خُذُوا بالكِتَابِ وَلَبّوُا النِدَاءْ |
فَبَينَ يَدَيكُمْ دَلِيلُ السَّمَاءْ |
فَفِيهِ الحيَاةُ الَّتي تَرْغَبُونَ |
وَفيهِ الرُّقِيُّ وَفيهِ العَلاَءْ |
وَمِنْهُ إذَا الخَطْبُ جَدّ اعْتِصَامٌ |
يَعُمُّ مَسَالِكَنَا بالضِيَاءْ |
وَفِيهِ إذَاَ النَفْسُ عَجَ صَفَاهَا |
رَجَاءٌ يُعيدُ إليهَا الصَفَاءْ |
وَفِيهِ إذَاَ القَلْبُ ضَلَّ هُدَاهُ |
هُدًى يَسْتَنيرُ بهِ الأَتْقِيَاءْ |
وَفِيهِ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ |
وَخُوضُوا الجهَادَ وَكُونُوا الفِدَاءْ |
وَفيهِ أَن اعتَصِمُوا مُخْلِصِينَ |
وَبئْسَ التَفَرق نَهْجٌ وَدَاءْ |
وَفيهِ لئِنْ تَنْصُرُوا الله حَقاً |
سَيَنْصُرُ أَجْنَادَهُ الأَوْفِيَاءْ |
فَمَا بَالُنَا قَدْ ضَلَلْنَا الطَريقَ |
نُجرِّبُ أَسْيَافَنَا في هَبَاءْ |
أَعُدْنَا كَمَا قَالَ فينَا الرَسُولُ |
عَلَى صَفْحَةِ الكَون مِثْلَ الغُثَاءْ؟ |
فَمَاذَا دَهَى القُدْسَ أَيْنَ الجهَادْ |
وَكَيْفَ غَدَا مَوْطِنُ الأَنْبيَاءْ؟ |
غَزَاهُ اليَهُودُ وَنَحنُ قُعُودٌ |
وَهُمْ زُمْرَةٌ تَسْتَحِقُّ الجَلاَءْ |
وَلَوْ قَاوَمَ المسْلمُونَ اليَهُودَ |
بِأَيْدِيهُمُو لأَذيقُوا الفَنَاءْ |
فَقَدْ قَالَ رَبّي لَنَا قَاتِلُوهُمْ |
يُعَذِّبْهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ شَاءْ |
وأَفْغَانُ مَا خَطْبُهَا كَيْفَ عَادَتْ |
عَلَىَ أَرْضِهَا تُسْتَبَاحُ الدِّمَاءْ؟ |
وَهُمْ أُخْوَةٌ كُلّهُمْ مُسْلِمُونْ |
فَمَاذَا فَعَلْنَا.. أَيَكْفي الرَثَاءْ؟ |
وَهَلْ بَعْدَ تَشْريدِهُمْ يَدْفَعُونَ |
بَلاءً تَعَوَّذَ مِنْهُ البَلاَءْ |
وَفي شَرْقِ آسْيَا هُنَاكَ اضْطهَادٌ |
دَهَى الْمُسلِمينَ وَهُمْ أَبْريَاءْ |
يُسَامُونَ في الدِين سُوءَ العَذَابْ |
وَهُمْ يَضْرَعُونَ لِرَبِّ السَمَاءْ |
فَلَمْ يَيْأَسُوا بَل هُمُ القَابضُونَ |
عَلَى الدِّين كَالْجَمْر رَهْنَ الرَّجَاءْ |
فَمَاذَا فَعَلْنا.. وَمِنْ حَولِنَا |
ذئَابٌ وَلِلْحَق هُمْ أَدْعِيَاءْ |
فَقَدْ آنَ أَنْ نَنْفُضَ الذُّلَّ عَنَّا |
وَنَرْكَبَ لِلصَعْبِ خَيْلَ الإبَاءْ |
وَقَدْ آنَ أَنْ يَصْدُقَ العَزْمُ مِنَّا |
وَفي ذَاكَ.. آمالُنَا لِلْبَقَاءْ |
وإلاّ فَإنَّ عَليْنَا السَلامَ |
وَإِنْ لَمْ نَثِقْ فَعَليْنَا العَفَاءْ |
تجَمَّعْتُمُ اليَوْمَ عِنْدَ الحَطِيمْ |
لَدَى البَيتِ إذْ تَرْفَعُونَ النِّدَاءْ |
وَآمَالُ أَقْطَاركُمْ حَوْلَكُمْ |
تُرَفْرفُ تَرْجُو عَظيمَ الرَّجَاءْ |
خُذُوا عِبرَةً فَهُنَا كَانَ طَهَ |
يُذِلُّ الطُغَاةَ وَيُعْلي الِلوَاءْ |
وَيَدْعُو إلى اللهِ.. وَالحقُّ صُبْحٌ |
يجَلِلُ كُلَّ الذُّرَى بالضِّيَاءْ |
وَفي مَكَّةَ الخَيْرُ حَلَّ وَليداً |
وَكَمْ لَيْلَةٍ عَاشَهَا في حِرَاءْ |
يُنَاجي الإلَهَ سَعِيْدَاً.. وَحْيداً |
وَجبْريلُ يَأتي بهَدْي السَمَاءْ |
بَدَا واسْتَهَلَّ بإقْرَأَ لمَّا |
أَتَاهُ (الأَمينُ) وَرَاحَ وَجَاءْ |
يُلَقِّنُهُ الوَحْيُ.. أَنْ أَنْذر النَاسَ |
فَاسْتَشْعَرَ الكَوْنُ فَيْضَ السَّنَاءْ |
فَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بالدِّين سمَحاً |
بنُور الإلَه كَريم العَطَاءْ |
وَمِنْ مَكَّةَ الخَيْر سَارَتْ جُيُوشٌ |
يُعَانِقُهَا النَّصْرُ.. في كِبريَاءْ |
تَوَالى لَهَا الفَتْحُ في كُل صَقْع |
وَمَنْ حَالَفَ النَصْرَ حَازَ الثَنَاءْ |
فكُونُوا كَأمثَالهم عِزَّةً |
يَهُنْ كُلُّ صَعْب وَيَحلو العَنَاءْ |
وَيَا فَهْدُ يا مَنْ دَعَا لِلجهَادِ |
لَكَ الكُلُّ جَاءَ.. وَلَبَّى النِدَاءْ |
فَأينَ الشَبَابُ.. وَأينَ الجُهُودُ |
ليَوم الجهَادِ.. ليَوم الفِدَاءْ |
إذَا لم يَكُنْ لِلقُلُوبِ اعْتِصَام |
فَلَيس لَهَا بالسِّلاَح الْتِقَاءْ |
فَخَالِدُ وَالفَهْدُ مِنْ كُل قَلبٍ |
يُحَيُّونَ إخْوَتَنَا الأَوْفِيَاءْ |
كَذَا العَبْدُ للهِ.. وَالنَائِب الفَذُّ |
مَنْ جَمَعَ الشَمْلَ لِلأَصْدِقَاءْ |
فَأَهْلاً عَلَى الرَحْب.. مَرْحَى وَإنَّا |
نُبَاركُ فَامْضُوا لخَير البنَاءْ |
* * * |