قَالوا: قَضَى.. فسأَلتُهم مُستَرجِعاً |
(أمحمَّدٌ) حقاً نَعَاه النَاعي؟؟ |
قالوا: بَلَى في مصرَ لاقى ربَّه |
فاستشعرت نار الأسى أضلاعي |
وبكيتُ من ألمٍ وفَاضَت أَدمُعي |
بحراً تحيَّر في مداه شراعي |
كم من دموع للقلوب إذا بكت |
تجري بذوبِ حشاشةِ الملتاعِ |
والدمعُ تحبسُه العيون فإن جرى |
جزعاً فثَمَّ دوافعٌ ودواعِ |
هولُ المصابِ له فواجعُ جَمَّةٌ |
تُدمي القلوبَ غريبةُ الإشعاع |
الموتُ حقٌّ إنَّما هي زَفرَةٌ |
لفراقِ فذٍّ خيِّرِ الأطباعِ |
كان التسامحُ والوفاءُ سبيلَه |
والبرُّ في عسرٍ وفي أوجاعِ |
إن جئتَه تجدِ الصديقَ وَقد وَفَى |
في مجلسِ الإيناسِ والإمتاعِ |
يُعطِي المجالسَ حقَّها فمُؤَانِسٌ |
حلوُ الحديث مشنِّفُ الأسماع |
* * * |
ويسامرُ الأدباءَ في ندواتِهم |
من كلِّ متَّصفٍ بعفٍّ يراع |
ويساجِلُ الشعراءَ أو يَروي لهم |
غرَرَ البيانِ ودَرةَ الإبدَاعِ |
فإذا دعا الداعي لنجدة بعضِهم |
لبَّاه في صمتٍ وفي إسراعِ |
فهو "السرورُ" وكان بهجة قومه |
وبفقدِه ذهب الحصيفُ الواعي |
جلَّ الَّذي وهَبَ الحياةَ لخلقِه |
وأمدَّهم بالرزقِ والأتباعِ |
وهو الذي جعل الفناءَ مصيرَهم |
فمضوا بلا مالٍ.. بلا أشياع |
لكنَّ من أعطى وأحسن واتَّقى |
فله الخلودُ بجنَّةٍ وبقاع |
يا راحلاً حازَ المفاخرَ صيتُه |
ونداه في الأمصارِ والأصقاع |
نم في حمى الديَّان إنَّ نوالَه |
هو خيرُ مُدَّخر وخيرُ مَتَاعِ |
هذي وفاءً من فتى قلَّدتَه |
منناً وإني للجميل لراعي |
* * * |