شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من أجل الجولة القادمَة..يجب أن نعملَ ولا نتكلم!! (1)
السرية في الحرب عنصر هام من عناصر النصر.. ومن بعدها تأتي الخدعة.. وهي أيضاً من عوامل الغلبة.
أما السلاح فهو آلة.. جماد.. تحركه السواعد الفتية.. وتظهر فعاليته القلوب العامرة بالإيمان وبالصبر.. وبالتضحية.. وبالثبات.
ففي سبيل الله "الدماء الزكية" التي بللت الثرى العربي في جولتنا الأخيرة. وخلوداً لأرواح الشهداء ممن ضحوا في سبيل الله.. لاستعادة الوطن السليب. وإلى الجنة إن شاء الله.
أما نحن فيجب أن نحاسب أنفسنا.. ونأخذ العظة والعبرة مما خلفته لنا هذه الجولة.. منذ بدايتها حتى نهايتها.. هذه النهاية السريعة التي أتت بعد أيام.. أو بعد ساعات من عمر الزمن.
لا يمكننا أن نضع اللوم كله على دول الغرب.. لأنها سلحت إسرائيل.. وأوجدت هذا السرطان في أرضنا الحبيبة، ولا أن نلوم الدول الشرقية التي كان أصدقاؤها من العرب يتوقعون منها المساعدة وشد الأزر. فوقفت واجمة.. وكأنها تنتظر كغيرها من دول الاستعمار اللحظة الحاسمة.. بعد فوات الأوان لتقول للعدو شيئاً.. أو تنذر وتحذر بعد أن كانت الفرصة سانحة لها لتبرهن على صدق مؤازرتها لأصدقائها الذين دخلوا المعركة يدفعهم الأمل في تلقّي العون والمساندة ساعة الشدة.. لكنها كانت عليهم.. ولم تكن لهم.
لقد عرفنا أن الشرق والغرب أعداء لنا.. يؤيدون إسرائيل.. وعرفنا أن الكلام لا يفيد.. والتفكك غير مجد.. وأن الفائدة كل الفائدة في جمع الكلمة.. وتوحيد الصف.. ونسيان الذات..
ثم لقد علمتنا الجولة.. أنه مهما كان اعتزازنا بقواتنا.. ومهما كان عتادنا كثيراً.. ومهما كان فخارنا بماضينا المجيد المتوج بالنصر في مختلف الميادين.. فإنه لا يأخذنا الغرور فنؤكد أن "النصر لنا" وما النصر إلا من عند الله.
كما علمتنا الجولة أن توحيد الصف.. في اللحظة الأخيرة بدون تخطيط. وبدون ترتيب.. وبدون اجتماعات قمة.. وبدون توجيهات من رؤساء أركان حرب الجيوش. كل ذلك كان من أسباب التفكك.. فاندفعت الجيوش إلى المعركة وبعضها لم يزل في طريقه إلى الميدان.. ولم نعمل حساباً لكل احتمال للهجوم علينا.. فكان استعدادنا مكشوفاً حيث كنا نروّج له بالدعاية والكلام.. بينما كان العدو يعمل في صمت وسرية.. فضرب ضرباته غير المتوقعة (والحرب خدعة) كما يقولون.
كل عربي كان يتمنى اليوم الموعود لضرب إسرائيل.. وكل صغير وكبير وذكر وأنثى.. كان يعيش اليوم الأول على فرحة بلاغات النصر.. وكان الكل خلف المذياع يعيشون في المعركة ويتوقون إلى الذهاب لمشاركة الجنود المنتصرين في الميدان. كلهم كان يعرف أن الدول العربية الآن قد زاد عددها الضعف عما كانت عليه عام 1948.. وكلهم كان يعرف أن الدول العربية الآن تحميها وتناصرها الدول الإسلامية.. وفي ظل هذه النشوة.. وفي ركاب هذه الآمال انتهت الجولة سريعاً بما انتهت إليه فكانت المفاجأة وكانت الحسرة.. وكان الألم مما هو غير متوقع.. وفي يوم (حنين) من معارك الإسلام لنا مثل وعبرة.
إن الدرس القاسي الذي وعيناه وعرفناه من هذه الجولة يدعونا لنكرِّس الجهد لمعركة المصير.. معركة إفناء إسرائيل مهما طال الزمن. فالعرب لا تثنيهم عن عزمهم هذه الكبوة. وكلهم ينتظر اليوم الموعود.
فإلى الثقة بالله أولاً.. ثم إلى العمل الجاد.. وإلى الصبر والتكاتف.. فإننا باعتمادنا على نفوسنا وعلى جيوشنا.. وعلى الأصدقاء دون استعداد.. ودون تركيز ودون تخطيط. لا يكفينا.. أما إذا شاء الله وخلصت نياتنا وطلبنا منه سبحانه النصر فإننا بحوله وقوَّته (سننتصر.. سننتصر.. سننتصر) والله حسبنا ونعم الوكيل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1839  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 283 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج