الاعتداء الغاشم عام 1956.. لأن شيمتها الوفاء.. والوفاء دائماً.. واليوم لا يضيرها وقد أدت واجبها أمام الله وأمام الشعوب أن تتَّهم أو توصم بما ليس فيها لأنها تعمل بوحي من مبادئ الدين والأخوة الحقة..
إن الحقيقة المرة التي تعيش فيها منطقة الشرق الأوسط.. والدول العربية بخاصة تجعلنا نوضح أن لدول الشرق والغرب مصالح تجارية وسياسية في هذه البلاد.. والبترول وحده من المصالح التجارية التي تستطيع الدولة التي ينتج في أرضها أن تتحكم في ضخه وبيعه..
لكن الموقف الحرج الذي تعيشه المنطقة يدعونا بأن لا نمد يدنا للشرق ولا للغرب وأن نحارب ونقاطع كل متربص بالعرب وبالمسلمين.. وأن نوحد صفوفنا ونستغل ثرواتنا لصالح شعوبنا.. أما البترول فإنه ما دام سلعة تجارية نجني من دخلها حياة الشعوب.. ونتسلح به ضد الأعداء.. ونطور مصالحنا.. فإنه لا مبرر لنا في أن نرفع الشعارات ضد البترول وتدمير منشآته.
وشعب المملكة العربية السعودية وحكومته ليست لهما موارد أخرى خلاف البترول. وهو لنا بمثابة حياة أو موت، فهل يحس الأشقاء العرب بما نحس به!؟ ويوم يتخلص العرب من الشرق ومن الغرب.. من قروضهم وأسلحتهم.. ومن خبرائهم ومن مساعداتهم الاستعمارية ويصبحون أمة واحدة - لهم بترولهم ولهم كيانهم وفيهم ومنهم الخبراء.. وليس ذلك اليوم ببعيد إن شاء الله ويوم تزول الأحقاد وتصفو الضمائر وتتلاشى الحزازات ذلك هو يوم الاعتصام بحبل الله.. وفي هذا الاعتصام القوة، والغلبة، والحياة الرغيدة للبلاد وللشعوب..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1243  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 284 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج