شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الإصلاح.. والحوار الوطني!!
ـ في ((إِشراقته)) يوم 28 رمضان، لفت رئيس تحرير صحيفة ((عكاظ))/د. هاشم عبده هاشم انتباهي إِلى ((أبعاد)) من الحوار عن الدعوات التي ارتفعت عن: (الإِصلاح) الذي نريد.. وذلك في عبارته هذه:
ـ ((إن المجتمع الذي يشغل نفسه بقضايا غير جوهرية، ويُوسِّع دائرة الحوار والجدل بشأنها.. هو مجتمع يحتاج إِلى إِعادة ترتيب أولوياته، في التفكير.. في التخطيط.. وفي الممارسة أيضاً))!!
ـ بمعنى: أن هذه الدعوة الهامة التي ركَّز عليها الكاتب الكريم: ((ترتيب أولوياتنا))، نحسبها موجهة إِلى: المجتمع بكل فئاته وأناسه الذين يطالبون بـ ((الإِصلاح))، مثلما هي دعوة موجهة في نفس الخط إِلى: الدولة، وتخطيطها، وأجهزتها التنفيذية والخدمية، و... تطبيق أولويات الإِصلاح المطلوب!!
ـ ولعلّنا نطرح - هنا - سؤالاً غير هامشي يقول: هل قيادة المرأة للسيارة، مطلب يأتي من الأولويات، حتى وإِن أصبح ضرورة عصرية وأمنية في تفاقم مشكلات العمالة الوافدة.. أم أن: تقدم المرأة للمشاركة في البناء التنموي، والاقتصادي، والثقافي، والاجتماعي: أهم من ذلك المطلب؟!!
ـ وهناك سؤال ربما يبدو رديفاً للسؤال السابق: لماذا نحاول - بإصرار عنيف - أن نجعل من ديننا الحنيف/الإِسلام: ضد التطور، وضد تسهيل ممارسة الحياة، إِذا كان ما نتطور به لا يتعارض مع البنية الأساسية لقاعدة الإِسلام؟!!
* * *
ـ وفي زحام ما يُكتب الآن من مقالات، وتنظير، وردود فعل لظاهرة الإِرهاب بدوافع الغلو في الدين تحت ما يسمى: (الإِصلاح) أو المطالبة به.. نلاحظ في قراءاتنا الصحافية - المحلية والعربية - تلاحق، وتعدد، وتكاثر كلمة: (الإِصلاح).. حتى انتشر في خناقات و ((هوشات)) ما يسمى حواراً عبر بعض الفضائيات الناطقة باللغة العربية!!
ـ فما هو تعريف: ((الإِصلاح))؟!!
ـ وكيف يفهمون معنى: ((الإِصلاح)) من صاروا يتداولون الكلمة صبح/مساء؟!!
ـ وهل تقف دعوة ((الإِصلاح)) على قاعدة: الحوار الوطني؟!!
استوقفني سؤال هام طرحه رئيس تحرير صحيفة ((الرياض))، الأستاذ/تركي السديري، قال فيه: ((أي مستقبل لأمة تعيش هاجس الحذر من العلم والثقافة، لأن أقلية محدودة العدد توحي بذلك))؟!
سؤال جوهري.. وفي المقابل: إِذا كان العلم والثقافة قد تحوَّلا في التفسير الديني الأكثر غلواً إِلى: خطر، وعلمانية، وتُهم تودي بصاحب الفكر إِلى المهالك.. فكيف نحقق: رحابة الحوار الذي يحمل لعقولنا: قناعات هامة بركائز الإِصلاح المطلوب في المجتمع؟!
ـ وفي عنوان ساخر لمقال كتبه وزير الإعلام الأردني الأسبق/صالح القلاب، قال: ((اللَّهم أحم الإِصلاح من أصدقائه))، وربط الدعوة ببالونة الرئيس الأمريكي/بوش التي أطلقها داعياً المجتمعات غير الغربية إِلى الإِصلاح تحت شعار: ((الديمقراطية)) الذي يتحلل الآن وتفقد أمريكا إيجابياته ومعانيه بتعاملها الاستعماري الاحتلالي التهديدي بعيداً عن الديمقراطية، وكسراً للحوار.. لذلك اعتبر الكاتب الأردني: ((أن أقسى إِساءة توجه إِلى الإِصلاح في هذه المنطقة وإِلى تطلعات التحول نحو الديمقراطية، هي تصريحات الرئيس بوش التي دأب على إطلاقها))!!
* * *
ـ وإِذن.. فإِن ((الإِصلاح)) يبدأ عندنا من: ((البنية التعليمية)) التي وصفها د. محمد عبده يماني بأنها: ضعيفة للتصدي لمشكلاتنا، ولا ننتظر من الآخر/ الغربي إِصلاح مناهجنا!
ونأمل: أن لا تكون المطالبة بـ (الإِصلاح) تأتي على حساب (الفكر) الذي ينتج الإصلاح بالحوار، ولا على حساب صراع التيارات، ولا على ما يمرُّ به الوطن العربي من خلخلة استعمارية لوحدته القومية والوطنية!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :766  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 540 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج