الإصلاح.. والحوار الوطني!! |
ـ في ((إِشراقته)) يوم 28 رمضان، لفت رئيس تحرير صحيفة ((عكاظ))/د. هاشم عبده هاشم انتباهي إِلى ((أبعاد)) من الحوار عن الدعوات التي ارتفعت عن: (الإِصلاح) الذي نريد.. وذلك في عبارته هذه: |
ـ ((إن المجتمع الذي يشغل نفسه بقضايا غير جوهرية، ويُوسِّع دائرة الحوار والجدل بشأنها.. هو مجتمع يحتاج إِلى إِعادة ترتيب أولوياته، في التفكير.. في التخطيط.. وفي الممارسة أيضاً))!! |
ـ بمعنى: أن هذه الدعوة الهامة التي ركَّز عليها الكاتب الكريم: ((ترتيب أولوياتنا))، نحسبها موجهة إِلى: المجتمع بكل فئاته وأناسه الذين يطالبون بـ ((الإِصلاح))، مثلما هي دعوة موجهة في نفس الخط إِلى: الدولة، وتخطيطها، وأجهزتها التنفيذية والخدمية، و... تطبيق أولويات الإِصلاح المطلوب!! |
ـ ولعلّنا نطرح - هنا - سؤالاً غير هامشي يقول: هل قيادة المرأة للسيارة، مطلب يأتي من الأولويات، حتى وإِن أصبح ضرورة عصرية وأمنية في تفاقم مشكلات العمالة الوافدة.. أم أن: تقدم المرأة للمشاركة في البناء التنموي، والاقتصادي، والثقافي، والاجتماعي: أهم من ذلك المطلب؟!! |
ـ وهناك سؤال ربما يبدو رديفاً للسؤال السابق: لماذا نحاول - بإصرار عنيف - أن نجعل من ديننا الحنيف/الإِسلام: ضد التطور، وضد تسهيل ممارسة الحياة، إِذا كان ما نتطور به لا يتعارض مع البنية الأساسية لقاعدة الإِسلام؟!! |
* * * |
ـ وفي زحام ما يُكتب الآن من مقالات، وتنظير، وردود فعل لظاهرة الإِرهاب بدوافع الغلو في الدين تحت ما يسمى: (الإِصلاح) أو المطالبة به.. نلاحظ في قراءاتنا الصحافية - المحلية والعربية - تلاحق، وتعدد، وتكاثر كلمة: (الإِصلاح).. حتى انتشر في خناقات و ((هوشات)) ما يسمى حواراً عبر بعض الفضائيات الناطقة باللغة العربية!! |
ـ فما هو تعريف: ((الإِصلاح))؟!! |
ـ وكيف يفهمون معنى: ((الإِصلاح)) من صاروا يتداولون الكلمة صبح/مساء؟!! |
ـ وهل تقف دعوة ((الإِصلاح)) على قاعدة: الحوار الوطني؟!! |
استوقفني سؤال هام طرحه رئيس تحرير صحيفة ((الرياض))، الأستاذ/تركي السديري، قال فيه: ((أي مستقبل لأمة تعيش هاجس الحذر من العلم والثقافة، لأن أقلية محدودة العدد توحي بذلك))؟! |
سؤال جوهري.. وفي المقابل: إِذا كان العلم والثقافة قد تحوَّلا في التفسير الديني الأكثر غلواً إِلى: خطر، وعلمانية، وتُهم تودي بصاحب الفكر إِلى المهالك.. فكيف نحقق: رحابة الحوار الذي يحمل لعقولنا: قناعات هامة بركائز الإِصلاح المطلوب في المجتمع؟! |
ـ وفي عنوان ساخر لمقال كتبه وزير الإعلام الأردني الأسبق/صالح القلاب، قال: ((اللَّهم أحم الإِصلاح من أصدقائه))، وربط الدعوة ببالونة الرئيس الأمريكي/بوش التي أطلقها داعياً المجتمعات غير الغربية إِلى الإِصلاح تحت شعار: ((الديمقراطية)) الذي يتحلل الآن وتفقد أمريكا إيجابياته ومعانيه بتعاملها الاستعماري الاحتلالي التهديدي بعيداً عن الديمقراطية، وكسراً للحوار.. لذلك اعتبر الكاتب الأردني: ((أن أقسى إِساءة توجه إِلى الإِصلاح في هذه المنطقة وإِلى تطلعات التحول نحو الديمقراطية، هي تصريحات الرئيس بوش التي دأب على إطلاقها))!! |
* * * |
ـ وإِذن.. فإِن ((الإِصلاح)) يبدأ عندنا من: ((البنية التعليمية)) التي وصفها د. محمد عبده يماني بأنها: ضعيفة للتصدي لمشكلاتنا، ولا ننتظر من الآخر/ الغربي إِصلاح مناهجنا! |
ونأمل: أن لا تكون المطالبة بـ (الإِصلاح) تأتي على حساب (الفكر) الذي ينتج الإصلاح بالحوار، ولا على حساب صراع التيارات، ولا على ما يمرُّ به الوطن العربي من خلخلة استعمارية لوحدته القومية والوطنية!! |
* * * |
|