شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمَة صريحَة في يوم الذكرى المؤلمَة! (1)
اليوم هو الخامس من يونيو "حزيران".. هو يوم له ما بعده..! لا يفيدنا فيه أن نبكي أو نتباكى على ما نالنا ولحقنا فيه ما دام أنه يجري في عروقنا عرباً ومسلمين.. الدم الزكي الذي توارثناه عن الأوائل المخلصين المكافحين. الذين دوخوا إمبراطوريات الفرس والروم. وحازوا الانتصارات الباهرة.. عندما كان سلاحهم قلوبهم العامرة بالإيمان.. وهدفهم إعلاء كلمة الله وإعلاء راية الحق.
ولا شك أننا عندما افتقدنا هذه المبادئ. وتركنا الاعتصام بحبل الله.. وتفرقنا.. وتنازعنا، فشلنا!.. كان الفشل في نفوسنا.. وبين بعضنا بعضاً..
لم نفشل إلا في معركة.. فالحرب ما زالت قائمة وبإمكاننا أن ندرك النصر بإذن الله إذا تجردنا حقيقة من فساد قلوبنا.. وتأكدنا من صدق عزيمتنا على الجهاد.. لوجه الله.. ولوجه الحق.. كما فعل السلف الصالح.. من القواد والغزاة.. فطأطأ لهم الشعب.. وانقادت لهم إمبراطوريات الفرس والروم.. رغم قلة عدتهم وعددهم..
إنها لم تكن نكبة.. كما يسمونه ولم تكن نكسة بحسبما يلقبونها.. بل كان التفكك.. وعدم التركيز بسبب النزاع.. وقد أخبرنا الله بأن وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ (الأنفال: 46) صدق الله العظيم.
واليوم وقد مضى عام يطالبنا فيه العالم أجمع بأن نقدم كشف الحساب.. ماذا عملنا.. وماذا حققنا على الصعيدين السياسي والدولي.. خيوط أمل واهية ننعق بها وراء مهمة "يارنج".. وتصريحات وتعليقات.. ترددها الإذاعات.. ووكالات الأنباء تدحض العدوان.. وتدين إسرائيل.. وقرارات مجلس الأمن.. شأنها شأن ما صدر من قرارات منذ عشرين عاماً. لم تحسب لها إسرائيل حساباً، بل جاهرت صراحة.. بعدم الالتزام ببعضها حينما رأت هذه القرارات في غير صالحها..
وإن كنا قد حصلنا على مكاسب.. فإنها بلا شك الأعمال البطولية لجيش التحرير.. وهيئات المقاومة داخل إسرائيل. وليتنا استمعنا قبل فوات الأوان لتوجيهات الملك الراحل "عبد العزيز آل سعود" حين أشار رحمه الله.. إلى ضرورة تحرير فلسطين بأيدي أبنائها.. وها هو خليفته اليوم "فيصل بن عبد العزيز" يرفع لواء هذه الفكرة ويؤيده في ذلك شعب فلسطين المشرد.. وأعود فأكرر ما سبق أن ذكرته عن "السرية" وأنها من ألزم اللوازم لكسب أي معركة.. فإذاعة المكاسب البطولية التي يحصل عليها أفراد المقاومة.. وانتصاراتهم ليست في صالح العرب بقدر ما هي في صالح العدو الذي أخذ يتخبط ويهدد أن يضرب الدول العربية المجاورة له مرة.. ومرة أخرى بسحق المحاولات التي تقوم بها بعض الدول العربية لإمداد فرق المقاومة.. ومن الأولى أن لا نوجه الأنظار لهم ونترك العدو نفسه يذيع أنباء انتصارات أبناء فلسطين داخل الأرض المحتلة.. فقد وفرنا عليه هذا العناء.. ثم بالسرية والكتمان فيما نقوم به من دعم. ومن ترتيبات عسكرية.. وفيما يحققه جيش الفداء لفائدة لنا أي فائدة..
لقد صرح جلالة الملك الحسن الثاني.. في مؤتمره الصحفي عند اختتام زيارته للمملكة.. أن العربي اليوم والسلاح عن يمينه.. والمعول عن يساره.. وقد سئم الانتظار فلا هو بالعامل في حقل الزراعة والإعمار.. ولا هو بالمقاتل..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1804  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 282 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.