شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحملداريَة.. ومحطة حجّاج البَر بمَكة المكرمَة (1)
لقد حرصت حكومة جلالة الملك المعظم على ربط المملكة بكثير من الدول الشقيقة المجاورة.. بطرق أسفلتية، وفي موسم الحج تبدأ قوافل سيارات الحجاج القادمين براً بعبور هذه الخطوط، وكان لذلك أثره الكبير في تسهيل طريق الحج للراغبين.. مما حدا بكثير من مكاتب السفر في الأردن، ولبنان، وسوريا، والعراق، وإيران، وتركيا، إلى أخذ مقاولات نقل الحجاج بالسيارات من بلادهم إلى المملكة ثم العودة بعد الحج.. ولقد ازدادت في السنوات الأخيرة المنافسة بين المكاتب والمتعهدين أو من يسمون "بالحملدارية" حيث انخفضت نسبة الأجور المأخوذة من الحجاج انخفاضاً غير معقول.. ومن هنا بدأ "الحملدارية" يبحثون عن طريقة للحصول على موارد إضافية من الحجاج باسم رسوم المطوفين، وأجور المساكن في مكة وخيام عرفات ومنى، وقد قطعت وزارة الحج الطريق على هؤلاء.. ونظمت طريقة جباية هذه الرسوم الخاصة بأرباب الخدمات فقط وذلك من طريق السفارات أو هيئات السؤال في المراكز الرسمية. وهذا ما تشكر عليه.
لكن أجور الدور.. وأجور الخيام أصبحت متوافرة في جيوب "الحملدارية".. ففي مكة استغل هؤلاء محطة سيارات البر "بكدى" التي أشرفت وزارة الحج على تأسيسها وذكرت بأنها لم تكن (مدينة للحجاج) بل هي عبارة عن نقطة تجمع للسيارات.. أما الحجاج فينقلون إلى البلدة للسكن وأداء المناسك.. لكن الذي حدث فعلاً أن "الحملدارية" استغلوا هذه المحطة وتركوا الحجاج يقيمون فيها بين السيارات.. وأفهموا بعضهم بأن هذا هو السكن الذي أخذت أجرته.. ووفروا الأجرة في جيوبهم.. ولم يسكن الحجاج البلدة ولم يستفد منهم أصحاب المساكن والمتاجر من سكان مكة الذين جعل الله هذه الأفئدة من الناس تهوي إليهم. وفي عرفات ومنى ترك "الحملدارية" الحجاج في ظل السيارات والأشرعة التي يحملونها في تنقلاتهم البرية..
إن جلالة الفيصل المعظم الذي يعرف شخصياً الكثير عن أحوال طوائف المطوفين قد أصدر المرسوم الملكي لإصلاح أوضاع هذه الطوائف والقضاء على السمسرة.. ولكن من ضمن أعمال سمسرة "الحملدارية" التي نهيب بمعالي وزير الحج والأوقاف بالقضاء عليها.. هي أخذهم لمبالغ باسم أجور المساكن والخيام. ثم تركهم الحجاج في محطة "كدى".. وأنه وإن كان الجو ملائماً في الوقت الحاضر لسكن الحجاج في العراء وبين السيارات.. فإن الأمطار الشتوية والبرد الشديد.. أو الحرارة الشديدة في مواسم الحج عندما تتحول هذه الفصول يحتمان تكليف "الحملدارية" بإدخال الحجاج إلى البلدة ليستظل كل واحد بحسب مقدرته بمسكن.. وبذلك نحافظ على مصالح المواطنين، ونحمي الحجاج من تقلبات الجو وقد أصبحت مكة ولله الحمد في غاية من التقدم والازدهار وفيها وفرة من المساكن الصحية.. وذلك بفضل رعاية الحكومة الرشيدة وفقها الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :969  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 268 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج