شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
غار ثور مَلجأ الرسول والصدّيق (1)
يوم الهجرة يوم له أثره في تاريخ الإسلام.. وفيه أسوة لا تكبرها أسوة.. ضربها محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه للناس ليعلموا أن التضحية من أجل العقيدة.. والجهاد من أجل الدين وإعلاء كلمة الله لا بد من أن يصاحبهما النصر.. وذلك ما فعله الله بمحمد وصاحبه الصديق يوم أخرجهما كفار مكة ففرا إلى الله فكان الله معهما وأنزل سكينته على رسوله.. وأيده بجنود من عنده وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا. وهذا ما نص عليه القرآن الكريم.
إذاً فالمسلمون اليوم في حاجة إلى الوقوف إلى "غار ثور" ملجأ الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ومعه الصديق أبو بكر رضي الله عنه.. وما أجدرهم أن يتأملوا في أناة وتدبر كيف كانت العزيمة الصادقة قد دفعت بصاحب الرسالة أن يخرج من مكة وحيداً إلا من صديقه الصديق.. لم يلتفت لكيد الكائدين.. ولم يوهن عزمه أنهم ائتمروا به ليقتلوه.. فأذن الله لهما بالهجرة.. وكانت فاتحة خير للإسلام.
ولصاحب كتاب (في منزل الوحي) قصة شرح فيها كيف تسلق الجبل حتى وصل إلى "غار ثور" ودخله وذكر أنه إذا استوى الإنسان في الغار رأى سقفه يرتفع إلى حيث يستطيع أن يطمئن إلى مقامه فيه طمأنينة العابد المنقطع إلى ربه في خلوته.
ثم يصف شعوره حيث يقول: "جلست مكاني وحيداً ممتلئ النفس من هيبة هذا الغار الذي أوى إليه رسول الله وصاحبه نجاة بنفسيهما من قريش الطاغين. ومحت ظلمة الغار آية الزمن أمام بصيرتي وتمثل إليَّ اللاجئ العظيم في مجلسه هنا بهذه البقعة متوجهاً بكل قلبه إلى ربه يناجيه ويدعوه أن يصرف عنه كيد عدوِّه.. وينقضي النهار وهو بمناجاته ودعواته وصلواته مطمئن إلى ربه واثق من نصره، وصاحبه إلى جانبه مطمئن بطمأنينته. أما قريش بمكة ففي حيرة من أمرها كيف استطاع محمد الفرار..
المسلمون اليوم في هذا الظرف العصيب في حاجة إلى أن يتعلموا ويعودوا إلى حظيرة الدين السمح.. ويتأسوا بالرسول الكريم.. وأنهم لو وقفوا مواقف الرسول في الصبر، والإخلاص، والكفاح، والعزيمة الصادقة، لجنوا الثمار الطيبة، فهم بذلك قد نصروا الله لإعلاء كلمته ومن ينصر الله ينصره ويثبت أقدامه.
أما النزاع، وأما الكيد، وأما التنابذ، وأما التنافر فكلها سبل للفشل بحسب نص القرآن الكريم "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".. ويوم يتجرد كل عربي وكل مسلم من أنانيته ومن حقده وتلتف القلوب حول كلمة الإخلاص وكلمة التوحيد.. فلا تفريق ولا شعارات.. إلا الدين والدين وحده.. يومها لو تدافع المجاهدون بالمناكب بدون سلاح سيهبهم الله النصر ولو كانوا قلة.. وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.. والله مع الصابرين..
إن "غار حراء" و "غار ثور" هما من أبرز آثار مكة وتمنيت وأنا معلق بين السماء والأرض "بالتلفريك" في لبنان.. أن تقوم هنا شركات وطنية لاستغلال هذين الأثرين سياحياً بتأسيس مصاعد كهربائية تنطلق معلقة جيئة وذهاباً وتحمل الصغير والكبير بأجر يكون دخلاً لهذه الشركات كما تؤسس استراحات تقدم الماء والشاي والقهوة والأغذية الخفيفة.
وكذلك الحال بالنسبة إلى "جبل الهدا" فمن ذلك دخل سياحي.. وفيه تسهيل وترويج للسياحة للمسلمين في الأماكن المقدسة ولغير المسلمين فيما عداها.. حقق الله الآمال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :929  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 248 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.