مدينة خر الخلق أشتاق أرضها |
ويختلج الإحساس ملء كياني |
معطرة الأنسام دوماً وحسبها |
بها حلَّ خير الخلقِ من آل عدنانِ |
بها يستطيب العيش في كلِ لحظةٍ |
بخيرِ جوار.. في خشوع وإيمان |
إذا جئتها والنور عمَّ رُبوعَها |
وقد فاض منها الطُهْرِ في كل أركانِ |
تلاقى (قباءً) و (البقيع) وكلها |
مآثِر للإسلام فاحت بريحانِ |
إذا جئت من (باب السلام) مُحَيّياً |
حظيرة خير الخلق فابدأ بقرآن |
وسلم وغُضَّ الصوت عند مقامه |
وقل.. يا رسول الله يا خير إنسان |
فأنت شفيع الخلقِ عند قيامهم |
وأنت لنا في الحشر من هَوْلِ نيران |
وسلِّمْ على القطبين جيران قبره |
تَنلْ كل مل تبغي من الإحسان |
وبعد بلوغ القصد ردِدْ تَوسُلاً |
إلى رَبنا يحميك من كيد شيطان |
هنالك تصفو النفس مما يضيقُها |
ويجلوا صداها من ذنوبٍ وأدران |
وفي (الروضة الغرَّاء) صلِّ بخشية |
كأنك في الجنات ضيفاً لرضوانِ |
وقُلْ.. يا حبيب الله يا خير من هدى |
إلى البر والإسلام كل زمَان |
إذا زرت في أرض البقيع سُلالَةً |
من الآل والأتباع فازوا بغفران |
تذكر لآل البيت زوجات من هدىً |
وأبناؤه والتابعين بإحسانِ |
وقف عند (أُحْدٍ) واذكر الجمع حوله |
(وحمزة) سيف اللَّه يزهو بأقران |
ولا تنس حول (الخندق) الكُل جُمِّعوا |
وفِيهم رسول اللَّه والقائد الباني |
يشيدُ بِهِم أهل (الجهاد) تقدموا |
ولا تَهِنُوا وامضوا بعزمٍ وإيمانِ |
أجاب نداء الحق منهم أشاوسٌ |
فداءً ليوم النصرِ دفْعاً لِبُهْتَانِ |
وفي (بدرِ) جاءَ النصر دعماً تزفه |
ملائكة جاءت برحمة رحمانِِ |
لقد بذلوا في (العدوتين) جهودهم |
وهبَّ هَبُوب النصر والناس في شأنِ |
* * * |
(ومكة) يوم الفتح قام نبينا |
على باب بيت اللَّه يدعو لرضوانِ |
لقد حطم الأصنام حتى أزاحها |
وبعد دعاوى الشرك باؤا بخسران |
هنيئاً لكم سكان طيبة أنكم |
بِقُرْبِ رسول اللَّه من خير جيرانِ |
وبالسعد والبشرى تلوح بأرضكم |
كفا طيبةً في الكون مَأرِزَ إيمان |
فكم مرة جبريل طاف بربعكم |
بِيُمْنَاه نور الحق من هدي عرفانِ |
فكونوا دعاة الخير في خير بقعةٍ |
بما خصّكم ربي وجاء.. بقرآن |