شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مقدمة
بقلم د. أسامة الدجاني
باقة من الشعر وردية الشكل واللون والمضمون، تمثل الجمال المميز بأبهى صوره، وهذا ما تضمَّنه ديوان الشاعر (علي أبو العلا) الذي ما ترك زهرة في حديقة الشعر الغنّاء إلا وحاول من قريب أو بعيد شميمها أو التطلع إليها برفق وشغف وإكبار، وإظهار ما فيها من الحسن إطراء ينمُّ عن عمق وواقعيةٍ ومنطق، أو إلى ما هنالك من إظهار ما فيها من خير تحسباً وتلطفاً وتذكيراً.
وما إن نستعرض ما تناوله إنساننا الشاعر، والشاعر الإنسان من باقته الشعرية في مديح آل البيت السعودي ملكاً وشعباً ومدناً، إلا ونلمح الحقيقة الزاهية في أثواب الدليل القاطع، والبرهان الساطع المنسمين بالشواهد من زهو حضاري إسلامي، وأعمال مشرقة بتضحيات خالصة لله، والرسول والوطن في أطر تكاد تضيق تارة، وتتسع تارة أخرى لتشمل أمة العرب والإسلام، كما أنه على إدراك كلي صادق بما أضفت المظاهر الدينية تاريخياً على امتداد بلاده من مآثر إسلامية، فكان لهذه جميعاً من ذكرها عبر أزاهير ديوانه، التي حفلت بأعظم المناسبات المندّاة برسالة الإسلام الخالدة التي حمل لواءها رسول الله صلى الله عليه وسلم، الموحى إليه من رب العالمين في قصائده (ومضة على جبال النور، أم القرى ومولد الرسول، الإسراء والمعراج، الهجرة النبوية) وما تحمل من معانٍ هادفة إلى إحياء التراث الديني، واستشارة النفوس وصهرها في عاطفة دينية إسلامية سمحاء ممهورة بالأحداث التاريخية التي تشد الأمة إلى الاعتزاز واليقظة والعمل الدؤوب من أجل بلوغ الأماني الرامية إلى إسعاد البشرية جمعاء.
كما أننا نراه صادقاً في قصائده الوطنية، لحظة ما يدعو أبناء الأمة العربية أن يسيروا على هدي مسيرة الرسول الأعظم حتى يكفلوا لأنفسهم الفوز والنجاح فنراه ينادي الأمة للجهاد، وينتقد تخاذلهم، ويرسم لهم سبل النجاة، عبر هذه المواقف المأساوية المضحكة المبكية حيث يضيع العدل، وينتصر الظلم.
ويعرض شاعرنا فوق ذلك مواقف الغاصب اليهودي، فإذا هي تنضح بالقهر والجبروت والاضطهاد. وإزاء هذه كلها يشعر الأستاذ علي أبو العلا بأن الأمة الإسلامية العربية في حاجة إلى وحدة الصف والجهاد، كحاجة الأرض العطشى إلى المطر في قوله:
لقدْ آنَ أنْ نَنفض الذُّلَّ عَنَّا
ونركب للصَّعبِ خَيْلَ الإباء
وَقَدْ آنَ أنْ يَصْدُق العزم مِنَّا
وفي ذاك آمالُنا في البَقَاء
ويتسامى شاعرنا بوجدانياته، فإذا به يذوب ذوب العاطفة المؤمنة القوية، فأكرم به شاعراً، مفكراً بأمته ويحثها لتحقيق رسالة النور والحضارة، ورؤيا فجر الإسلام عن طريق رسالة الشعر من خلال ديوانه (سطور على اليم).
والذي يحمل معه ميلاد عهد جديد، يبعث الأمجاد العربية الإسلامية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :870  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 111 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج