| إنها البشرى وآيات المودة |
| ربطت "تونس" في خط "بجدة" |
| صلة الشعبين تاريخٌ قديم |
| وثَّق "الدين" حواليها بشدَّة |
| لم يكن جسراً على الجو ولكن |
| صلة الأرواح ما بين الأحبة |
| جمعت بين قلوب وقلوب |
| وحدة الدين وشريان المحبة |
| والدم الزاكي بقايا يعرب |
| دفقة الشرق لأرض المغرب |
| جعلت منا ومن أوطاننا |
| أمة نبراسها دين النبي |
| ذلك الدين هو الحصن الحصين |
| شرعة الله لخير المسلمين |
| جاء خير الخلق للناس بشيراً |
| فزها الحق به دنيا ودين |
| مرحباً بالوفدِ يحدونا الهوى له |
| في حِمى "مكة" في أرض الجلالة |
| كم ليالٍ جلَّلَ الوحي رباها |
| وهي تستقبِلُ أنوارَ الرسالة |
| نزلت "اقرأ" ضياءً في حراءِ |
| فسرى ينشرُ وضّاحَ السناءِ |
| ليلةُ "الإسراء" كانت حَدَثاً |
| غمرَ الأرضَ بآياتِ السماءِ |
| "تونس" الخضراءُ ما أحلى رُبَاها |
| والمروجُ الخضرُ ما أبهى رؤاها |
| تأنَسُ النفسُ لِلُقيا كلِّ شهم |
| من بنيها نبلُه الجمُّ تناهَى |
| في الثغورِ الضاحكاتِ الفاتناتِ |
| يرقص الموجُ وتحلو الأمسيات |
| والضِّفافُ البيضُ والموجُ سطورٌ |
| خطَّها البحرُ معانٍ وعظات |
| و "الحبيبُ" الفذُّ من قادَ وأحكم |
| صنوهُ "الفيصلُ" من شادَ ونَظَّم |
| لهما منا وفاءٌ وولاءٌ |
| وبكم قد رَحَّبَ القلبُ وكَرَّم |
| * * * |