نحو مغناك جئت هيمان حائمْ |
أسبق الريح قبل بيض الحمائمْ |
لك يا مصر في فؤادي حبُ |
كيف أخفيه أنني لست حالمْ |
كيف أخفيه وهو سر هيامي |
بمغانيك يا ملاذ العظائم |
أنت يا مصر درة تتباهى |
بين كل الشعوب بل والعواصم |
أنت بالنيل جنة خصها الله |
بكل الصفات بل بالمكارم |
* * * |
أنت للعلم كوكب كم تباهى |
في سما الكون من بنيك الأكارم |
خدموا العلم والبيان وكانوا |
حجة في الوجود تهدي العوالم |
كم فقيه وشاعر وأديب |
خلدوا ذكرهم بصدق العزائم |
لست أحصي وكيف أحصي نجوماً |
كم أضاءت والليل أسود قاتم |
أين شوقي كم شاقني شعر شوقي |
من معان في بحره المتلاطم |
وصف النيل والحياة بمصر |
بين أحداثها وحلو المعالم |
* * * |
(ولرامي) و (حافظ) حين صاغا |
جيد الشعر حلوه والتراجم |
ولرهط البيان (كالمنفلوطي) |
و (لطه) وغيره كل عالم |
ولمن شاد للبيان "أبولو" |
دفقه ممطر كغيث الغمائم |
وبقايا من ربعه اليوم فينا |
كلهم للبيان كانوا توائم |
لست أنسى (البارودي) الفذ لما |
أتقن الشعر عذبه والملاحم |
* * * |
أم كلثوم رددت شعر شوقي |
يطرب الشرق عُربه والأعاجم |
كم طربنا لصوتها وسعدنا |
(بليالي الخيام) والكون حالم |
ولعبد الوهاب عشنا نغني |
قال: (يا ناعماً) فأشجى النواعم |
* * * |
يا ليال في مصر طاب مساها |
في ربا النيل بين حلو النسائم |
يا مغاني الأهرام حسبك مجداً |
خلد الدهر من بنيك الضراغم |
نحتوا الصخر في جمال وفن |
عم آثارهم وشاد الدعائم |
(وأبو الهول) هيكل يشبه الأُسد |
بوجه على الليالي باسم |
يرقب الأفق في جلال صمت |
بهر الخيل وهي فرس صلادم |
سابح في الرمال وهو جماد |
يا له سابح على الرمل عائم |
* * * |
مكة الخير أرسلتني سفيراً |
أنثر الود والورود البواسم |
لأحي النيل العظيم وشعباً |
دأبه العلم والعلا والمكارم |
ولأهدي مغاني النيل شدواً |
وأبث الأشواق بين المعالم |
فلكم يمم الحجيج ربوعاً |
من ربا الوحي ملتقى آل هاشم |
قصدوا البيت والمقام وحلوا |
عرفات ما بين ساع وحارم |
مخلص في عبادة الله يرجو |
رحمة الله فهو سهران قائم |
* * * |
أيها المحتفون شكري إليكم |
ووفائي على الصداقة دائم |
فاقبلوا مني الدعاء وقلبي |
يشكر الفضل وهو في الحب هائم |
(والسعودية) التي تحن لمصر |
عِزَّها "الفهد" وهو للبيت خادم |