في رحابِ الوحي قل للوافدين |
مرحباً أنتم لنا الدرع المكين |
كيف لا.. والحَقُ في إيمانكم |
من سِنا السنة والذكرِ المبين |
حلمٌ عشنا على بسمته |
حِقباً ننشُدُ جمع المسلمين |
ونمني النفس في فرقتنَا |
أن نرى وحدَتنا حقَّ اليقين |
فإذا الصبحُ وفيه (فيصل) |
قد دعا والكل لبوا طائعين |
صيحةٌ من (منزل الوحي) صداها |
عَبَرَ الآفاق يهدي الحائرين |
في زمان كاد من كاد علينا |
وافترى ينشر دعوى المبطلين |
وغدا "الإسلامُ" في الأرض غريباً |
وبنو "الإسلام" كانوا هائمين |
في دياجيرَ فلا يجمع شملٌ |
شيعاً كانوا بأرض تائهين |
بينما "الإسلامُ" إن جدَّ دعاه |
هو حبلُ الله في الأرض المتين |
ارتضاه اللهُ للخلقِ سبيلا |
سنَّه المختار خير المرسلين |
دينُنا أكملَه الله علينا |
نعمةً أكرم بها دنيا ودين |
فهو في الدنيا لمن يبني ليحيا |
وهو في الأخرى خلودُ المتقين |
قُل لمن زيّف وارتدَّ وغالى |
كيف أخطأتَ طريق المهتدين |
فأقم وجهك للدين وجنّد |
فتيةَ الإسلام تهدي وتُبين |
تنشرُ الدعوة بالحق وتدعو |
زُمراً سارت بفهم الخاطئين |
فالشبابُ الغضُّ أغرَوه بزيف |
فانبرى يَتبَعُ دعوى الكائدين |
بينما لو أبصر النورَ بصيصا |
لاهتدى بالنور بين السائرين |
الجهادُ اليوم في الحربِ فمهما |
موَّه الأعداء كنا الباسلين |
والجهاد اليوم بالنفس فمهما |
زيفوا الإغراء كنا الواثقين |
والجهاد اليوم بالعلم فمهما |
حاولوا التضليل كنا العارفين |
والجهاد اليومَ في القدس فَهُبُّوا |
واصدقوا وامضوا تعودوا ظافرين |
جددوا "بدراً" و "أحداً" و "حنينا" |
واذكروا عهد الأباةِ الفاتحين |
وانصروا اللهَ تكونوا قدوة |
يتبعُ القومُ خطاكم مكْبِرين |
يا دعاة الحق أنتم في رحاب |
شعَّ من أرجائها النور المبين |
ومشى فوق ثراها أحمد |
داعياً لله مرفوعَ الجبين |
فهي لا زالت ملاذاً ومآبا |
وهي قد شرفها البيت الأمين |
وهي والفيصلُ في الذروة يبني |
درة تزهو بها عبر السنين |
وهي إذ تنعم بالأمن تباهي |
أنها تحكم حكم الراشدين |
فاعملوا والله يجزي سعيكم |
واملأوا الدنيا جهاد المخلصين |