جددي يا منى حديث الخواطرْ |
وأعيدي صدى السنين الغوابرْ |
فلكم مرّ في رحابك عيد |
ترقب الأرض فجره وهو باهر |
منذ فجر الوجود والكون غاف |
ها هنا المجد والعلا والمفاخر |
بين هذي البطاح كان ذبيح |
هو إبن الخليل حبر العشائر |
* * * |
إذ رأى في المنام وهو نبي |
أن يضحي والقلب بالله عامر |
فدعا ابنه وكان مطيعاً |
قائلاً يا بنيّ إني مغامر |
قد دعاني لذبحك اليوم داع |
أمر ربي فقال إني صابر |
ففداه الإله وانجاب كرب |
وغدا النحر سُنَّة في المشاعر |
حكمة تلك للبرية طراً |
أن بالصبر يبلغ القصد ظافر |
* * * |
جددي يا منى بعيدك عهداً |
لم يكن بالبعيد بل هو حاضر |
عهد (عبد العزيز) والقوم جمع |
من وفود الحجيج من جاء زائر |
واذكريني يا منى وكم فيك ذكرى |
لوفود الحجيج من كل ذاكر |
نزلوا الخيف في الخيام وباتوا |
يذكرون الإله والقلب شاكر |
كم تنادوا ليوم عيد وفيه |
يتبارى ويزدهي كل شاعر |
وبناة الأفكار كل فصيح |
ببيان المُجِيدِ هز المنابر |
ندوة تلك للعروبة طراً |
تجمع الشمل في أراضي المشاعر |
* * * |