شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(تاج محل) أو قصر العبر في (آجرا) بالهند (1)
عِظَةُ الدَّهْر وَتَاريخُ العِبَرْ
مَا رَأتْ عَيني بقَصْر مِنْ حَجَرْ
قَامَ في (آجْرَا) يُبَاهي جَامِعاً
رَوْعَةَ الفَن وَإبْدَاعَ الصُوَرْ
زُخْرفَتْ مِنْ مَرْمَر حِيطَانُهُ
كَلُجَين مَاجَ في ضَوء القَمَرْ
وَالمنَارَاتُ.. عَلَى أرْكَانِهِ
تَلمَسُ السُّحْبَ وَتَسْتَجْدِي المَطَرْ
وَقِبَابٌ أرْبَعٌ في وَسْطِهَا..!
قُبَّةُ القَبر تَسَامَتْ في كِبَرْ
لَم تَزدهُ الشَمْسُ.. إلا ألَقاً
يَتَحَدَّى الدَّهْرَ بالضَّوء الأغَرْ
(شَاهُ جيهَان) بَنَاهُ تُحْفَةً
لِخُلُودِ الذِكْر والْحُبِّ الأبرْ
مَنَح الْحُب وَفَاءً.. زَوجَه
بَذَلَ المالَ لِتَخْلِيدِ الأثَرْ
إنَّمَا الحُبُّ بلا تَضْحِيَةٍ
كَسَرابٍ لاحَ أَوْ طَيفٍ عَبَرْ
تَرْخُصُ الأَرْوَاحُ فِيهِ عِنْدَمَا
يَتَنَاهَى وَهي مِنْ زَهْر العُمُرْ
وَيَهُونُ المالُ لِلذِكْرَى وَهَلْ
يخلُدُ الإنْسَانُ إلا بالذِّكَرْ
سُنَّةُ اللهِ.. سَرَتْ في خَلْقِهِ
(الحَيَاةُ الحُبُّ) وَالعَيْشُ قَدَرْ
جَمَعَ الصُّنَّاعَ مِنْ أَمْصَارهِم
فَبَنَى القَصْرَ.. وَأَعْلَى.. وَعَمَّرْ
وَحَبَاهُمْ كُلَّ مَا يَبْغُونَهُ
مِنْ كَريم المَال وَالتِبْر النَضِرْ
فَانْبَرى مِنْهُم فَتًى مِنْ فَارس
حَمَل العِبءَ وَكانَ المقتَدِرْ
أَخْرَجَ التَّصْمِيمَ فَنًا رَائِعاً
لم يَزَل لِليَوم مَبْهَاةَ العُصُرْ
جَمَعَ القَصْرَ (ضَريحَيْن) وَقَدْ
رَفْرَفَ الحُبُّ عَلَى العَظْم النَّخِرْ
شَاهُ جيهَان إلى جَانِبهِ
زَوْجَهُ (مُمْتَازُ) حُبٍّ وَسَبَرْ
صُوَرُ الماضي أَطَلَّتْ عِبْرَةً
وَجَلالُ الْمَوتِ تَرويهِ الحُفَرْ
تَشْهَدُ الرَّهْبَةَ وَالموْتَ مَعاً
أيْنَمَا سِرْتَ وَصَوَّبْتَ النَظَرْ
نُقِشَ القُرْآنُ في جُدْرَانِهِ
سَلْسَلاً يَنْسَابُ مِنْ فَيْض الدُرَرْ
وَعَلى التَابُوتِ.. آيٌ رُسِمَتْ
تَذْكُرُ الخُلْدَ وَآياتٌ أُخَرْ
مَدْخَلٌ مِنْ جَنَّةِ الأرْض بهِ
مَا يَرُوقُ العَينَ مَاءٌ وَشَجَرْ
وَطُيُورُ الهِنْدِ في أَشْكَالِهَا
تَنْشُدُ الألحَانَ مِنْ غَير وَتَرْ
وَإلى الشَرق أُقيمَتْ شُرْفَةٌ
تحتَهَا الخُضْرَةُ في شَطِّ النَهَرْ
(يَا مِثَالياً غَدَا تَشْييدُهُ
مَضْربَ الأمثال في دُنْيَا البَشَرْ
قَرْنُكَ الرَابعُ قَدْ شَارَفْتَهُ
لمْ تَزَلْ طِفْلاً عَلَى دَربِ العُمُرْ)
قُدَمَاءُ النِيل.. في تَاريخِهم
شَيَّدُوا الأهْرَامَ مِنْ صَلْدِ الحَجَرْ
وَبهِ قَدْ نَحَتُوا آثَارَهُم
صُوَراً تَلْمَحُ فِيهَا مَا عَبَرْ
(وَالمغُولِيُّونَ) فِيمَا تَرَكُوا
مِنْ قِلاَع أَوْ حُصُون أَوْ أَثَرْ
هِيَ لِلأَجْيَال ذِكْرَى مَا مَضَى
(عِظَةُ الدَهْر وَتَاريخُ السِّيَرْ)
عَشْرُ (حِجَّاتٍ) وَعَشْرٌ بَعْدَهَا
وَاثنَتَان مَضَتَا حَتَى ظَهَرْ
ذَلِكَ القَبْرُ أَوْ (القَصْرُ) الذي
هُوَ تَاجٌ أَوْ (مَحَلٌ) لِلعِبَرْ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :605  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 136 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.