لجنة الحج المركزيَة.. |
بلادنا.. وبفضل المولى.. تمور بالشباب الطامحين.. فالكثير منهم ارتقوا للمناصب العالية.. بفضل كدهم.. وجلدهم.. فنجدهم يتحملون أعباء أعمالهم أو مهامهم.. بصورة تدعو للفخر.. والاعتزاز.. كما أن الكثيرين منهم قد نالوا أرقى الشهادات بنفس الكد والاجتهاد.. وتولوا العديد من المهام.. فبرزوا فيها. واستطاعوا أن يقودوا حركة العمل بكل جد ومهارة. |
وعبر هذه الفئة الطامحة.. التقت (البلاد) أحد البارزين في محيط أعمالهم.. والجاهدين من أجل الارتقاء بالوطن.. حتى إنه بكده استطاع أن يأخذ موقعاً هاماً في الدولة.. مروراً بالعديد من الوظائف.. فهو قد ابتدأ حياته العملية كاتباً في وزارة الداخلية.. حتى وصل بعد سنين من الجهاد إلى منصب وكيل أمارة منطقة مكة المكرمة المساعد. |
والأستاذ علي حسن أبو العلا.. عندما التقته (البلاد).. تحدث بعقل العارف بكل ما يتعلق بالمسؤولية المنوطة به حيث أوضح الكثير عن أمارة مكة المكرمة.. والجهود التي تبذلها الدولة في خدمة الحجاج.. والمشاريع التي تكللت بالنجاح.. والمبالغ التي اعتمدت في هذا الصدد.. وكل ما يتعلق بهذا الشأن: |
ـ البطاقة الشخصية هي كما يلي: |
الاسم: علي حسن أبو العلا.. |
المولد: مكة المكرمة. |
المؤهل: الدراسة الثانوية بمدرسة تحضير البعثات. |
المناصب التي تقلدها: كاتب في وزارة المالية - ثم محرر في وزارة الداخلية ومساعد رئيس إدارة الشؤون الإدارية في وزارة الداخلية.. ثم رئيس لإدارة الأعمال الإدارية في وزارة الداخلية.. ثم رئيس لإدارة الأعمال الإدارية.. فرئيس منتدب لبلدية جدة في الفترة من (1383هـ - 1384هـ) ثم مستشار في أمارة مكة المكرمة.. ثم مدير عام الحقوق وأخيراً "وكيل إدارة منطقة مكة المكرمة المساعد". |
الأعمال الأخرى: |
رئيس الهيئة العليا للطوائف في وزارة الحج - سكرتير لجنة الحج العليا - رئيس لجنة أراضي منى عضو المجلس البلدي - عضو الجمعية الخيرية - عضو لجنة إطلاق المعسرين. |
الملك عندما كان وزيراً: |
ـ عبر هذه المناصب التي تقلدتها.. ما هي أعذب الذكريات في نفسك!؟ |
الذكريات التي أعتز بها هي عندما كنت رئيساً منتدباً لبلدية جدة ما كان يفاجئنا به جلالة الملك فهد المعظم عندما كان وزيراً للداخلية وكان يعطي اهتمامات لتطوير بلدية جدة حيث كنا نفاجأ بوجوده بين المهندسين والعمال في الصباح الباكر ليسأل ويستفسر عن مسيرة تنفيذ المشاريع.. وهناك صورة تذكارية لجلالته وهو يتفقد تنفيذ ميدان البيعة ويناقش طريقة فتح الشوارع وارتباطها وبالتالي كان يدعم هذه المشاريع واستمر دعمه.. واهتماماته بالتطوير. حتى برزت مدينة جدة بهذا الشكل المتطور وما زالت تنمو.. وتتطور بفضل اهتمامات جلالته أسوة بغيرها من مدن وقرى المملكة. |
دور لجنة الحج العليا: |
ـ ما هو دور لجنة الحج العليا ولجنة الحج المركزية في النهوض بمشاعر الحج وبالمشاريع المتعلقة بالحج والحجاج في مكة وجدة والمشاعر المقدسة؟ |
منذ عام 1385هـ العام الذي صدر فيه الأمر السامي بتكوين لجنة الحج العليا من مندوبين عن الأجهزة الحكومية العاملة بالحج والحجاج إلى أن تطورت هذه اللجنة وأصبحت: لجنة الحج المركزية في مكة ولجنة أعمال الحج في المدينة المنورة ولجان الحج في جدة - مكة وينبع، تقوم بدورها الفعال في تنفيذ المشاريع بهذه المناطق وبصفة خاصة فتح الطرق وتأمين المياه وتنظيم الطوافة في مكة وأعمال الأدلاء في المدينة وتقسيم المطوفين والأدلاء بجعلهم ست مجموعات تخدم حجاج العالم الإسلامي وكان بذلك القضاء على السمسرة. |
أما في جدة فهناك الدراسات والقرارات المستمرة لتطوير مدينة الحجاج في المطار والميناء البحري بما في ذلك تنظيم وتنسيق العمل في مطار الملك عبد العزيز حيث أصبح عام 1402هـ يستقبل الحجاج على مدى الأربع والعشرين ساعة بشكل منتظم. |
ولقد ساهمت لجنة الحج العليا في تطوير وسائل النقل بتوجيهات من الحكومة بتأمين 3 (ثلاثة) آلاف أوتوبيس وزعت على شركات السيارات وقسطت قيمتها على الشركة لعدة سنوات. وهناك توصيات أقرت في ميناء ينبع فأنشأت الحكومة مدينة للحجاج، أما في مشاعر الحج فتم تخطيط عرفات وفتح الشوارع الواسعة بين منازل الحجاج واتسعت رقعة المساحة التي ينزل بها الحجاج وقامت وزارة الحج والأوقاف من جانبها بهدم وإنشاء مسجد نمرة الذي أصبح يستوعب مئات الآلاف من حجاج بيت الله الحرام في يوم عرفة. |
وفي مزدلفة تطورت الكباري وامتصت الضغط الهائل من المشاة ومساحات محددة متفرقة ينزل بها الحجاج لالتقاط الجمرات. |
وفي منى "تم فتح" الأنفاق من قبل "مشروع تطوير منى" بناء على توجيهات لجنة الحج العليا وامتدت مساحات الأراضي التي نزل فيها الحجاج. |
وما زال مشروع البناء على سفوح الجبال موضع دراسة واهتمام جلالة الملك فهد المعظم وأصحاب السمو والمعالي الوزراء المختصين. |
مشاريع جديدة في مكة المكرمة: |
ـ هل هناك مشاريع تنتظرها العاصمة المقدسة كمدينة يقصدها المعتمرون والحجاج طوال العام!؟ |
إن حكومة جلالة الملك المعظم وعلى رأسها حامي البلاد المفدى يعطون مهبط الوحي وعاصمة الإسلام اهتماماً زائداً وملموساً. فعلى الرغم من إقرار المشاريع المختلفة لوزارة البلديات ومشروع تطوير منى ووزارة المواصلات وغير ذلك من المشاريع المعتمدة في الخطة الخمسية نجد هذا الاهتمام يتجسد فيما تبذله الإدارات المختلفة من تنظيم لمسنا آثاره في توفير الغذاء والأطعمة والثلج وما إلى ذلك من الأشياء الضرورية للحجاج وغيرهم وهذا الاهتمام ينمو.. ويتطور.. عاماً بعد عام. |
وقد نشرت وزارة الزراعة الخبر المفرح بالبدء في عملية تنفيذ مشروع التحلية الذي أمر جلالة الملك فهد حفظه الله باعتماد المبالغ اللازمة له من بند النفقات الطارئة والذي سيغذي الطائف والهدا ومكة المكرمة.. وهناك التوسيع الذي أقر وسينفذ في الأعوام القادمة لنزع ملكية الدور والدكاكين والمساكن الواقعة في "منطقة السوق الصغير" بمكة.. وهناك أنفاق ستربط شمال مكة المكرمة بمنطقة الحرم المكي الشريف.. وهناك طرق دائرية ستنفذ على مراحل وينتهي العمل فيها خلال الأعوام القليلة القادمة.. وكل ذلك سيجعل من مكة المكرمة عاصمة الإسلام درة.. يهنأ فيها أهلها وكل الوافدين إليها من الحجاج الكرام والمعتمرين وقاصدي البيت الحرام. |
ظاهرة الافتراش في الأرض: |
ـ كيف يمكن القضاء على ظاهرة الافتراش في مكة المكرمة والمشاعر؟ |
أكثر الحجاج يعتبرون أن الحج لمن استطاع إليه سبيلاً والاستطاعة الشرعية هي كما ورد في الحديث "الزاد والراحلة" وفي اعتقادي أن الثلثين من الحجاج لا يفكرون في السكن بل يؤثرون البقاء تحت أسقف المساكن.. وهناك فئات كبيرة ومن الأفريقيين خاصة تستأجر كل مجموعة منهم مكاناً للعفش فقط وهم يفضلون البقاء في العراء نهاراً وليلاً وضواحي مكة الغربية والجنوبية كلها مكتظة بهذه الفئات ونراهم في شارع المنصور وفي المسفلة تحت الكباري وعلى جنبات الشوارع العامة طوال العام. |
وأمثال هؤلاء فئات أخرى من الحجاج قوامهم في الحج الزاد والراحلة - وهم يقضون في مكة عدة أيام قبل الطلوع إلى الحج وفي اعتقادهم أن هذه الأيام القلائل لا تحتاج إلى أن يدفع الفرد منهم للمطوفين أجرة للسكن أو النزول في الفنادق أو المساكن الأخرى وهي كما يرونها أو كما هو الواقع مرتفعة الأجر وخصوصاً في منطقة ما حول الحرم. |
والحل كما أعتقد هذا في رأيي الخاص ليس في نقلهم أو جمعهم حيث إن هذا أمر عسير لا تستطيع القيام به أية قوات أو لجان - وإذا نقلتهم فإلى أين؟ إلى خارج مكة وقد أصبحت كلها مساكن ومخططات. وفي التاريخ إن أباطح مكة مناخ للحجاج ولا بد من مساحات أشبه بحدائق يتوافر فيها الماء ودورات المياه على الأقل تكون طوال العام متنفساً لأهالي مكة.. وفي أيام الحج لا تدخلها السيارات بل تبقى لاستعمالها لمن أراد النزول بها من القادمين للحج السريع وفيها مقاصف وأكشاك ومطاعم - وهي ستمتص الأعداد الهائلة من الحجاج، أما الحجاج في منى وعرفات فالأمر سينحصر في منى فقط حيث إن الحجاج لا يجدون منازل في مسطح منى وبإقرار مشروع البناء على سفوح الجبال ستتوافر للحجاج مساحات أكثر مما هو موجود الآن. |
أما عرفات فالأكثرية منهم يفضلون البقاء حول جبل الرحمة في العراء رغبة في المثوبة وتأسياً بوقوف "الرسول صلّى الله عليه و سلم" عند مسجد الصخرات. |
خدمات عامة للحجاج: |
ـ ألا ترون أن مناطق الحج عموماً في حاجة إلى طراز خاص من دورات المياه بحيث تكفي الحجاج الكرام؟ |
الحقيقة أن هذا الأمر هو موضع اهتمام لجان الحج المختلفة وهناك لجنة فنية تبحث وضع طريقة لتصميم دورات مياه يستعملها الحجاج دون أن يؤثر استعمالها بترك انسداد أو تسرب وطفح المياه.. وهناك مبالغ صدر الأمر الملكي الكريم برصدها لتعميم الدورات في مخطط منى - ونأمل بإيجاد أعداد كبيرة في مكة والمشاعر المقدسة. |
مؤسسة الطوافة: |
ـ ماذا يدور بخلدكم عن التوقعات المنتظرة لمؤسسات الطوافة التي كثر الحديث حولها؟ |
في الحقيقة هناك لجان وزارية تبحث أمر هذه المؤسسات، لكن الذي يشغل بال المطوفين هو عدم التركيز في وضع نظام خاص بهذه المؤسسات، لأن الفكرة تنصبُّ على إيجاد الخدمات المشرفة للحجاج وليس كما يتصورون أنهم سيساقون إلى جمعية أو تكتل يختلط فيه الحابل بالنابل - والأمل أن الجهات التي تدرس المشروع ستراعي فيه أن تكون الخدمات مضمونة لحجاج بيت الله الحرام وأن يكون أفراد الطوائف على مستوى مشرف لأداء هذه الخدمات ولا بد للكل أن يعرف أن سكان مكة المكرمة والمدينة المنورة مدعوون لخدمة الحجاج ومطالبون بأن يحسنوا الوفادة لهم.. ودعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام لأهل مكة "فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم" ويجب أن يتحمل سكان مكة والمدينة هذا العبء سواء كانت الطوافة أو لم تكن. |
وقد ألقيت بهذه المناسبة قصيدة في حفل تكريم المطوفين لمعالي وزير الحج والأوقاف بحدائق الزاهر عام 1398هـ تقول بعض أبياتها: |
هم أهل مكة إن فتشت أكثرهم |
مطوف همه حج وأركان |
خصائص في دماهم منذ نشأتها |
تجري ويدفعها دين وإيمان |
بها الغني يضحي وهو مغتبط |
قبل الفقير ويشقى وهو جذلان |
وتلك دعوة إبراهيم قد كتبت |
لأهل مكة من للبيت جيران |
قالوا المطوف قلت الكد صنعته |
وكل ما قيل عنه فهو بهتان |
وهمه خدمة الحجاج وهولها |
مجند حوله أهل وولدان |
|
وهذه الأبيات من ديوان أصدرته مؤخراً بعنوان بكاء الزهر!! |
|