تِهنِكَ الجنةُ دارُ المتقين |
"لم تَمُت" بل أنتَ بين الخالدين |
ذلك الوعد صريحٌ نَصُّه |
جاء في السُنةِ والذكرِ المبين |
من قضى في ساحةِ الحربِ شهيداً |
أجرهُ الجنةُ بين المُكَرمين |
* * * |
جاد بالروحِ شجاعاً راضياً |
لم يكن في كرمِ البذلِ ضنين |
ذاك أسمى ما تمناه فكانت |
غايةًً في حبِّها الصعبُ يهون |
هاجَه "الأقصى" بمن أَحرَقَه |
فانبرى للثأرِ بين الثائرين |
لم يُذَكِّر أو يُوَدِّع صحبَه |
تلك والله مزايا المخلصين |
قصدَ اللَّه وَوَلَّى وجهَه |
شطرَ من جاهدَ غدرَ الغادرين |
فقضى في ساحةِ الحربِ شهيداً |
إنه المجدُ سبيلُ الخالدين |
* * * |
يا لقلبٍ هجر الدنيا سعيداً |
عافَه منها نفاقُ المرجفين |
لم يجد فيها من الصحبِ وفياً |
يحفظُ السرَّ على الودِّ أمين |
أهلها يشغلهم بهرجها |
وعلى المال أكبّوا طامعين |
أُولِعوا بالحربِ فيما بينهم |
فتكوا بالأبرياءِ الآمنين |
رحمة اللهِ أفيضي قد كفانا |
عيشُنا في الأرضِ وهمٌ وظنون |
نعبرُ الأيام في غفوةِ عمرٍ |
بين آمالٍ ولهوٍ وشجون |
ثم نصحو فإذا الموتُ مطلٌ |
وإذا الدنيا سرابُ الخادعين |
يا بلاداً نزلَ الوحيُ عليها |
هادياً للخلقِ في دنيا ودين |
* * * |
جَدِّدي في الفتحِ ذكرى "خالدٍ" |
و "المُثنَّى" من غزاةِ المسلمين |
يا ربي "جلَّقَ" ضُمِّي جسداً |
لشهيدٍ من حمَى البيتِ الأمين |
لم يكن فيك وحيداً فلنا |
قبلَه من سقطوا مستبسلين |
من غزاةٍ فتحوا واستُشهِدوا |
بعد أن أبلَوا وكانوا صابرين |
نصرُوا اللَّه فكانوا جندَه |
وقَضَوا في نصرةِ الحق المبين |
أيَها "البَكرِيُّ" يكفيك خلوداً |
نم قريراً نِعمَ أجرُ العاملين |
تزهقُ الروحُ دعاها أجلٌ |
خُطَّ في لوحِ الكرامِ الكاتبين |
ثابتٌ في صفحةِ العمرِ قديما |
سابقٌ من قبلِ تكوينِ الجنين |
لم يقدم أو يؤخر منالٌ |
إنه ما قُدِّرَ الأمرُ يكون |
* * * |