شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المثنَاة ومسجِد عداس (1)
يقول الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه "في منزل الوحي" عن "المثناة" بأنها كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قطعة من الطائف.. وأكبر الظن أنها كانت بعض أطرافها.. فقبلها انصرف صبيان وسفهاء ثقيف عن محمد صلى الله عليه وسلم وانقطعوا عن إيذائه.. وبها كانت بساتين الطائف وكرومها ويسقى معظمها من عين ينحدر ماؤها من "جبل برد".. وفي المثناة - مسجد عداس - حيث وقف الرسول صلى الله عليه وسلم في أدق ساعات حياته ورسالته.. وذلك بعد أن أخرجه أهل الطائف من ديارهم وقد أبوا نصرته.. وأغروا به سفهاءهم يسبونه ويلقون عليه الأحجار.. فلجأ إلى حائط عتبة وشيبة ابني ربيعة يحتمي به من أذى هؤلاء السفهاء.. وهناك جلس صلى الله عليه وسلم إلى ظل شجرة من عنب يقلب كفيه ثم يرفع رأسه إلى السماء ضارعاً في شكاية وألم ويقول: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين.. أنت رب المستضعفين وأنت ربي.. إلى من تكلني! إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري" إلى آخر الدعاء.. فنظر إليه ابنا ربيعة وهو في هذه الحال وطال تحديقهما من عنب الحائط.. وتناوله الرسول ووضع يده فيه وقال باسم الله ثم أكل ودهش عداس لما سمع وقال: هذا كلام لا يقوله أهل هذه البلاد.. وعلم محمد أنه نصراني نينوي فقال له: "أمن قرية الرجل الصالح يونس ابن متى؟ قال عداس وما يدريك ما يونس بن متى.. قال محمد "ذاك أخي كان نبياً. وأنا نبي فأقبل عداس على محمد يقبِّل رأسه ويديه وقدميه".
وبعد أن طعم الرسول العنب واستراح انصرف عنه عداس وتوجه الرسول من المثناة إلى مكة سالكاً طريق "حمى النموري" "فوادي محرم" فالثنية. يؤنسه إيمانه بالله بأن الله ناصره ليؤدي الرسالة".
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2470  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 275 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج