شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رثاء رائد التضامن فيصل بن عبد العزيز تحت الشمس جوهرة
مَا لِلْريَاض.. أَحقًّا قد مَضَى البطل
مِنَ الحيَاةِ وَلَنْ يَسْتَأْنِيَ الأَجَلُ
رَمَاهُ بالغَدْر ذُو طَيْش بهِ هَوَسٌ
فَأكْسَبَ العُرْبَ جُرْحاً ليسَ يَنْدَمِلُ
في ذِمَّةِ اللهِ تحتَ الشَّمس جَوْهَرة
فَريدة.. هُما الإصْلاحُ والعَملُ
فَجيعةُ العُربِ في فَقدِ العَزيز، وَهَلْ
أَعَزُّ مِنْ فَيْصَل في قَلْبنَا رَجُلُ
بَنَى وجَمَّعَ شَملَ العُربِ قَاطِبَةً
بحكْمةٍ مِنْ صَداهَا يُضْربُ المثَلُ
قدْ سَجَّلَ الدَّهْرُ والتَّاريخُ أنَّ لَهُ
في المكْرَمَاتِ طَريقاً دُونهَا السُّبُلُ
عِمَارةُ الحرَمَين اليوم نَاطِقَة
بأنَّ فيصلَ مَنْ للهِ يَمْتثِلُ
وفي انِتشَار صُروح العِلم كَانَ لَهُ
سبقٌ وَشَادَ مَناراً.. فهْوَ مُكتمِلُ
وَلِلحَجيج رعَايَاتٌ وَحُسْنُ قِرَى
يحيطُهُمْ أيْنمَا حَلُّوا أو ارْتَحَلُوا
إرادَةُ اللهِ بالتَّسْليم نَقْبَلُهَا
والامتِثَالُ قُلوبٌ كُلُّهَا وَجَلُ
في كُلِّ بيتٍ بأرْض العُربِ محزَنَةٌ
وَلوعَةٌ لِعَظيم فَقْدُهُ جَلَلُ
قدْ رَوَّعَتْ أُمَمَ الإسْلاَم فاجعَةٌ
تَكادُ مِنْ هَولهَا الأَكْبَادُ تَشْتَعِلُ
هذي الجزيرَة تَبْكِي اليومَ فَيْصَلَهَا
وَدَمعُها مِنْ سَوْدَاء القَلْبِ يَنْهطِلُ
وَمِصْرُ قد شاركتْ والقُدْسُ وَاجمَةً
والحزْنُ قد هَزَّ في لبْنَانِهِ الجبَلُ
وقد بَكَى بَرَدَى حُزناً وفَاضَ أَسَى
والمغْربُ العَرَبي يَدْعُو وَيَبْتَهلُ
وَ (دَجْلَةٌ) بَلَّلَتْ بَغْدَاد أَدْمعه
والنِّيلُ في أم (در) مَوجُهُ شعلُ
مَا بَالُ مَكّةَ قد صَاحَتْ مَآذِنُهَا
حُزناً وَبَاتَ يَئِنُّ السَّهْلُ والجَبلُ
وأهلُهَا بجوَار البيتِ قَدْ هَرَعُوا
إلى الصَّلاةِ ولِلَّرحمن قد سَألُوا
لخادِم الحَرَمين العَفْو مَغْفِرَة
فَهْيَ الجَزَاءُ وفي جَنَّاتِهِ نُزُلُ
وَهْيَ الوفَاء لمنْ ضَحَّى وَشَادَ لَنَا
مجداً فَأَشْرقَ في تَاريخِهَا الأَمَلُ
يَا أيُّها الشَّعْبُ كَفْكِفْ دَمْعَ محترق
هُوَ القَضَاءُ.. وكُلٌّ سَوْفَ يَرْتحلُ
فَشَمْسُ فَيْصَل لَنْ يَخْبُو تَأَلُّقُهَا
وإنْ مَضَى فَهْوَ بَاق.. اسمُهُ البَطَلُ
آمنتُ باللهِ، إنَّ الموت آخِرنَا
نَذُوقُ مِنْ كَأسِهِ مَا ذَاقَهُ الأُوَلُ
كُلُّ الخَلائِق هَذا الدَّربُ يجْمَعُهُم
قدْ سَارَ فيه تباعاً قَبْلَنَا الرُّسُلُ
ولا حَياةَ إذا مَا العُمْرُ قَدْ نَفَدت
سَاعاتُهُ وَسَيُجْزى الخَلقَ مَا عَمِلُوا
إنْ بَايَعَ الشَّعبُ هذا العَرْشَ عن ثِقَةٍٍ
فإنَّهُ صَانَ عهْداً حَدُّه الأزَلُ
عهْدٌ لآل (سُعُود) وَهْوَ وَاجبُنَا
وَهْوَ الوَفاءُ لمنْ في حُكْمِهمْ عَدَلُوا
إنْ كَانَ خالدُ أَو فَهْد هُمَا أَمَلٌ
فَلْيَحْفَظِ الله مَنْ لِلْعِبء قد حَمَلُوا
هذا عَزَائِي وهذي بَيْعَتي.. وَلهمْ
مِنِّي الوَلاءُ وَمَا وَفَّيتُ ما عملوا
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :581  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 192 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج