شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هذه الميَاه التي نشربها (1)
يوجد في وكالة وزارة الداخلية للبلديات جهاز مهمته الإشراف على شؤون صحة البيئة بواسطة البلديات.. ويسهم هذا الجهاز بطبع نشرات وتعليمات وكتب صغيرة للقراءة بقلم الدكتور محمد صبري مديرها العام، وإنه لعمل مشكور يستحق الثناء.. وحبذا لو خصص برنامج في الإذاعة لتوعية المواطنين بما يهمهم من هذه الأمور، وفي كتاب مطبوع أصدرته صحة البيئة بقلم الدكتور محمد صبري بعنوان (صحتك) وردت إرشادات وتعليمات تهم الأسرة، وبقراءتها من فتياتنا المتعلمات وربات بيوت المستقبل.. سيكون بالإمكان التعرف على ما يلزم من ضرورة تخصيص صيدلية للمنزل أولاً تشتمل على الضمادات والسوائل والإسعافات الأولية للدغ العقرب والحشرات، وللتصرف عند الحروق. وفي حالة التسمم الغذائي والاختناق من الدخان.. وطريقة إنقاذ الغريق.. وتضميد الجروح والكسور.
ويأتي بعد ذلك سرد طريقة انتشار الأمراض ونقل العدوى للوقاية منها، ويشتمل هذا الكتاب أيضاً على وصف للطفيليات، وللغذاء الكامل وما يحتاجه الإنسان منذ ولادته من ساعات النوم والأكل والرياضة حتى أسماء الأمراض ومسبباتها.
وقد لفت نظري ما ورد في الصفحة (57) تحت عنوان (تعقيم المياه) ما نصه: "يجري تعقيم المياه لقتل الميكروبات الضارة بصحة الإنسان وتختلف طرق التعقيم بحسب كمية الماء المراد تعقيمها. والكميات الصغيرة يجري تعقيمها بواسطة لمبات الأشعة فوق البنفسجية أو بالغلي. أو بالحبوب، ومنها عدة أنواع بالأسواق. وللكميات الكبيرة يستخدم مسحوق الكلور الجيري بنسبة جزء في المليون أو سائل الكلور بواسطة أجهزة أوتوماتيكية بنفس النسبة".
وبعد انتهائي من قراءة هذه الأسطر طرأت على ذاكرتي حالة العمارات التي ينقل إليها الماء بواسطة مواسير العيون أو بواسطة الوايتات.. والتي يوجد فيها خزانات علوية وسفلية تمر عليها الأيام والأشهر والسنون.. وهي مغلقة بلا نظافة ولا رقابة صحية ولا تفتيش.. وتعتبر هذه الخزانات أهم مصدر لنقل العدوى إن لم يجر تطبيق الوسائل الصحية بتنظيفها مما قد يترسب فيها من أتربة وأوساخ.. والعمارات الكبيرة المعدّة للسكن.. ومن بعدها بنايات الدور الحكومية والمدارس والمستشفيات.. كلها تستعمل المياه ويكفي أن نراها منصبة من الصنابير دون أن يكلف أي شخص نفسه البحث عن وضعية الخزانات في علو وأسفل العمارات للتأكد من أنها نظيفة خالية من الأتربة والديدان أم لا!
وعلى سبيل المثال أذكر ذات مرة أن الماء انقطع عن سكان إحدى العمارات في جدة.. فتبرع نفر من السكان بالصعود إلى علو العمارة للكشف عن الخزانات، ولشد ما كانت دهشته كبيرة عندما شاهد أرضية الخزان العلوي مملوءة بطبقة من الرمل ومن الطوب من بقايا العمارة.. وأخشاب وأحذية قديمة.
ووجد غطاء الخزان بعيداً عن موضعه بحيث يصل إلى الماء الهواء المشبع بالأتربة.. وقد يتعرض لسقوط القطط والحشرات فيه..
إذاً فالأمر هام جداً.. ويحتاج إلى دراسة دقيقة وتنظيم طريقة صحية يشترك فيها الأطباء الصحيون في البلديات، وفروع مراكز مكافحة الملاريا.. وأطباء من الشؤون الصحية بكل بلدة ومنطقة. ولا يكفي أن يضع هؤلاء تعليمات تحدد نسبة الكلور أو طريقة التعقيم، فصاحب العمارة لا يهمه إلا التأجير وقبض الوارد سنوياً أو شهرياً.. والسكان كل فرد منهم مسؤول عن الجزء الذي يشغله من العمارة.. ولو فرضت جزاءات على حراس العمارات أو أصحابها فإن ذلك لا يكفي للحصول على الفائدة المرجوة من تطبيق برامج السلامة الصحية.. ربما لجهل البعض أو لإهمال الآخرين.
إذاً فالحل هو تخصيص فرق صحية تحت إشراف هؤلاء الأطباء تتولى الكشف على الخزانات وتقوم بواجب النظافة مقابل رسوم تحدد وتجبى من أصحاب العمارات الكبيرة والصغيرة على السواء.. ويكون مرورها دورياً.. هذا وإذا سلمنا بأن المياه الواردة إلى المدينة تمر بطريقة تعقيم عمومي تتبعه إدارة العيون.. فإن من غير المسلم به من جهة أخرى ملاحظة سلامة المياه التي تنقلها الوايتات من الآبار إلى الدور رأساً وخصوصاً في مكة والبلاد التي فيها آبار تغذي المساكن.
ويكفي أن نوجه نظر المواطنين إلى الأخطار التي تنجم عن التهاون بنظافة هذه الخزانات.. وما يترتب على هذا التهاون من أمراض تنقلها الجراثيم والديدان إلى أفراد كل أسرة من جراء تلوث المياه. وينتج من ذلك أمراض الكلى والأمعاء وغيرها مما تنقله العدوى. وقانا الله وإياكم من كل سوء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :994  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 257 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.