هي الدنيا نمرُّ بها ونَمضِي |
كطيفٍ صَافح المرآةَ عابر |
ونبقى في خيالِ الدهر ذكرى |
إذا كانت محاسنُ أو مفاخر |
فكم بالأمس مَن للموتِ وَلَّى |
وليس له على الأيامِ ذاكر |
ونقلبُ صفحةَ الأيامِ ذكرى |
ظلالُ حروفِها ماضٍ وحاضر |
وعند اللَّهِ علمُ الغيبِ لكن |
هي الآمالُ تختلج الضَّمائِر |
فنطمعُ في الذي نَرجُو ونبغي |
مزيداً من كريمِ الفيضِ زاخر |
حياةٌ والحياةُ رؤى سرابٍ |
تلوحُ وكَم يُطَاردُها المُسافِر |
ولكنَّ السعيدَ فتى تحَرَّى |
طريق الخير واجتاز المخاطر |
يصون النفسَ عن كيدٍ وحقدٍ |
وفي البلوى وفي البأساءِ صابر |
ويخشى اللَّه في سرٍ وجهرٍ |
فإن اللَّه للزلاتِ غافِر |
* * * |
وداعاً يا حسين وكنتَ فينا |
نقي النفسِ وضَّاءَ السرائر |
فُجعنا فيكَ والعبراتُ حَرَّى |
لِفقدِك والفؤادُ عليك حائر |
تجامِلُ للصديقِ بلا حدودٍ |
وتَغمر بالحفاوةِ كلَّ زائر |
وتسألُ إن جَفَا ناديك خِل |
وقلبُكَ دائماً للحبِّ عامر |
تخيرتَ "المدينةَ" خيرَ مثوى |
يُجاوِرُ كلُّ مِفضَالٍ وطاهر |
لِيَهنِكَ في "البقيع" جوارُ ربعٍ |
لهم من ربِّهم أسمى البشائر |
وعفو اللهِ نسألهُ جميعاً |
وكلُّ معاشِرٍ للموتِ صَائِر |
وهَب آلَ الشُّبكشي ربِّ صَبراً |
فإنك خيرُ معطَاءٍ وجَابِر |
* * * |