شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
 
الإنسان على دروب الحياة (1)
عَلاَمَ نُكَابدُ هَذِي الحَيَاةْ
وَفِيمَ تُعَاودُنَا الذِكْرَيَاتْ
نَرُوحُ صَباحاً وَنَغْدو مَسَاءً
نُصارعُ أحلامَ مَاضٍ.. وَآتْ
وَنُعطى المَزيدَ فَنَبغِي المزيدَ
مَطَامِعُ لا تَنتَهي لِلمَمَاتْ
فَلاَ المالُ يُشبعُ أَطماعَنَا
ولا العِزُّ والجاهُ والمعْطَياتْ
ونُعْطى البَناتِ فَنبْغي البَنينْ
ونُعْطَى البَنِينَ فَنَبْغي البَناتْ
فَإنْ خَصّنَا اللهُ بالحُسْنَيَين
شَكونَا الكَثيرَ مِنَ الضَائقاتْ
وإن عَضّنَا الدَهْرُ.. ضِقْنَا بهِ
وإنْ بَسَمَ الحَظُّ كُنَا الطُغَاةْ
وَتَمضي الحَياةُ بنَا فَجْأَةً
عَلَى غرةٍ في عَمِيق السُّبَاتْ
وَنَصْحو وَقَدْ فَاتَ مِنْ عُمْرنَا
زَمَانُ التَشَبُّثِ بالأُمْنِياتْ
فَتَبْدُو الحَقيقةُ وضَّاءَةً
ولا يَنفعُ اللومُ بَعدَ الفَوَاتْ
تَلفَّتُّ في الأرْض.. عَلِّي بمَنْ
سَعَى في الحَيَاةِ.. لِخير الحياةْ
فَلاقيتُ مَنْ أَخْلَصُوا قِلَّةً
فَكانُوا الوَفاءَ وَكانُوا الأُبَاةْ
وَكَانُوا الصَّدُوقينَ فِيمَا سَعَوا
وَأَعْمَالُهُمْ مَنْهَجُ الصَالِحاتْ
وَكَمْ مِنْ أخ سَرَّني قَوْلُهُ
وَكَان سَراباً حَوَتْهُ الفلاةْ
فَسَاءتْ ظُنُونِيَ مِنْ فِعْلِهِ
وَكُنْتُ الضَّحيةَ لِلتُرهاتْ
يَكيلُ ليَ المَدْحَ إنْ كَانَ لي
ثَرَاءٌ وَيُلْبسُني المُعْجزَاتْ
وإنْ ضاعَ جَاهي وَقَلَّ ثَرائِي
تَفَنَّنَ في الذَّّم والشَائِعَاتْ
صِلاَتُ خِداع وزيفُ نِفَاقٍ
أَوْ الغَدْرُ تَنْفُثُهُ الهَاجعَاتْ
نُودِّعُ مَنْ مَاتَ في يَومِنَا
على رَنَّةِ الحُزن والمبْكياتْ
نُوَدِّعهُ التُّرْبَ في قَبْرهِ
وَنَسْبحُ بينَ الأسَى والعِظَاتْ
وسُرْعَانَ ما ينتَهي أَمْرُهُ
ونَرْجعُ للَّهْو والمضْحِكَاتْ
وأَيْنَ السَعادَةُ؟؟.. مَا كُنْهُهَا؟!
أَليستْ رُؤى الأنْفُس الظَامِئَاتْ
نُجَسِّمُ ألوانَها في الخيَال
عَرائِسَ كَالخُرِّدِ الغَانِيَاتْ
وتَأتي وَتَمْضِي.. وَنَحنُ غُفَاةٌ
وَكَيْفَ يُحِسُّ الجمَالَ الغُفَاةْ
ومِنْ ثَمَّ يَسْحَرُنَا ظِلُّهَا
فَنَأسَى وَهَلْ تَنْفَعُ الذِّكْرَيَاتْ؟!
دَوَاليكَ مَا بينَ كَر وَفَر
نَحنُ لِمَاض وَنصْبُو لآتْ
عَلَى الأَمَل الحُلْو تَحْيَا النُّفُوسُ
وَتَشْفَى لِتَسْعَدَ بالأُمْنِيَاتْ
وَلَكِنَّ مَا سَطرَتْهُ الغُيُوبُ
عَلَى صَفْحَةِ العُمْر سِرَّ الْحَيَاةْ
فَعِشْ رَاضِيَ النَفْس ولا تَبْتَئِسْ
فَكُلُّ المُنَى في الرضَا وَالثَبَاتْ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :613  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 142 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.