عبق الورد، وأعراس الطيور |
والمراعي الخضر تكسوها الزهور |
في "السراة" الشم ماست زانها |
شاهقات الهضب أوكار النسور |
تسبح السحب على أرجائها |
فيعم الأرض ظل وسرور |
فترى الروض وفي أفيائه |
ترقص البهجة نشوى بالعبير |
يمم "السودة" في "أبها" تجدها |
خضرة أبدعها الله القدير |
عسجداً أعطى الروابي منظراً |
وعلى القاع مياه وخرير |
كل ما في الكون ظل زائل |
وحياة الخلق في الكون عبور |
جل شأن الله هذا صنعه |
خلق الأرض وأعطانا الكثير |
من ثمار، وجمال، ومياه |
يجتني الخلق بها الرزق الوفير |
طافت الروح بها فانبعثت |
تتغنى وهي تستوحي الشعور |
من جمال وخيال شاقها |
بين أفنان ووردٍ.. وصخور |
نعمة الله بدت في روعة |
تسحر الألباب منها في البكور |
* * * |
عصرنا والعلم قد جمَّله |
بمزايا ذلَّلت كل عسير |
قرَّبت كل بعيد فغدا |
كل ما في الكون من صعب يسير |
فهي "بالذرَّة" شرٌّ فاتِكٌ |
يصهر الأرض بضر مستطير |
وهي في السلم أمان يُرتجى |
قربها نار وفي الظلماء نور |
* * * |
يا شباب اليوم هُبُّوا قد كفانا |
ما نلاقي اليوم من شرٍّ خطير |
من تفاهاتٍ وهدمٍ لكيانٍ |
عزَّ بالدّين على مر العصور |
فهو بالتوحيد صرح صامد |
درعه الإسلام والله النصير |
يا شباب اليوم إن قام دعاة |
زيَّفوا الحق لإفساد الضمير |
في مجالات بغدر وخداع |
ليس تخفى وهي في ظن الغيور |
فاتركوها واحفظوا تاريخنا |
فهو للأجيال من عزم الأمور |
* * * |
أنا في "أبها" وما أسعدني |
بين أخوانٍ وبشرٍ وحبور |
"زورة" أعطت لقلبي غبطة |
لست أنسى الحب والعطف الكبير |
و "لناديها" وقد أكرمني |
وهو للرفعة والعلم يسير |
من رُبَى "مكّة" نهديكم سلاماً |
وهي مَن كرَّمها الله الغفور |
كعبة الإسلام مهوى كل قلب |
لحمى الكعبة بالحُبّ يطير |
أهلها أخوتكم قد ضمنا |
سعدنا بالعرب والعهد النضير |
ولنا فيكم ومنكم عزة |
كلنا بالعرب "والفهد" فخور |
"خالد
(1)
" يا نسل آساد الشرى |
وهو للأخلاق صنو وأمير |
هو من آل سعود وكفى |
أن يكون الأصل من تلك البذور |
* * * |