| شَيِّعوه إنه ابن الكرام |
| وفقيدُ الوطنِ الغالي عصام |
| وانثرُوا الوردَ على أكفانه |
| واطرقُوا الرأس فقد عزَّ الكلام |
| وانضحوه بدموعٍ هطلت |
| من مآقيها كَمُنْهَلِّ الغَمام |
| رتلوا الآيَ على جثمانِه |
| بعد أن حُمِّلَ آلام السقام |
| فلقد كان ودوداً مخلصاً |
| نابغاً في العلم في حفظِ الذمام |
| لا تَلُوموا أهلَه إن رُوِّعوا |
| فلِهولِ الخطبِ وَقدٌ وضرام |
| والشبابُ الغضُّ صعبٌ فقدهُ |
| حين يذوِي عَضه الموتُ الزُؤام |
| ترزأُ الأوطانُ في أبنائها |
| مثلما يُرزأُ في الأرض الأنام |
| إنه الموتُ فلا تأمنُ نفسٌ |
| صحبةَ العيشِ ولا طِيبَ المقام |
| * * * |
| قد تساوى فيه كهلٌ طاعنٌ |
| وفَتِيٌّ ووليدٌ في الفطام |
| يا بني زينل صبراً فلكم |
| في النُّهى والخيرِ أعمالٌ جسام |
| فالفلاحُ الطودَ ما خلدتمو |
| في حِمى "جدة" و "البيت الحرام" |
| أخرجت أجيالَ علمٍ كلُّهم |
| للعلا للمجدِ سَبَّاقٌ هُمام |
| كلهم إن جلَّ خطبٌ لكمو |
| مخلصٌ أو صادقُ الحب عصام |
| ربنا أمطِر عليه رحمةً |
| وأَنِله الخلد في دارِ السلام |
| * * * |