الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

محمد في صباه

إذَا ذَكَرْتُ.. رَسُولَ اللهِ، خُيِّلَ لي

أنِّي بأَكْرم وَصْفٍ صَاغَهُ قَلَمِي ⁽¹⁾

قَدْ حَكَّمَتْهُ قُريشٌ حِينمَا اخْتَلَفَتْ

في وَضْعِها الحَجَرَ الأسنَى لِمُسْتَلِم ⁽²⁾

فكَانَ أوَّلَ آتٍ.. عِنْدَ مَجْمَعِهم

وقَالَ حِكْمَتَهُ في العَدْل وَالقَسَم

كُلُ القَبَائِل مِنْ حَول الردَاءِ لَهَا

مُمثِّلٌ، وَرَسُولُ اللهِ كالعَلَم

[1]	بأكرم وصف: أي بأعظم وصف وأنزهه.
[2]	يشير إلى قصة بناء قريش للكعبة وقد استفحل الشّر بين المشتغلين بالبناء عندما بدؤوا يستعدون لوضع الحجر الأسود فكل يبغي الصدارة فيه والذهاب بفخر - لولا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومي اقترح على المتطاحنين أن يحكّمُوا فيما شجر بينهم أول داخل من باب الصفا.. وشاء الله أن يكون ذلك محمداً.. فلما رأوه هتفوا هذا الأمين، ارتضيناه حكماً.. وطلب محمد ثوباً، فوضع الحجر الأسود وسطه، ثم نادى رؤساء القبائل المتنازعين فأمسكوا جميعاً بأطراف الثوب حتى أوصلوا الحجر إلى الكعبة فحمله محمد ثم وضعه مكانه العتيد.
	وهذا حل حصيف رضي به القوم. ومن قبل كانت رؤيتهم لمحمد مثار تيمنهم واطمئنانهم وهذا يدل على سناء المنزلة التي بلغها فيهم..