الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

من أقدس الآثار بمكة "الكعبة" و "المسجد الحرام" ⁽¹⁾

لقد ضمني مع بعض الأخوة من الشباب مجلس تداولنا الحديث فيه عن عمارة المسجد الحرام الحديثة والتي أنفقت الدولة من أجلها الملايين الطائلة فجاءت روعة في البناء.. وسجلت لهذه الحكومة مفخرة تبقى خالدة على مر الأجيال. وحسنة في صحائف المغفور له الملك عبد العزيز.

وجاء ذكر بناء الكعبة وآخر عمارة للمسجد الحرام قبل التعمير الحالي فتضاربت الأقوال.. فبعضهم ذكر أن آخر بناء للكعبة كان في عهد عبد الله بن الزبير وهو البناء الحالي وبعضهم نفى ذلك وأشار إلى أن آخر عمارة للكعبة والمسجد الحرام كانت في العهد العثماني وكانت كل أقوالهم لا تستند إلى دليل من التاريخ وأقوال مع الأسف. إن الكثير من شبابنا في الوقت الحاضر يجهل آثار بلاده. وإن عرف بعضاً منها فإن ما توافر لديه من معلومات تاريخية فيه تضارب بسبب عدم الاطلاع على السند من كتب التاريخ وفي ضوء معلوماتي البسيطة أخبرتهم بأن أول من بنى الكعبة إبراهيم الخليل وابنه اسماعيل عليهما السلام. ومن بعده العمالقة وجرهم وهذا أمر مختلف عليه حيث ذكرت بعض كتب التاريخ أن أول من جدد بناءها بعد إبراهيم هو (قصي بن كلاب) الجد الخامس لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. ثم بنتها قريش على عهد النبي حين احتكموا إلى أول داخل من باب الصفا أو باب بني شيبة. ليضع الحجر الأسود فدخل محمد ووضع الحجر على ثوب شد مندوب كل قبيلة طرفاً من أطرافه ثم رفع محمد الحجر إلى موضعه من البناء.

ثم بعد ذلك هدمها وأعاد بناءها عبد الله بن الزبير بعد أن رماها الحصين بن نمير بالمنجنيق من على جبلي أبي قبيس وقعيقعان "جبل هندي" حالياً. بعد أن زاد في مساحة الكعبة فأدخل فيها حجر إسماعيل وجعل لها بابين وألصقهما بالأرض. ثم بناها بعد ذلك الحجاج بن يوسف الثقفي بعد أن غير بعض ما أحدثه عبد الله بن الزبير وآخر عمارة كانت عام (1040) هجرية في عهد سلاطين الأستانة وبمساعدة الوالي (محمد باشا الألباني) وأنفق العمال في البناء مدة ستة أشهر بالإضافة إلى الأموال الطائلة. وهذا البناء هو ما نشاهده اليوم. وقد تعهدته بعض الحكومات بالترميم والإصلاح حتى بقي على وضعه الحالي.

ثم قلت لأخواني من الشباب ما أجدركم أن تقفوا على معرفة كل صغيرة وكبيرة من تاريخ أم القرى. فأنتم أولى الناس بحفظ التاريخ، وإرشاد الوافدين إلى التعرف على الحقائق عن آثار هذا البلد الأمين.