شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ماذا في كتب التاريخ عن آثار مَكة (1)
لعلّي بسرد هذه البحوث عن آبار وعيون مكة القديمة ألقي بعض الأضواء على جوانب تفيد الباحثين من الفنيين والمهتمين الآن بأمر المياه المحجوزة في باطن الأرض والتي بدأت تظهر على وجه الأرض في بعض الأماكن.. وتملأ مقابر المعلاة.. وتفيض من حفريات بعض العمارات وذلك لتكون الفائدة من هذه الدراسات عامة بعد معرفة الأسباب ومعالجة الأمور بتخطيط شامل يمكن في ضوئه إزالة الأضرار من جهة والاستفادة من مصادر هذه المياه بأسلوب فني يخدم هذه البلدة المقدسة.. ويوفر لسكانها وللوافدين مصادر جديدة للمياه بجانب الاستفادة من مياه العيون التي تنفق الدولة الملايين لجلبها إلى هذا البلد الأمين.
ولقد كنا إلى عهد قريب نشاهد الكثير من الآبار في أنحاء متفرقة من أحياء مكة المكرمة.. وهي وإن كانت مياهاً أكثرها غير عذبة وتشوبها ملوحة.. فإنها كانت مصدر نفع لوفود الحجيج في المواسم أيام كانت موارد المياه محدودة.. والذي أود أن أوضحه أن هذه الآبار بلا شك كانت لها روافد ومنابع في باطن أرض الحرم.. وبعد ازدهار العمران في مكة.. وبعد حفريات بناية المسجد الحرام الضخمة.. وبعد النزول بأساسات العمارات الضخمة حول الحرم.. لا بد من أن هذه المنابع وتلك الروافد.. قد تأثرت وحالت الأساسات والبنايات دون جريانها الطبيعي.. إذاً فلا بد من البحث والاستقصاء للوقوف على الحقيقة وتيسير أمر الاستفادة من هذه المياه كما أسلفت على نطاق فني واسع بحيث يتم تجميع الموارد في كل حي توجد في أرضه غزارة لهذه المياه لجمعها في خزانات أرضية محكمة تركَّب عليها مضخات ترفع المياه إلى خزانات عالية في قمم الجبال المحيطة بمكة.. ويتم تخزينها على مدار العام للاستفادة منها في موسم الحج للميضآت وغسل بلاط الحرم ولصرفيات دورات المياه في العمارات الكبيرة وللصرف منها في أعمال البناء ومصانع الطوب ومحطات الغسيل والتشحيم طوال العام لكي تتوافر مياه العيون العذبة للشرب فقط لأن تلك الصرفيات تستنفد الكثير من مياه العيون الحلوة التي تغذي مكة المكرمة. والتي يحتاجها السكان ويحتاجها العدد الضخم المؤمل وصوله من الحجاج مستقبلاً والذي يقدر بما سيزيد على المليوني حاج بعد توفير الطائرات الضخمة.. وربط المملكة بالطرق البرية المعبدة.. وبعد النهضة التي تحياها هذه البلاد السعودية في عهدها الزاهر.
وإذا كانت كتب التاريخ قد ذكرت الكثير عن هذه الآبار التي حفرت حول الحرم.. وبأعلى مكة.. وبأسفلها في عهد الجاهلية وفي صدر الإسلام وما بعده حتى الآن.. فإن هذه الكتب قد أشارت أيضاً إلى وجود عيون كانت تجري من أعالي مكة إلى وسطها وتنتهي إلى أسفل مكة في بركة ماجل. ولقد سردت فيها ما كتبته سابقاً عن أسماء بعض الآبار التي أدخلت ضمن أرض المسجد الحرام.. بحسبما ورد ذكرها في (أخبار مكة - للأزرقي) وأنني اليوم بالإضافة إلى ذلك رجعت إلى كتاب (شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام) فوجدت فيه مزيداً من التوضيحات عن الآبار حيث فيه أن جملة الآبار التي يحتوي عليها سور مكة عندما كانت مسورة قديماً هي ثمانٍ وخمسون بئراً ومعظم هذه الآبار موجودة ومعروفة حيث كان أهالي مكة يعتمدون في الشرب والسقاية عليها. ومنها بئر الحمام في سوق الليل. وبئر بقرب مولد النبي صلى الله عليه وسلم وبئران في الشعب منها بئر (أبو دية) وبئر في البستان الذي عند باب المعلاة ويقال لها (المنقوس) وبئر عند مسجد الراية بالإضافة إلى آبار المدارس والأربطة القديمة الموضح عن اسم كل بئر منها على حدة.
وفي أجياد عدة آبار ذكرت منها بئر برباط الزيت، وبئر برباط غزى، وبئر برباط ربيع وغيرها ويبلغ عددها خمس عشرة بئراً.
وفي الحجازية عدة آبار ذكرت في هذا الكتاب منها بئر في أم الحمرة وهي موجودة إلى الآن وتعرف (ببئر المدعون) في محلة الشبيكة. وفي مسيل وادي إبراهيم آبار منها البئر المعروفة ببئر إبراهيم وكانت في دهليز المدرسة الفخرية. ومنها بئر في بيت يعرف ببيت الينبعي على يسار الذاهب إلى باب الماجن وهي الموجودة في زقاق البرسيم بين بيت الشريف العمري وبيت السيد الفلالي.. هكذا ورد ذكرها في الكتاب.
وبين باب المعلاة ومنى سبع عشرة بئراً.. منها بئر قرب باب المعلاة تنسب لأم سليمان المتصوفة وتنسب أيضاً للملك المسعود صاحب مكة.. ومنها بئر الطواشي عند طرف المقبرة من أعلاها.. ومنها بئر - الخرمانية - وبئر - البياضية - وبين باب الشبيكة - بريع الرسان - والتنعيم ثلاث وعشرون بئراً منها بئر المنصور وتعرف بالزاكية.. وآبار الزاهر الكبير وبعضها من عمارة المقتدر العباسي. وبأسفل مكة بئر يقال لها - الطنبداوية - وبها سمِّي الطنباوي وهو حي من أحياء مكة معروف وهو خلف جبل عمر وجبل الحفاير ويمتد إلى قوز النكاسة المؤدي إلى بركة ماجل. ويوجد أيضاً ببركة ماجل أو ماجن بحسبما سمِّيت أخيراً عدة آبار.
ولعل الأمطار الأخيرة غذّت روافد الآبار فاندفع الماء داخل الأرض وخارجها ونبع من أرض المسجد الحرام.. وتدفق بغزارة من بئر الداودية.. وفي أعلى مكة طفحت المقابر حيث كانت عدة آبار حول مقبرة المعلاة وفي شعاب وأودية الجبال المحيطة بها.. والمؤمل أن يهتدي الباحثون إلى حل ذي فائدة بعد الرجوع إلى كتب التاريخ.. وإلى البحث القادم عن العيون التي كانت تجري من أعلى مكة إلى أسفلها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2027  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 258 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج