الماءُ والزهرُ والأنسامُ أَلوانُ |
في جنةِ اللهِ فوقَ الأرضِ "لبنان" |
أرضُ العروبةِ أرضُ الأرزِ زينها |
بيضُ الهضابِ وأنهارٌ وأفنان |
والكرمُ ألوانه شَتى وزحلته |
حسناءُ قد خَطَرتَ والجيدُ مُزدان |
بين الجداولِ نشوى وهي سافرةٌ |
"صنّين" يرنُو إليها وهو جَذلان |
مثلَ العَروسِ وقد زُفَّت بجلوتِها |
وقد أحاط بها حور وولدان |
وتفردت "جارةُ الوادي" بفتنتِها |
بين الصِّبا وَصبَاها الغضُّ ريان |
وفي "البِقاع" سُهولُ العسجدِ اقتربت |
من "بعلبكَّ" وكم مَرَّته أزمانُ |
قلاعُه اليومَ تروي نهضةً غبرت |
كم خلّد الصخرُ من شادُوا ومن كانوا |
وفي مصايفِ "بكفيَّا" وجنتِها |
الطيرُ حائمةٌ والمزن هتان |
عند الأصيل إذا ما الريحُ دَغدغها |
صَفَت وطافَ بها صحب وخلان |
وفي الصباحِ إذا ما الطلُّ باكرها |
تبللَّ الوردُ منه وهو نعسان |
كان السموأل يروي الفخر عن جبلٍ |
يحتلُّه الضيف أو يأتيه ظمآن |
وفوق "بيروت" طودٌ للسحاب سما |
مُخضوضِرٌ كجنان الخلد فتان |
إذا تألق ليلاً قلت هل شُهُبُ |
تناثرت فبدت في الأفقِ عُقبانُ |
وصفحةُ البحر قد ماج اللجينُ بها |
في الليل والنجم في الآفاق حيران |
"يا صائب" الرأي شاهد فجرَ نهضتنا |
المجدُ خَطَّطها والعهدُ بنيان |
والودُّ منا "سلامُ" نحن نَبذله |
وكل يعربَ فينا اليومَ إخوانُ |
عهدٌ نسابقُ فيه كلَّ مكرمةٍ |
فاستبدلَ الجهلَ إشعاعاً وعرفان |
والبيدُ والقفرُ كانا للوحوشِ حمى |
فعمَّها اليومَ إصلاح وعمرَان |
وللزراعة شأنٌ نحن نرمُقُه |
وكم تباهت بيومِ "السدِّ" "جيزان" |
في مهرجانٍ رعى "فهدٌ" مَراسِمَه |
لا يعظمُ الصرحُ إن لم ترس أركانُ |
يا "جيرةَ الأرزِ" يكفي العربَ تفرقةً |
تبَددُ الشملَ منا وهي خُسرانُ |
هل كان ما كان إلا بعد فرقتنا |
لم نعتصم فَسعى للحربِ شيطان |
واليومَ نبحثُ في الظلماءِ عن سببٍ |
لا شيءَ إن لم يَسُدْ دينٌ وإيمان |
والاعتصامُ سبيلُ الفوزِ إن خلصت |
منا القلوبُ فإن النصرَ برهان |
لا يصلح العرب فوضى لا اعتصام لهم |
ولا حياة وتحت الخسف أَوطان |
* * * |