شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صناجة العرب (الأيام مفخرة) شوقي على حقب
كان ملحق "ندوة الأدب والثقافة" الصادر يوم الأحد من شهر المحرم 1405هـ في جريدة الندوة الغرّاء، قد نَشَر قصيدةً لصاحبِ السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل بعنوان "صنّاجة العرب" في تحيّةِ أحمد شوقي أمير الشعراء وقد تَركَت القصيدة أصداءها العميقة في نفسِ الأستاذ الشاعر علي أبو العلا حيث جادت قريحته بهذه القصيدة التي يهديها هنا إلى الشاعر المبدع سمو الأمير عبد الله الفيصل:
قَدْ قُلْتَ حَقًّا وَأنْتَ الشَّاعِرُ العَربي
عَنْ شِعْر شَوقي وما أَسْدَاهُ لِلأدَبِ
قد كَانَ شَوقي أَميرَ الشِعْر يَنْظُمُهُ
في فَرحَةِ الشَّرق أو في صَدْمَةِ الكُرَبِ
أَعطَى لمصْرَ.. مَغَانِي النِّيل منزلةً
أَضفتْ عَلى مَجْدِِهَا ثَوْباً مِنَ الأدَبِ
يَكفي (حوادثُ وَادِي النِّيل) خَلَّدَها
مِنْ عَهْدِ (خُوفُو) لِعهدِ الفُرْس والعَرَبِ
وَمَا جَرَى (لِعَروس النِّيل) مِنْ فَرح
زُفَّتْ بهِ بينَ أَتْرابٍ وَذِي نَسبِ
جَادتْ بأَكْرَم بَذْل وَتَضْحيةِ
بالرُّوح، هَلْ بَعْدَ هَذا البَذْل مِنْ عَجَبِ
كَأنَّ (شَوقي) في رَكْبِ العَرُوس رَأَى
مَشاهِداً في ضِفافِ النِّيل كَالشُّهُبِ
والمهْرَجَانُ بهِ فرعُون تَحْرُسُهُ
مَواكِبُ القَوم مِنْ دَان ومُغْتَربِ
وَفي الزَّوارق رَكْبُ الغِيدِ يتْبَعُهَا
يَسْتَعْذِبُ الموتَ بينَ الموتِ والعَطَبِ
أُسْطُورة تِلْكَ وَالإسْلامُ أبْطَلَها
مُذ كَانَ عَمْرو وَفَاضَ النِّيلُ كَالسُّحُبِ
وفي قَصائِدِ شَوقي مَنْ يُردِّدُهَا
يجدْ مَعَاني بهَا كَنزٌ لمكْتَسِبِ
فيهَا مِنَ النَّسَق العَالي وَمِنْ حِكَم
تجلُو الحقِيقةَ للتَاريخ وَالحِقَبِ
عَنْ (شِكْسِبير) وَشَعْبُ (المانْش)
أوْ دَولةَ (النَّحْل) أَوْ لِلْفَتْح والغَلَبِ
وَ (زَحْلَةٌ) جَارَة الوَادِي وفِتْنَتهَا
أَوْ (أُخْت أَنْدَلس) في ثَوْبهَا القشبِ
مَا أَعْجَبَ الغَزَلَ الرَّاقِي تُرَدِّدُهُ
حَنَاجرٌ مِنْ كَريم اللَّفْظِ والطَرَبِ
مِنْ مُطربٍ خلَّدَ الفُصْحَى وَجَوْهَرهَا
قَصائِدُ قَدْ جَلَتْهَا (كَرْمَةُ العِنَبِ)
والشِّعْرُ مِنْ قَوْل شَوْقِي في روَايَتِهِ
(مَجْنُون ليلى) وَمَا فيهَا مِنَ الأَدَبِ
مَوَاقِفٌ في (ثَقيف) كَانَ (قيس) بها
أَمَام (ورد) عَريق الجَاهِ والنَّسَبِ
وَقولُ (لَيْلَى) (لقيس) وَهْيَ وَاقِفَةٌ
(زُوِّجْتُ مَنْ لم يَكُنْ ذَوقي) مِنَ العَرَبِ
وَيَا أَمِيري بَلَغْتَ الشَّأوَ مَقْدِرَةً
بالشِّعْر في حَلَبَاتِ السَّبْق والغَلَبِ
سَلاسَةُ اللفْظِ مِنْ سَهْل وَمُمتَنِع
مِنَ القَوَافي وحُسْنُ السَّبْكِ كَالذَّهَبِ
فَالشِّعرُ مَا لم يَكُنْ (ذِكْرَى) نُسَر بهَا
أَو (حِكْمَة) فَهْوَ أَنْمَاطٌ مِنَ الَّلغَبِ
وَكَانَ عَاطِفَة يَزْكُو الشُّعُورُ بهَا
مِنْ رَاقِص الَّلفْظِ أَو مِنْ وَقْدَةِ الَّلهَبِ
عَفْواً فَلَسْتُ مُوَفٍّ حَقَّكُمْ وَأَنَا
مِنْ نِعْمَةِ رَاع مخْلِص وَأَبي
(شوقي) عَلَى حِقَبِ الأَجْيَال مَفْخَرةٌ
قَد نَالَ حقاً بها صَنَّاجَةُ العَرَبِ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :637  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 121 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج