شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الدعاة: ليسوا قتلة!؟
ـ من مقال للأستاذ/تركي بن عبد الله السديري:
ـ نحن هنا في المملكة: كيف جاز لنا التصديق بأننا على صواب إِسلامي في عددنا الستة عشر مليوناً، بينما ما يقارب الستمائة مليون مسلم على خطأ، بدليل اختلافنا مع معظم الأشياء عندهم؟!!
ـ في أجواء الحج، وروعة تلاحم المسلمين التي أفاضت ضياء من فوق (جبل الرحمة) في عرفات.. كان الحوار ساخناً بين مجموعة مسلمة عن: دور الداعية المسلم:
ـ هل يكون في داخل الأقطار الإِسلامية، وفي قُطْره الإِسلامي.. أم أن هذا الدور يلحُّ عليه أكثر بتواجده خارجياً، حيث تتفشَّى حركات التنصير، ويتصدى للإِرتداد عن الإِسلام بواسطة تلك الحركات؟!!
ـ وهل هناك توجيه في الدين الإِسلامي الحنيف يحضُّ هذا (الداعية) على العنف، والإِرهاب، وقتْل النفس البريئة التي حرَّم الله قتلها إِلا بالحق؟!
وبهذا السلوك والانغماس في أعمال الإِرهاب.. تنتفي قيمة (الدعوة)، ويغيب وجه (الدعاة) في انسفاح الدماء!
* * *
ـ وطرحت على المجموعة المسلمة التي كانت تتحاور.. اسم الداعية الإِسلامي - المغفور له إِن شاء الله - الشيخ (أحمد ديدات).. الذي انكبَّ على منازلة، ومناقشة (المنصِّرين) للمسلمين، أو الداعين إِلى التنصير، وكانت له جولات من ذلك الحوار الدسم، والمنطقي معهم.. وقد أعلن الشيخ (ديدات) في إِحدى محاضراته هذه الإِحصائية الخطيرة إِلى اليوم والغد، والتي تتطلب من الدعاة بحق أن يهبُّوا وينطلقوا لخدمة الإِسلام، ولحماية المسلمين من موجات التنصير، بدلاً من أن تشغلهم جهات مريبة بدفعهم نحو أعمال الإِرهاب داخل أقطارهم، وقتْل أهلهم، وتحطيم اقتصاد أوطانهم.. فأهلهم داخل أقطارهم الإِسلامية: مسلمون لا ينبغي أن نعتبرهم جهلاء بدينهم!!
أعلن الداعية ديدات يومها: ((أن المنصِّرين المسيحيين استطاعوا إِخراج (15) مليون مسلم من دينهم، وأدخلوهم في الدين المسيحي، وذلك وفق خطة محكمة، خططها المنصّرون لتحويل إِحدى الدول الإِسلامية التي تضم 100 مليون مسلم، يشكِّلون 10% من عدد المسلمين في العالم، وهو أكبر تجمع للمسلمين في بلد واحد، إِلى بلد مسيحي في نهاية القرن العشرين)).
ـ أعلن الداعية - يومها - إِحصائية أخرى أيضاً:
ـ ((بلغ عدد المنصّرين في إِحدى الدول الإِسلامية ستة آلاف شخص (آنذاك): لديهم من الإِمكانات ما لا يخطر لهم على بال، حتى إن مطاراتهم الخاصة تفوق في عددها مطارات الدولة ذاتها))!
* * *
ـ فمن هي جهة الدعم المادي لتحرك (الدعاة) المخلصين للدعوة، ولنشر الإِسلام الحق الذي لا يحضُّ على العنف، والغلو، والفكر الآحادي؟!
بدأ ((ديدات)) رحمه الله، من حصيلة زكاة المسلمين في جنوب أفريقيا، وتلقى المساعدات من أهل الخير المبتغين نشر الدعوة.. وكلها مجهودات شخصية، وكان يُعامَل من حكومة جنوب أفريقيا العنصرية بصفته: ملوَّناً تابعاً للزنوج.. ومن زكاة المسلمين الملونين يستمد تحركه!
ذلك ((مثال)) لمسلم داعية بحق لوجه ((الإِسلام))، وليس تابعاً لجماعة، أو للأسلوب الإِرهابي.
* * *
ـ وقال ((ديدات)) رحمه الله: ((كل ما أقدمه هو ناقوس يدقّ عالم الماديات المطلقة.. وأنا لا أملك أموالاً أواجه بها الحكومات والمنظمات))!
ـ إِقتراحه القديم: كان يتمنى لو تولى اتحاد الإِذاعات الإِسلامية - بعد أن ينطق - عمل شريط فيديو: كيف تتكلم العربية؟!.. يكون مُعلِّماً لكل من لديه جهاز تلفاز، فيتمّ توحيد اللغة من باكستان وأندونيسيا، ومسلمي أمريكا، وأفريقيا، والصين، وروسيا!
هذا الداعية.. كان يعيش في أقسى مجتمع متعصِّب، لا نظير له في العالم إِلا الكيان الصهيوني.. حيث نسبة المسلمين هناك لا تزيد على 2%، ورغم ذلك فإِنك تجده منتشراً في أرجاء العالم: داعية للإِسلام بلا كلل.. فكان هو (الداعية) بحق!!
واليوم.. نتطلع إِلى استنبات (دعاة) يدعون إِلى الوسطية والاعتدال، ولا يسرقون (الإِسلام) إِلى الفكر التكفيري، ولا إِلى رأيهم الآحادي.. وينشرون دين الله عزّ وجلّ بسماحته!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :886  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 542 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.