شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لا تضق بالمشيب
هَلْ ذَكرتَ الصِّبَا وخِلْسَةَ أُنْس
وَرَقِيقَ الصَّبَا وَزَهوةَ أَمْس
وَنَضيرَ الشَّبَابِ في ذُروةِ الحُسْـ
ـن فَريداً يَسمُو بأَكْرَم غَرْس
وكَريمُ اليرَاع يَنفُثُ تِبراً
مِن مَعَانٍ يُزينُهَا طِيبُ جَرْس
وجَمالُ الحديثِ في حَلْبَةِ الصَّحـ
ـبِ كَعَذْبٍ يَشفي الغَليلَ بكأْس
وزَماناً مَضَى.. بكَدِّ كِفَاح
وَأَمانيا تَحققتْ بَعدَ يَأَس
كُلُّها اليومَ يا صَديقي خَيالٌ
فيه ذِكْرى وحِكمةٌ وتَأَسِّي
لا تَضِقْ بالمَشِيبِ.. فالشَّيبُ نُورٌ
أو هُوَ التَّاجُ ليسَ يُشرَى ببَخْس
فيه كُلُّ المنَى أَطَلَّتْ بيُمْن
(بالأمالِيدِ) مُنتهى كُل أُنْس
هُم كَمَا قُلتُ أو وَصَفتُ زُهوراً
أو هُمُ النَفْسُ حِيَن يَصدقُ حِسِّي
يا صَديقي إنْ ضَاعَ مِنَّا صِبانَا
وانْطَوى كانْطِوَاء لَيلَةِ عُرْس
قَدْ كَفَانَا أَنَّا عَبَرْنَا زَمَاناً
بينَ كَدٍّ وبينَ عَزْم وَبَأس
وشَهدنَا الفَضَاءَ يُغْزَى بجُرْم
أَذْهَلَ الجنَّ.. أَنَّهُ صُنْعُ إنْس
ورَأينَا مَا لَم يُتحْ لِسِوَانَا
مِنْ شُيُوخ المشيبِ مِنْ عهدِ عَبْس
لم يَرَوْا قَبلَنَا الجزيرَةَ تَحْيَا
في سَناء من كَهربَاء ومَس
أينَ عَصْرُ الفَضاء من زَمَن الإبـ
ـل وَأينَ الأنوارُ من بعدِ دَمْس؟!
هلَ شُموعٌ لألْف ليلَةٍ ضَاءتْ
خَافِتَاتٌ.. وَسَامَرَت عبدَ شَمْس
كَلَيَالي التِّلْفَاز يَنْسُجُهَا العِلْمُ
بَهاءَ السُمَّار أو طِيبِ دَرْس
تَارةً نَغمَةٌ.. وأُخْرَى حَدِيثاً
أو رُؤى حُلوةً بمجْلِس أُنْس
والعُلُومُ العُلومُ تَغْمُرُ دُنْيانَا
بفيض من اختراع وَنَطْس
والحَدِيدُ الشَديدُ يَنطِقُ إنْ شِئْـ
ـتَ وَيَطْوي الدُّنَى وَفي البَحْر يُرْسي
والمبَاني بهِ أُقيمتْ طِبَاقاً
نَاطِحَاتٍ ما بينَ سُحبٍ وَشَمس
وهْوَ في الحَرْبِ لِلدَّمار صَديقٌ
يَصْهرُ الأرضَ مِنْ شَرارَةِ نَحْس
ذَهَبَ الأَمْسُ والْلذَاذَةُ ذِكْرَى
وَلنا اليَومَ نَحْتَسِيهِ بكَأَس
وَغَداً عِلْمُهُ لَدَى الغَيبِ لكِنْ
كُلُّنَا يَرْتَجي المُنى بعدَ يَأَس
والسَّعيدُ السَّعيدُ مَنْ عَبَدَ الله
وَأَعطَى الحُقُوقَ مِنْ غَير بَخْس
وقَضَى يَومهُ بعيداً عنْ الحِقْدِ
مُنيباً لِرَبهِ حِينَ يُمْسي
يَسْمَعُ (اللَّغْوَ) ثُمَّ يُعْرضُ عنهُ
ويُواسي الذي أُصيبَ ببَأَس
يَا صَديقي وَأَنْتَ ربُّ يَرَاع
وحَصيفٌ عندَ الكَلام كَقِسِّ
عِشْ سَعيداً بذَا المشيبِ وَردِّدْ
طَالَ فِكْري مَا بينَ يَومِي وأمْسي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :581  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 149 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج