شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأستاذ محمد سعيد طيب:
- ليس سؤالاً، إنما هو تعليق أشار الأستاذ الدكتور منصور إلى كتاب أستاذنا عبد الله عبد الجبار ولكنه جمع بينه وبين الكتب الأخرى ووصفه بأنه عمل غير أكاديمي، والحقيقة إننا لا نتحفظ على هذا إذا كنا نعد كتاب الأستاذ عبد الله عبد الجبار "التيارات الأدبية" عملاً أكاديمياً موثقاً بمراجعه العربية وغير العربية وهو في الأصل كما لا يخفى على الإخوان جميعاً محاضرات ألقيت في معهد أكاديمي هو المعهد العالي للدراسات العربية الذي كان تابعاً لجامعة الدول العربية آنذاك.
- الحقيقة إن الدكتور أشار إلى كتاب معجم المطبوعات العربية السعودية ووصفه بما يستحق والحقيقة أيها الإخوان إن هذا الكتاب هو فضيحة لكل الباحثين السعوديين إذ كيف يأتي باحث من خارج هذا الوطن ويتصدى لهذا العمل ويخرج هذا الذي سماه لنا الدكتور منصور سفراً عظيماً وهو سفر عظيم حقاً؟.. لقد قضيت معه ليالي وليالي وأنا أطالع في هذا الكتاب العظيم كيف أمكن لهذا الباحث أن يلم بكل مطبوعة صدرت في هذا الوطن اعتباراً من عام 1343هـ، لم يترك مطبوعة ولا كتاباً ولا صحيفة ولا مجلة ولا مؤلفاً إلا أشار إليه، وكما تفضل الدكتور منصور بأن ذلك السِّفر لم يقتصر على ذكر المؤلفات بل تضمن إيضاحاً هنا وتوضيحاً هناك، حتى أخرج لنا مجلدين لا أعتقد أنهما أخذا حظهما من العناية والاعتبار، لذلك فأنا أضم صوتي إلى صوت أستاذنا الدكتور منصور وأدعو الصديق الأستاذ عبد المقصود خوجه أن يكرم هذا الباحث العظيم وهو جدير بكل تقدير.
- الشيء بالشيء يذكر فقد أشار الدكتور إلى عدم قدرته على الاستمرار في إكمال المسيرة التي بدأها ويخطر في بالي سؤال للدكتور هو لم لا نوكل الأمر إلى إحدى الباحثات في الجامعة؟.. أَوْ لِمَ لا نوكل هذا العمل إلى طلاب رسائل الماجستير والدكتوراة في أقسام المكتبات حتى يقدموا لنا في النهاية رسائل دكتوراة وماجستير عليها قيمة وتشكل إضافة للعلم والبحث بدلاً من هذا الغث الذي يغثوننا به. حملة الدكتوراة والماجستير الذين سماهم الدكتور خالد أحمد البدلي للدكتور فهد العرابي الحارثي، الأمر الذي لا يستغرب معه أن يتوارى العلماء الحقيقيون أمثال الدكتور منصور والدكتور الأنصاري وغيرهم ويخرجوا عن الرصيف حيث لا يجدون لهم مكاناً به، وشكراً.
 
فيجيب الدكتور منصور الحازمي بقوله:
- كتاب الأستاذ عبد الله عبد الجبار قلت إنه رائد وإنه يستحق منا التقدير والاحترام ولكنني لا أصفه بالأكاديمية كله لأن هناك ثغرات لا مجال لذكرها هنا، ولكن يكفي الأستاذ عبد الله عبد الجبار أنه قد بدأ وارتاد مجالاً لأول مرة، وما كتاب الأستاذ عبد الله بن إدريس إلا من وحي هذا الكتاب، ولو أن الكتابين في الواقع يختلفان اختلافاً كبيراً، لأن كتاب ابن إدريس معروف أنه مختارات ليس فيه إلا مقدمة بسيطة فقط، ولكن كتاب عبد الجبار حاول فيه فعلاً أن يدرس الأدب لولا الظروف التي كان يعيش فيها في تلك الفترة وجعلته يحتد أحياناً ويكتب في الواقع بشكل غير علمي، غير أكاديمي، طبعاً الأكاديمية التي أقصدها هي الموضوعية الصرفة والدقة في البحث عن الحقيقة والتخلص من أي عاطفة شخصية، هذه الأكاديمية التي أعرفها وينبغي أن يكون الإنسان فعلاً باحثاً عن الحقيقة. كتاب عبد الله عبد الجبار في رأيي لم يصل إلى هذه المكانة التي كنا والأستاذ عبد الله عبد الجبار قادرين أن نصل إليها.
- بالنسبة لطلاب الماجستير والدكتوراة، في الواقع أنني بدأت بداية في قسم اللغة العربية ولكنني جوبهت من القسم بأن هذا من اختصاص قسم المكتبات، في الواقع نحن لا نبحث عن ببليوجرافية بالنسبة لكتاب هو ليس عملاً مكتبياً، وإنما هو عمل في اختصاص الأدب لأنني أريد أن أبحث الأجناس الأدبية من خلال هذه المادة، لا شك أنه يمكن أن يكون عملاً مشتركاً، والواقع أن طلاب قسم الإِعلام يركزون على جانب صحافي أكثر، يعني يهمهم الجانب الفني الصحفي أكثر مما تهمهم دراسة الأدب، لذلك أعتقد أنها منطقة مشتركة بيننا وبين قسم المكتبات، ويمكن حتى قسم الصحافة بشكل خاص، وشكراً.
ثم يقدم الدكتور عبد المحسن القحطاني سؤاله قائلاً:
- بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كنت قبل البدء أحاول أن أزوّر على الدكتور عبد الله منّاع بأن يعطيني اللاقط ولكنه أعطاني إياه قبل أن أطلبه، وكنت قبل ذلك أريد أن أتحدث عن الدكتور منصور لأنني أقل من تحدث عن علاقتي به، لأنني أتحدث عنه ومعرفتي به أقل من غيري، ولكنني أثبت أنه كان رائداً زمانياً وفنياً، حينما أخذ الدكتوراة، وهذه جاء عليها الدكتور فهد العرابي الحارثي وكانت فتحاً لكل هذا الجيل اللاحق، ولم ألتق به إلا قبل أربع سنوات، ولعله قال في أحد كتبه إن تقديم الأموات فرض والتقديم للأحياء نافلة، وأرى هذه الليلة أنه يقدم ويكرم وهو عند أكثرهم فرض لا نافلة. وقال مرة أخرى حينما قدم الدكتور يحيى حقي لقصة الأستاذ محمد علوان (الخبز والصمت) أريده أن يعلن ذلك على الملأ، يعلن شهادته على الملأ، وأرى هذه الليلة كل المتكلمين يتحدثون على الملأ بهذا ولكنني أريد أن أسأل: الدكتور منصور الحازمي - بعد أن قرأت بعض كتبه، ولعلي قرأت ديوانه وهو إبداعي لا دخل له بالأكاديمية بل هي موهبة أعطاها الله إياه، وهذه من المواهب التي يمنحها الله لخلقه، ولكنني حينما قرأت هذه الكتب ورأيت هذه المدة الطويلة ما يقارب أربعة وعشرين عاماً وهو أستاذ في الجامعة - وجدت أَلاَّ تناسب بينهما فقد كان يُنتظر منه إنتاجٌ أكثر من ذلك، وربما كانت الأعمال الإِدارية التي وقع فيها والتي أوقعتني أنا، قد شغلته عن التأليف ولكن أين أنا منه، أرجو من الدكتور منصور الحازمي أن يعيد هذا النشاط فينا، وأن نقتدي به، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويرد الدكتور منصور الحازمي قائلاً:
- أشكر الدكتور عبد المحسن القحطاني على هذا الإطراء، أما مقدمة يحيى حقي، في الواقع عندما قلت إن الثناء أو المقدمات ينبغي أن يوجه للملأ كنت في الواقع ضد المقدمات، أنا لا أؤيد أبداً أن يقدم إنسان لكتاب، ولا سيما عندما يكون كتاباً إبداعياً، ذلك لأن هذه المقدمة تفرض على القارئ اتجاهاً، وكأنها توجهه إلى جهة محددة، وهذا ما حدث. وأعتقد أن كثيراً من المقدمات التي يكتبها كبار الأدباء وكبار النقاد لمجموعات قصصية أو دواوين شعرية هي في الواقع مقدمات تغلب عليها المجاملة وليس فيها أية دراسة علمية، ولكن مقدمة يحيى حقي لمجموعة محمد علوان (الخبز والصمت) في الواقع تتميز بميزات كثيرة جداً، أولاً أن الأستاذ يحيى حقي معروف أنه لا يجامل، ثانياً أن يحيى حقي لا يعرف محمد علوان، ولكنني دائماً أقول إن هذه المقدمات التي يكتبها كبار النقاد خارج المملكة العربية السعودية هي كتابات كأنها طبعات خاصة توزع في الداخل مثل بعض طبعات الصحف عندنا مثل الشرق الأوسط مثلاً.
- يحيى حقي عندما كتب مقدمة لقصص محمد علوان جاء فيها قوله إن هذه هي القصة التي كنا نبحث عنها ولم نجدها، هذه القصة التي كنا نتشوق إلى كتابتها، ومن يكتب هذا؟ يكتبه يحيى حقي وهو الأستاذ العظيم الرائد الفنان الكبير الذي بدأت القصة على يديه ولا يزال يحيى حقي نجماً متألقاً، في الواقع أنا فخور بأن يثني مثل يحيى حقي على مجموعة قصصية لقاص من بلادي، ولكن أريد أن ينشر هذا الثناء في الصحف المصرية وأن لا يكتفي بمقدمة، فبدلاً من أن ينشرها في مجلة علمية، ينشرها في مجلة متخصصة ينشرها في صحيفة، أما أن تبقى هذه المقدمة فقط للقارئ السعودي، طبعاً هذا ما أرفضه ولا أوافق عليه، أما قلة الإِنتاج فإن الأعمال الإِدارية شر لا بد منه، وعلى الجيل القادم أن يحترس من الأعمال الإِدارية، وعندما قلنا هذا للجيل الجديد قالوا: إن هؤلاء الأساتذة يريدون أن يحتكروا الأعمال الإِدارية، ولم تلق هذه النصيحة في الواقع أذناً صاغية لدى الجيل الجديد من أمثال فهد العرابي الأستاذ المساعد، والأساتذة المساعدون يشعرون بالحرج وبالدونية، لذلك فإن فهد العرابي يحمل حملة شعواء على الأساتذة، وهذا سر حقد فهد العرابي على الأساتذة وأرجو أن يتخلص منه، وأن ينصرف فعلاً إلى الأعمال الأكاديمية، وشكراً.
ويعلق الدكتور عبد الله مناع على إجابة الدكتور منصور الحازمي بقوله:
- لا أدري إذا كانت هذه النصيحة التي تفضل بها الدكتور منصور الحازمي لجيل الأكاديميين من بعده.. ولم يأخذوا بها كانت بريئة، في اعتقادي أنها لم تكن بريئة براءة كاملة حتى يأخذوا بها.. فلنترك هذا، وللدكتور المعطاني تعقيب على ما تفضل به الدكتور منصور، فليتفضل.
فيعلق الدكتور المعطاني بقوله:
- في الواقع لي تعليق بسيط جداً، ولا شك أننا قد أنهكنا كما قال الأساتذة من ليلة البارحة وامتداد النقاش والجدل، لكن أثارت كلمة الأستاذ الطيب فيّ بعض الحماس للحديث ولا سيما أيضاً أن الدكتور الحازمي عقّب على هذا الموضوع.
- المخطوطات وتحقيقها، في الواقع إننا لا نتجاهل ما تحمله المخطوطات من قيمة، والمخطوطة هي عمل شاق في الواقع، إذا أعطاها الباحث الجهد المطلوب فهو يعود إلى مراجع تاريخية وأدبية وثقافية وحضارية ونقدية وفي جميع ما يتصل بهذا العصر فيكون خلفية أو قاعدة قوية جداً يلمّ بها ويصبح مرجعاً في هذا الحقل أو في هذا المجال، أنا أتفق مع الأستاذ محمد سعيد طيب بأن هناك من الأساتذة من ليس همه البحث أو شأنه الدراسة، وإنما هو منصرف إلى أشياء أخرى وهذا الشخص خصيم نفسه، وهناك فرق بين الأستاذ المتميز مثل الدكتور منصور الحازمي الذي يخرج إلى خارج إطار الجامعة وبين الذي يؤدي دور المنهج فقط، يأخذ المنهج ويحاول أن يعطيه للطلاب، هذه هي ملاحظة بسيطة.
 
- الملاحظة الثانية أن الدكتور الحازمي حاول أن يقارن مقارنة سريعة جداً بين كتاب "التيارات الأدبية" وبين كتاب "شعراء نجد المعاصرون" وقال إن كتاب "شعراء نجد المعاصرون"، ليس في تصوري أن هناك وجهاً للمقارنة ما بين الكتابين لأن كتاب الأستاذ عبد الله عبد الجبار كتاب فيه مجهود وكتاب فيه عمل، وفيه شيء من المنهجية وفيه تفاعل مع النصوص، خاصة حينما يتعرض لقصائد حمزة شحاتة وحسين سرحان وبعض الذين يتجهون إلى الرومانسية ويتفاعل مع هذه النصوص ويبيّن ما حملت هذه النصوص من إيحاءات وإيماءات، وكان صريحاً نوعاً ما في بعض إيماءاته، إلا أنه حذر، ولكن الباحث أو القارئ يستطيع أن يلتقط هذه الإيحاءات والإيماءات بحاسته النقدية أو بحاسته البحثية؛ فلا أتصور أن الجهد الذي بذله الأستاذ عبد الله عبد الجبار في التيارات الأدبية يقارن بما بذله عبد الله بن إدريس في كتابه شعراء نجد المعاصرين أو المعاصرون، لأنه مجرد أنْ كتب مقدمة بسيطة للكتاب ثم بعد ذلك رصف القصائد كما هي وهذا عمل يمكن أن يقوم به أي باحث، وكتابة المقدمة دعها تأخذ شهراً أو شهرين ثم بعد ذلك وضْع النصوص بهذه الطريقة وتكديسها، وكنت أشرت في ليلة البارحة إلى أنه يجب أن ننطلق من النصوص لتحليلها ولا أتصور أن هناك أي مقارنة بينهما.
 
- وأنا أتفق أن الأستاذ عبد الله عبد الجبار في نقده كتاب "المرصاد" ما كان بنفس الروح وبنفس المنهجية التي وجدت في "التيارات الأدبية" لأنه تقريباً وافق الفلالي (1) ووافق حسن القرشي في هذا النقد الجزئي البسيط الذي يعتمد نوعاً ما على بعض الجزئيات والملاحظات العابرة، وكنت قلت أيضاً إنها لخسارة كبيرة للأدب أن الأستاذ عبد الله عبد الجبار لم يتجه للنقد فيؤسس مدرسة نقدية في هذا البلد.
ويرد الدكتور الحازمي على كلمة الدكتور المعطاني قائلاً:
- أنا أتفق في الواقع مع الأستاذ المعطاني على عدم صحة المقارنة بين الكتابين، لكنني أتحدث عن فترة مضت، أقول إن كتاب الأستاذ عبد الجبار وطبيعة الأستاذ عبد الله عبد الجبار وتكوين الأستاذ عبد الله عبد الجبار لا يمكن أن يقارن. الأستاذ عبد الله عبد الجبار لم يبدأ بكتابه هذا ولكن عبد الله عبد الجبار أستاذ كبير وفنان وأديب وناقد منذ زمن طويل قبل أن يكتب هذه المحاضرات التي ألقاها في معهد جامعة الدول العربية ولكن تظل بعض الأمور التي ربما كما قلت ليست مجال الحديث هنا، ولا يتسع الوقت في الواقع لبحث هذا الكتاب، ولكنه كتاب لا شك أعترف أنه رائد وأنه مهم وأنه قد فتح باباً.. كان مغلقاً في تلك الفترة، يعني أول كتاب فعلاً يتسم بالجدية ويتسم بالنظرة النقدية العميقة في تلك الفترة، فلا يوجد هناك مجال مقارنة بين كتاب ابن إدريس وكتاب عبد الله عبد الجبار. أنا موافق على هذا.
- أما الحديث عن المخطوطات، فأنا لم أشر إلى المخطوطات، بل قلت: إن البحث في المخطوطات بالنسبة للتراث، كباحث الأدب الحديث بالنسبة للصحافة، الأدب الحديث لا يعتمد على مخطوطات غالباً، فليس هناك مخطوطات طبعت ونشرت وإنما هناك صحف قديمة، ومع الأسف الذين يتولَّون نشر هذه المواد الصحفية غالباً ما يخطئون، فقد وجدت مثلاً في الكتاب الذي ظهر بعنوان (حمار حمزة شحاتة) جناية على حمزة شحاته.. أنا أعتقد أنها جناية كبيرة جداً، أول شيء إن هذا العنوان لم يختره حمزة شحاته لأن يكون كتاباً فبأي حق جُعِل عنواناً مثيراً ومغرياً تجارياً وشعبياً على غلاف الكتاب، لماذا؟ حمار حمزة شحاته هذه عبارة عن مقال من ثلاث حلقات نشرها في جريدة (صوت الحجاز) أو خمس حلقات، ولكن المقالات كلها في الواقع، مقالات مهمة جداً ونشرها بعنوان حنفشيات، ولقد أشرت إلى هذا الليلة البارحة فلماذا لا تكتب حنفشيات كما هو عنوان المقالات التي نشر تحتها حمزة شحاته.
- من جهة أخرى، أجد هناك اختلافاً في النصوص، فالنصوص التي ظهرت في كتاب "حمار حمزة شحاته" ليست هي النصوص التي ظهرت في صحيفة (صوت الحجاز)، فهناك بتر وحذف وتشويه وخطأ، وأعتقد أن إظهار المواد الصحفية لا تقل خطورة عن تحقيق المخطوطات وينبغي أن توكل إلى أناس مختصين يقدرون العمل العلمي ويستطيعون أن يظهروه كما أراده كاتب المقال الذي نشره في الصحيفة. إلى جانب أن هناك تصحيفاً في الصحيفة نفسها فكثير من الأخطاء تحدث أثناء نشر المقال.. فلا بد أن يتنبه الناشر، إذ أن ناشر المقالات الأدبية التي تنشر في الصحف لا يقل في الواقع أهمية عن ناشر المخطوطات، صحيح أن ناشر المخطوطات له أيضاً قضايا أخرى ومشاكل أخرى بالنسبة للمخطوطة، قراءة الخطوط والخرم وغيره والرجوع إلى مصادر كثيرة لتوثيق النص ولكن أيضاً الصحيفة ينبغي أن توكل في الواقع إلى أناس مختصين، فلذلك أنا أعترض على نشر هذه النصوص، ينشرها أي إنسان كيفما اتفق، هذه حقيقة مشكلة. شكراً.
 
ثم يتحدث الدكتور نبيل المغربي بعد أن طلب منه المحتفي أن يدلو بدلوه في تلك الأمسية، فقال:
- أحرجني الشيخ عبد المقصود بالكلام فالاضطراب بادٍ علي، شأني في ذلك شأن الدكتور فهد العرابي، فقد كنا على متن الطائرة نفسها وإن كانت أعصابي أكثر متانة منه وصلابة، والاضطراب أيضاً سببه أنني أزور هذه المدينة الجميلة للمرة الأولى في حياتي، وأزور أيضاً مثل هذا المكان الجميل للمرة الأولى أيضاً، وأتشرف بلقائي بالشيخ عبد المقصود للمرة الأولى أيضاً، وإن كنت سعيت إلى التشرف بلقائه في باريس فلم أفلح، ثم إن هذا الاضطراب يعود إلى أنني دخيل على الأدب فلا أفهم فيه الشيء الكثير، صحيح أنني دكتور لكن دكتور في القانون التجاري الذي ليس له علاقة بالأدب وإن كان له علاقة بالطفرة التي أشار إليها المحتفى به، وهذه نقطة أثارت انتباهي، وأود أن أعلق عليها إذا تفضلتم.
- الطفرة التي أشار إليها الدكتور منصور بإيجابياتها وسلبياتها لم تعالج حتى الآن بما فيه الكفاية، سواء في الأدب أو الصحافة أو في أي مجال آخر، فقد رأينا أدباء يتأثرون بهذه الطفرة فيبيعون قصائدهم ورأينا حملة دكتوراة يتخلون عن الجامعة كما أشار المحتفى به ليفتحوا متجراً، وحبذا لو تعالج هذه المسألة بشيء من الموضوعية ولو أدى ذلك إلى تسليط الضوء على مشكلة لا تقتصر فقط على هذا المجتمع أو ذاك وإنما تركت آثارها على كثير من مجالات الحياة والشارع العربي العام، وشكراً.
ثم يتحدث الأستاذ فؤاد عنقاوي قائلاً:
- هذه في الحقيقة ليست كلمة وليست سؤالاً ولكنها ذكريات قديمة دفعني إليها ما ذكره الدكتور فهد العرابي الحارثي وما تفضل به المحتفى به من ذكر ديوانه القديم، فمنصور الحازمي زميل قديم عرفته إنساناً رقيقاً هادئاً، يميل إلى الوحدة ويعشق الكلمة والحرف، كان ينظم الشعر ويتغنى به، يمزجه لحناً ومشاعر فياضة، ويقدمه صورة نابضة حية يعبّر عن ذاته، هو لم يتحدث عن شعره بقدر كافٍ، كتب قصيدة لا زلت أذكرها، ولعل الذاكرة تسعفه الآن لنقلها إليكم فهي في الواقع لوحة شعرية حية نابضة بكل معاني الإحساس والتأسي واللوعة والحزن.
- فليت الأخ منصور يُسمِعنا شيئاً من شعره المخزون فإن فيه مغنى وطرب، وشكراً.
ويرد الدكتور منصور الحازمي قائلاً:
- في الواقع أنني مصاب بضعف الذاكرة بالنسبة لحفظي للشعر، لكني أذكر أن من أبيات تلك القصيدة:
صريعة تشد جانبين من شفاهها عن بسمة وجيعة
وكل شيء سافر بدربها
حتى خيال ظلها
حتى انحسار ثوبها
عن قطعة من مرمر بديعة
وكل شامتٍ يشيرُ
وكـل سافرٍ يشيرُ تلكـمُ الوضيعـة
- ومعذرة فأنا لا أذكر البقية.
 
ثم تحدث الدكتور محمود زيني، فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين وعلى صحابته الغر الميامين أيها الإخوة، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
- ما جئت معلقاً أو سائلاً أو محاوراً في هذه الليلة ولكنني كنت أود أن أشارك في تكريم أخ وزميل سبقني بثلاث سنوات في ذلك الصرح العلمي الكبير المعهد العلمي السعودي، هذا الأخ المكي الكريم كان من أوائل الإخوة الذين ذهبوا إلى مصر وتخرجوا في المعهد العلمي السعودي وبضاعتهم في اللغة الإنجليزية ضعيفة جداً، وكانوا يمثلون المدرسة الثالثة التي تتحاور في المجتمع العربي السعودي، كان هناك المعهد العلمي السعودي ومدرسة الفلاح ومدرسة تحضير البعثات.
- والدكتور منصور الحازمي من أولئك الذين سماهم الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين الصابرين وأنا أقول من أولي الحزم الأوائل الذين خرجوا من الجزيرة العربية إلى الآفاق المجاورة العربية لينهلوا من الثقافة وليحاوروا رجال الأدب والثقافة والفكر، فكان أن تلقى بعض العلوم والدروس على أيدي الرواد في جامعة القاهرة من أمثال الدكتور طه حسين، الدكتور عبد العزيز الأهواني، وآخرون كان لهم قصب السبق، والدكتورة سهير القلماوي، كان من تلاميذهم هذا الأخ الكريم، وسبقني وسبق الدكتور حسن باجودة إلى هذا الصرح العلمي.
- تخرج الدكتور منصور من المعهد العلمي السعودي وكان ينظر إليه على أن بضاعة أصحابه قليلة في مجال العلم لأن الذين تخرجوا من هذا المعهد معظمهم كان ينصرف إلى القضاء وإلى كلية الشريعة ولكن الدكتور الحازمي وإخوانه ولا أفول زمرته شقّوا الطريق نحو المستقبل الغامض بالحزم وبالعزم فكانوا من أوائل الرجال الذين جاءوا ولم يكن بالمملكة العربية السعودية شيء يسمى الجامعة، فعلى أيديهم مع إخوانهم في مصر أنشأوا الدراسات الجامعية في جامعة الملك سعود وأنا عندما أذكر هذا وقد تخرجت بعده وجئنا إلى المنطقة الغربية هنا في مكة كنا نشارك معاً، فكنت أول من اشتغل بالتدريس الجامعي بوظيفة معيد وكانت هذه الوظيفة تثير كثيراً من التساؤلات حتى إن الأستاذ حمزة الجعلي رحمه الله عندما جاء إليه قرار الابتعاث - ابتعاثنا إلى أوروبا في وظيفة معيد - كان متعجباً من لفظة معيد وبعض الموظفين قالوا لي: أنت معيد لينجحك الله في العام القادم بإذن الله، وكان يظنني من الراسبين.
- ذلك الوضع الذي أشار إليه الدكتور فهد العرابي الحارثي كان يمثل مهمة صعبة بالنسبة للإخوة أمثال الدكتور منصور الحازمي، الدكتور عزت خطاب، والدكتور عبد الرحمن الأنصاري، الدكتور أحمد الضبيب وبقية الإخوة الخمسة الذين ساهموا بإرساء أسس التدريس الجامعي بمنطقة اليمامة بجامعة الملك سعود وعلاقتي به هي أنني عندما أحتفي به وأقول هذه الكلمة عنه إنما أذكر بالفضل أولئك العلماء الذين بذلوا الجهد الكبير والعلم الجم ليخرجوا رجالاً يعملون بجد ونشاط وحزم في المعهد العلمي السعودي الذي لم يكن يقل عن مدرسة الفلاح ومدرسة تحضير البعثات، بل إن الإخوة ببضاعتهم القليلة اجتازوا كل الصعاب وتخرجوا من جامعة القاهرة مع أن الدراسة كانت باللغة الإنجليزية في الأدب الإنجليزي، ثم بعد ذلك واصل الدكتور منصور والإخوة إلى أوروبا وهناك كذلك أيضاً شقّوا طريقهم بحزم ومضت سنوات قليلة جداً تقاس في عمر الزمن ثم أتَوا ليكملوا المسيرة وليبنوا هذا الصرح العلمي الكبير.
- أنا أضيف إلى ما ذكره الإخوة في تكريمه هذه الكلمة المتواضعة ولكن لي تعليق على بعض ما جاء في حديث الأستاذ محمد سعيد طيب، فجهد الدكتور منصور في معجمه يختلف عن العمل الببليوجرافي أو العمل المكتبي لأنه أضاف إليه مسحة أدبية رائعة جعلته يختلف عن العمل المكتبي الذي ربما يقوم به موظفو المكتبات، ونطمع في المستقبل القريب بأن يكمل هذا المشوار بإشرافه وإدارته الفنية الأدبية على هذا المعجم، وفقه الله، وشكراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
ويرد الدكتور منصور الحازمي على ذلك قائلاً:
- أشكر الدكتور محمود زيني وليس لي اعتراض على ما قاله إلا مقولته إن بضاعة المعهديين قليلة، فالواقع أنها لم تكن قليلة، أنا أعتقد أن طلاب المعهد في ذلك الوقت كانوا يتوجهون وجهة أخرى، يعني كما يذكر الزميل فؤاد عنقاوي، درسنا الفرائض، ودرسنا ألفية ابن مالك ودرسنا أصول الفقه ودرسنا أشياء كثيرة، والله ما كانت قليلة أبداً، وأعتقد أن جامعة القاهرة لم يكن لها فضل في قبولنا أبداً لأننا كنا أفضل بكثير في قسم اللغة العربية من الطلاب الذين يأتون من ثانويات مصر حتى من مدرسة تحضير البعثات، وأنا أعتقد أن المسألة لا تثير مشكلة قديمة عفا عليها الزمن، كانوا زمان يقولون:
فغض الطرف إنك معهديٌّ
فلا طباً بلغت ولا تجـارة
 
- أعتقد بالنسبة لتخصص اللغة العربية المعهد أن العلمي السعودي كان كفؤاً. وبالمناسبة أنا في الواقع لم أرغب في قسم اللغة العربية، لأنني كنت أريد أن أدخل قسم اجتماع، ولكن الأستاذ عبد الله عبد الجبار هو الذي أغراني بالمعهد، وهو الذي قال لي: ما غايتك في الابتعاث؟ قلت له: لكي أتعلم اللغة الإنجليزية.. فقال لي: في المعهد تدرس اللغة الإنجليزية، وعلى كل حال فالإنسان ميسّر لما خلق له وأنا أعتقد أنني خيراً فعلت، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، ومن جهة أخرى فأنا أعتقد أن ميولي وطباعي فعلاً قد وجهت الوجهة التي كنت أرغبها وما كنت أعرف أني كنت أَرغبها، وشكراً.
 
ثم يطلب الدكتور منّاع من الأستاذ علي الرابغي أن يطرح سؤاله فقال:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرصة طيبة أغتنمها من أجل أن أكون في هذه الليلة ضمن المتحدثين أو مريدي الكلمة أو التعليق، ولقد شدني حديث الدكتور منصور عن قريته آلاب، عند تعليقه على كلمة الأستاذ زيدان، وأتمنى على الدكتور منصور أن يولي هو والنخبة أو الصفوة من زملائه هذا المجال الاهتمام الذي يستحقه وأن يكرس له وبالذات لهذا البلد ما يستحقه، فمن المؤلم جداً أن نجد أن بعض الدكاترة أو أن بعض الأطروحات كلهجة حرب مثلاً تؤخذ من إنجلترا، هذا ما أردت أن أطرحه في هذه اللحظة، وشكراً لكم جميعاً.
 
ويرد الدكتور منصور الحازمي:
- شكراً للأستاذ علي الرابغي، الواقع أنني لم أقل أنني قد تبرأت من دراستي هذه، ولكنني لست مختصاً في الواقع، فهذا المجال من اختصاص الأستاذ حمد الجاسر أو عبد الله بن خميس أو عاتق البلادي. إن مجرد الرغبة لا تكفي، وأنا أعتقد أن القضية صعبة إذا أراد الإنسان أن يكتب في أي شيء، فأنا لا علم لي بالأنساب، ولا أعرف مسمَّيات الأمكنة وتواريخها القديمة، والقضية تحتاج إلى دراسة وإلى اهتمام، وليس معنى عدم اهتمامي أنني غير محب لمثل هذه الموضوعات، ولكنني لا بد أن أقف عند حدود الاهتمام الذي اتجهت إليه وهو الأدب بشكل عام والثقافة بصورة عامة، أما اللهجات ودراستها في الخارج فأنا أعتقد ألا ضير من أن ندرس المناهج، وكثير من الإخوان عندما كنا في إنجلترا وأمريكا يقولون: كيف تدرسون اللغة العربية في جامعات أجنبية؟ فنجيبهم: نحن لا ندرس اللغة العربية، وإنما ندرس مناهجها. وهذا كل ما في الأمر، وشكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :616  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 69 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.