الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

حول ما تيسّره الدولة للحجَاج من خدمات وتسهيلات

إذا أقبل الحج تحركت مشاعر المسلمين نحو البيت العتيق، ووفد الحجيج إلى بيت الله يؤدون المناسك ويعظمون الشعائر ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ.

وحول الاستعدادات والإنجازات والخدمات المكثفة الخاصة بضيوف الرحمن الذين يفدون في كل عام لأداء فريضة الحج من مشارق الأرض ومغاربها ويزداد عددهم عاماً بعد عام وتزداد أيضاً المشروعات والخدمات المختلفة لراحتهم وأداء فريضتهم في يسر وسهولة - كان لـ "اليوم" هذا اللقاء السريع مع سعادة الأستاذ علي أبو العلا وكيل أمير منطقة مكة المساعد ورئيس اللجان الخاصة بتوزيع أراضي منى واللجنة المركزية للحج.

ورغم مشاغله الكثيرة ومسؤولياته المتعددة وكثرة المراجعين له فقد أتاح لنا فرصة هذا اللقاء وأجاب عن أسئلتنا بصدر رحب.

ـ في البداية أرجو أن تحدثنا عن الاستعدادات التي تمت وكذا الخدمات الجديدة لحج هذا العام؟

دعني أقول لك إن هناك لجنة هي لجنة الحج المركزية تعمل على مدار العام وليست لفترة معينة.. فهي تتلقى التقارير دائماً بعد موسم الحج مباشرة وذلك لأخذ التدابير اللازمة لما حدث في حج هذا العام حتى لا يتكرر في حج العام القادم.

فدائماً بعض الملاحظات في الحج، فبعض الدوائر تجد لها مطالب أو ملاحظات، وهذه المطالب والملاحظات تدرس من قبل أعضاء لجنة الحج المركزية دراسة وافية حيث توضع على مائدة البحث لاتخاذ اللازم نحوها، وما يحتاج منها إلى توصيات لإدراجه في الميزانية، يتولى صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز رئيس لجنة الحج المركزية عرضه على صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، وترفع هذه المطالب إلى مجلس الوزراء لذي يعطي أهمية كبيرة لهذه المشاريع كما يعطيها الأولوية في الاعتمادات، وتبلَّغ الوزارات والجهات ذات الاختصاص بهذه الاعتمادات.

ودائماً يهتم المسؤولون في المقامات العالية بمشاريع الحج ومشاريع مكة المكرمة، والدليل على ذلك أن جلالة الملك فهد بن عبد العزيز المفدى حفظه الله ورعاه عندما رفعت لجنة الحج المركزية توصياتها بشأن ضرورة توافر المياه للحجاج في مكة المكرمة، وعرض ذلك على سمو الأمير نايف بن عبد العزيز، أمر حفظه الله بالإسراع في إقرار مشروع التحلية في مكة المكرمة والبت فوراً في تأمين المبالغ اللازمة لإجراء الدراسات اللازمة لوضع المشروع موضع التنفيذ لسقيا الطائف ومكة المكرمة، وقد تم فعلاً اعتماد المبالغ اللازمة في وزارة المالية،كما تم اختيار موقع المشروع في الشعيبة، وسوف تتولى وزارة الزراعة كالعادة الإشراف على هذا المشروع وستستفيد مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام وسكان الطائف خلال السنوات القليلة القادمة من المشروع.

ـ نريد من سعادتكم إعطاءنا لمحة عن المشاريع التي تنفذ في مسطحات منى وكذلك الأنفاق وما فائدة هذه المشاريع؟

والمشاريع في منطقة منى كثيرة وكلها تنفذ لخدمة ضيوف الرحمن ولراحتهم والعمل في هذه المشاريع يقوم على قدم وساق ونحن نحاول تنفيذ هذه المشاريع بسرعة كبيرة لما في ذلك من راحة للحجاج.

فهناك الأنفاق التي تنفذها وزارة الأشغال عن طريق إدارة مشروع تطوير منى، كما أن هناك أيضاً الطرق الدائرية حول مكة المكرمة والتي تنفذها وزارة المواصلات وهذه الطرق الدائرية لها أنفاق وقد نفذ بعضها مثل نفق المعلاة ونفق الملاوي وأنفاق المسفلة وشارع المنصور..

وهناك أماكن كثيرة تم نزع ملكيتها بالفعل لإقامة المشاريع المطلوبة عليها لمكة المكرمة وحتى تستطيع السيارات أن تأخذ طريقها إلى منطقة الحرم في سهولة ويسر..

ثم إن الطرق الدائرية سوف تستفيد منها مكة المكرمة وذلك بربط ضواحي مكة المكرمة بداخل مكة وأيضاً ربط مكة بالطرق الخارجية، بحيث إن السيارات التي لا دخل لها بمناطق الحرم وازدحام الحجاج سوف تأخذ طريقها مباشرة عبر هذه الطرق الدائرية وسوف يظهر أثر هذه الطرق الدائرية بعد إتمام تنفيذها إن شاء الله.

ـ كيف يتم التنسيق بين الوزارات والجهات ذات الاختصاص والتي تهتم بشؤون الحجاج؟.

هناك لجنة منبثقة من لجنة الحج المركزية وهي لجنة المرفق في مشاعر الحج وقد تم تشكيل هذه اللجنة، ومهمة هذه اللجنة التنسيق بين الجهات والوزارات ذات الاختصاص والتي تمس مباشرة الحجاج في حياتهم اليومية مثل الكهرباء والتليفونات والبلديات بحكم المحافظة على النظافة والمياه ولجنة توزيع الأراضي وكذلك وزارة التجارة بحكم التموين والثلج ووزارة الحج والأوقاف.. وذلك لتوفير ما يحتاجه الحجاج من مخطط منى..

وهذه الدوائر تجتمع مع غيرها من الدوائر الرسمية الأخرى كدوائر المرور والدفاع المدني.. و .. وجاري التنسيق بين هذه الدوائر منذ شهرين تقريباً وذلك لما يتطلبه الوضع في مشاعر الحج ومسطحات منى وفي كل مجال..

وكان لا بد من هذه اللجنة المنبثقة من لجنة الحج المركزية لأن بعض الجهات أحياناً كانت لا تحتاج إلى التنسيق مع جهات أخرى..

وقد كان الملاحظ أن هذا الموضوع في الأعوام السابقة كان يحتاج إلى التنسيق واجتماع اللجان المماثلة لدراسة الأمر مبكراً لوضع الحلول، وكثيراً ما كان يوجد هذا بعض الإحراج لإمارة مكة المكرمة، فعندما كانت تحدث أية مشكلة ولم يكن هناك أي تنسيق في الموضوع كان ذلك يضع إمارة مكة المكرمة في موقف..

وهذه اللجنة المشكلة من لجنة الحج المركزية بدأت الآن بالوقوف على مخطط منى الحديث والتأكد من سلامة شبكة المياه وكذلك إيجاد شبكة الكهرباء وأيضاً وجود نقط مراكز الخدمات من البلدية والدفاع المدني حفاظاً على مكافحة الحرائق لا قدر الله وكذلك تنفيذ الخطة المرورية المعتمدة.. وكل ذلك ضمن الاستعدادات على نطاق لجنة توزيع أراضي منى..

ـ كيف يتم تقسيم مخطط منى؟ وما عدد هذه الأقسام؟

هناك تنظيم على مخطط منى وضع من السابق ويجري تنفيذه الآن، وبعد التنظيمات التي تمت في مخطط منى تم تقسيم مسطح منى إلى ست مجموعات للدول الإسلامية.

1 ـ مجموعة للدول العربية.

2 ـ مجموعة للهند وباكستان.

3 ـ مجموعة لحجاج إيران.

4 ـ مجموعة لتركيا ومسلمي أوروبا.

5 ـ مجموعة جنوب شرق آسيا.

ويكون لكل مجموعة منزل خاص يستوعب أعداد الحجاج المقررين لهذا العام وأيضاً في كل عام بحسب الإحصائيات التي ترد لنا مقدماً.

كذلك فإن السفارات خصص لها مكان، كما أن هناك منطقة لسكان المملكة القادمين بطريق البر، ومناطق حجاج البر وكذلك مواقف خاصة بسياراتهم لتنظيم استقبالهم يوم العيد عند نزولهم منى من منطقة عرفات.

كما أن هناك استعدادات هامة وضخمة في مطار الملك عبد العزيز بجدة، فقد نظم العمل عن طريق لجنة الحج المركزية فيما يتعلق بالدوائر العاملة في ميناء الملك عبد العزيز الجوي.

وقد روعي أن يكون العمل في هذا العام وبصفة خاصة على مدار الأربع والعشرين ساعة بدلاً من ثمان عشرة ساعة في الأعوام السابقة وذلك بعد أن استكملت كل المطالب للأجهزة العاملة في المطار كالجوازات ودوائر الحج والسؤال والتوزيع..

وأعتقد أن هذه هي أهم الاستعدادات والمشاريع لموسم الحج هذا العام وأتمنى أن يكون هذا الموسم بدون مشاكل إن شاء الله..

ـ ما هي أهم المشكلات التي تعتقد حدوثها في موسم حج هذا العام؟

أتمنى أن يمر هذا الموسم دون حدوث أي مشكلات إن شاء الله وعموماً فإن كل جهة وزارة سوف تقدم تقريراً عن المشكلات التي واجهتها هذا الموسم وذلك للجنة الحج المركزية والتي ستجتمع في بداية العام القادم لتلقّي التقارير عن النتائج المكتسبة من الحج هذا العام، وما هي المآخذ والملاحظات التي تحتاجها أو تقترحها لحل هذه المشاكل، وفي ضوء هذا يوضع في الحسبان البرنامج اللازم والأشياء الهامة لوضعها في ميزانية العام القادم..

وبفضل الله وعن طريق هذه اللجنة سوف تتقلص المشاكل بوضع الحلول الناجعة لها..

هل تعتقد وجود زيادة في الحجاج هذا العام؟

بحسب الإحصائيات التي وصلتنا حتى الآن هناك زيادة في عدد الحجاج هذا العام تقدر بحوالى 20 أو 30 بالمئة.

فقد زاد حجاج مصر هذا العام 30 ألف حاج عن العام الماضي وكذلك حجاج إيران حوالى 15 ألف حاج عن العام الماضي كما أن هناك زيادات من بعض الدول الأخرى.

ـ هل سيسمح بدخول السيارات الصغيرة هذا العام إلى مكة المكرمة أم سوف تترك خارج مكة المكرمة؟.

تم مؤخراً عقد اجتماع بهذا الخصوص برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وقد تم تنظيم خمسة مراكز لحجز السيارات الصغيرة، وكذلك تم تأمين عملية نقل الحجاج والقادمين على السيارات الصغيرة من أماكن الحج إلى داخل مكة المكرمة، وقد تم تأمين العدد الكافي من سيارات النقل الجماعي وذلك حتى لا يتعرض الحجاج لحرارة الشمس كما تم توفير المرافق العامة والخدمات كافة بالمراكز الخمسة الموجودة خارج مكة المكرمة هي: -

1 ـ مركز على طريق الطائف من ناحية عرفات.

2 ـ مركز على طريق الطائف من ناحية الشرايع.

3 ـ مركز على الجموم.

4 ـ مركز طريق جدة.

5 ـ مركز طريق الجنوب.

وهذه المراكز لإيقاف السيارات الصغيرة لعدم الازدحام وذلك بحسب الخطة المرورية المقررة..

وكل من يفد إلى هذه المراكز لا بد من أن يجد سيارة تنقله إلى داخل مكة المكرمة بواسطة سيارات النقل الجماعي..

وأستطيع أن أقول إن الاستعدادات لهذا العام كاملة بفضل الله، وإن سمو أمير منطقة مكة المكرمة يشرف على تنفيذ الخطة الموضوعية بنفسه وأتمنى أن تريح هذه الاستعدادات ضيوف الرحمن وأن يمر حج هذا العام دون حدوث مشاكل أو أزمات.