شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بدأنا الحوار
ـ ينتصب سؤال هام دائماً فوق محور التقييم)) لركيزتي: بناء ونجاح القيادة في تجسيد الحلم على امتداد مساحات الأمل.. وهو:
ـ لماذا يحض ((المواطن)) هذا الشعور الغني والفياض بـ ((المواطنة)).. كلما تأكد التعاون، ووحدة العمل، واليد الواحدة.. بين المواطن، وبرامج خطط التنمية التي تضعها الدولة؟!
ونقترب من هاتين الركيزتين فوق محور التقييم، وفي أبعادهما ومضمونهما: تستطيع كل (فكرة) بنّاءة ومتطورة وانطلاقية أن تحقق الرخاء والازدهار حتى في الواقع الاجتماعي، و ((النفسي)) لكل مواطن، بعد الرخاء الاقتصادي بالطبع!
ويستطيع كل (مواطن) أن يتفهم دوره في البناء، وفي المساعدة على نجاح القيادة في تفعيل آمال البناء.. وذلك كلما تحسنت نسبة الوعي والإِدراك في مفاهيمه، وفي ترسيخ انتمائه بعمق الوطن.
من هنا.. تجدر بكل ((مواطن)) هذه الوقفة الإِستيعابية، الإِدراكية، الحضارية أمام هذه (الغرسات) التي يواصل ((الأمير/عبد الله بن عبد العزيز)) ولي العهد: بذرها في تربة الوطن، وفي عقل المواطن، استشراقاً واستهدافاً لوعيه وإِدراكه وتفهُّمه، وحثًّا له على إِنطاق تعاونه مع الدولة بتصحيح تفعيل إِسهاماته في البناء!
ـ المواطن: مسؤول عن ملاحظات التأخر أو الأخطاء/مشاركة مع الأجهزة: مثلما هو مسؤول عن شواهد التقدم والرخاء.. لأنه يُشكِّل تروس الأجهزة التنفيذية، هو الذي ينطلق بالعمل إِلى الإِنجاز، وهو الذي - بتقاعسه، وبلامبالاته: يتقهقر بالإنجاز إِلى الوراء.. فالدولة تعتمد على سواعد أبنائها من الذين تتلاطم بكثرتهم: الوزارات، والإِدارات، والمصالح الحكومية، والشركات، والمصانع.
وبهذه النظرة العميقة: فصَّل ((ولي العهد)) في خطاب أبوي موجّه منه إِلى الأمير/ محمد بن فهد بن عبد العزيز - أمير المنطقة الشرقية: أن ((الوطن)) له فؤاد من نقاء العقيدة، وأن إِنسان هذا الوطن هو شريان عطائه، وأن خفقات هذا الوطن/ كما نحلم ونتطلع ونعمل: في إِنجازاته المدوية!
ولم يكن (عبد الله بن عبد العزيز): شاعراً وهو يترنم بهذه الكلمات التي استقبلها المواطن كنشيد وطني: يُغنِّي، وتدفعه إِلى الرقصات الشعبية.. بل كان ((الأمير عبد الله)): مسؤولاً أبوياً، أو أباً مسؤولاً، لا بأس من أن يهدهد أبناءه بكلمات الحلم وإيقاعات الأمل، وبجمال هذه الكلمات الشاعرية المتفوقة على كل إِحباط.. ولكنه في هذه الهدهدة يؤكد في أبعاد كلمته قائلاً:
ـ ((ولست من الحالمين دون أمل.. وهمم أبنائي وبناتي هي: الأمل))!
ـ فيا أيها الأمير/المسؤول/ الإنسان/ ولي الأمر ((عبد الله بن عبد العزيز)): لقد دعوتنا إِلى (العمل الجاد)، ولم تمارس معنا قسوة إِسقاط الأمل، بل أكدت على الوعي والنضج والحوار حين أشرت بقيمة الحياة إِلى استشرافك هذا، فقلت:
ـ ((أستشرف الآفاق دون إخلال بواقعية، أو تجاهل للحقائق))!
ـ و... يا سيدي الأمير/المسؤول: نحتاج - نعم - إِلى مزيد من التربية الوطنية.. تكْفَا أيها الأب/يا ولي العهد.
نحتاج إِلى ((تربية وطنية)) تختلف تماماً عن هذه التي قدموها للمدارس بطريقة (التشليل)، على طريقة: ليس في الإمكان أبدع مما اخترناه من الكتب!!
ونحتاج إِلى ((تربية وطنية)): تهز مشاعر الطفل والفتى والفتاة من النخاع حتى نشوة الرأس.. تُعمّق الوطن بين الضلوع، وليس مجرد كلمات معادة، مكرورة.. (متوقعة)!!
ـ ويا أيها الأمير (المسؤول) الإنسان ((الأمير عبد الله بن عبد العزيز)):
ـ في زياراتك للمناطق، ودخولك المدن على امتداد وطنك الشاسع الكبير.. كانت كلماتك: (جديدة)، أو أنها حفلت بالنبض، وبالوهج.. وفاضت بالدعوة إِلى الحياة الكريمة التي يحرص ولاة الأمر أن يوفروها (للمواطن)، حتى وإِن تعرض (الوطن) لأزمات مالية مرتبطة بما يشهده العالم من خلل في سياسة العدل الدولية، وبما يتعرض له اقتصاد الدول الفتية أو الطموح من هزات بفعل القوى العظمى الطامعة في تذييلها لقوتها!
* * *
ـ رجل.. يقتلع الخوف:
ـ وفي القراءات المتعمقة لخطابات الأمير/عبد الله بن عبد العزيز المتتالية: نستنبط من معانيها، ومراميها، وأبعادها.. دعوة الأمير لكل مواطن إِلى: اقتلاع الخوف واللحاق بالعزيمة والإِرادة.. وإِلى نبذ اليأس وصناعة الأمل الذي ينعش الحلم من إِغفاءته.. وإِلى: الحض على العمل والإنجاز، فلن تحيا أمة تعتمد على الآخرين، أو كما قال ((جبران خليل جبران)): ويل لأمة تأكل مما لا تزرع، وتلبس مما لا تنسج، وتشرب مما لا تعصر!!
وقبل عدة سنوات.. توجه أحد الصحافيين العرب بسؤال إِلى ((الأمير عبد الله بن عبد العزيز)) فقال لسموه:
ـ ما الذي يمكنكم أن تتوقعوه لمستقبل البلد بعد سنوات؟!
ـ فأجاب سموه قائلاً: إِن هدفنا المباشر والوحيد ينصب على: أن يحس كل مواطن في هذا البلد بارتباطه العميق بأرضه، وقيمه، وتراثه.. وأن نوفر له أحدث وسائل الحضارة لينعم بالرخاء، وذلك يتم تحقيقه بالمحافظة على مبادئنا وعقيدتنا، وبالتعاون الذي تراه بين الحاكم والمواطن.
ـ وفي خطابه الأبوي لأمير المنطقة الشرقية.. قال الأمير عبد الله:
((إِن ردود الأفعال: انعكاس لمنبعها، وكم كان الفعل جميلاً خلاباً في موضوعه قبل شكله، تمثلتم فيه بدماثة الخلق وأصالة القيم، كما تمثل آباؤكم وأجدادكم مواقف النبلاء في سبيل وحدة إِنساننا وترابنا، وقبل ذلك عقيدتنا..)).
والتذكير بمواقف (النبلاء).. إِنما هو: حثٌّ متعاظم ورائع على التمسك بهذه السلوكيات التي أنشأت أوطاناً، وبذرت قِيَماً وسلوكيات عظيمة نحن أحوج ما نكون إِلى استلهامها في سلوكياتنا العصرية الحديثة، وفي تعاملاتنا فيما بين بعضنا البعض.. حتى ننجح في المحافظة على هذه الوحدة التاريخية المبهرة والقدوة في منطقتنا العربية!!
* * *
ـ تفعيل دور وعطاء المرأة:
ـ يا صاحب السمو الملكي/الأمير عبد الله بن عبد العزيز:
ـ لقد سقيتَ الأزهار بتصريحاتك/الإِرتواء لهن.. فانْبعثن، وتفتَّحْن: تفاؤلاً بيقظة الحلم.. وكنا عندما نريد أن نفتتح حواراً عن قضايا المرأة وهمومها، نعتبر أننا سنقتحم منطقة أسلاك شائكة، أو أسواراً مكهربة.. فالكلام عن قضايا المرأة (عند البعض!) له حساسية شديدة تتحول إِلى ما يشبه الارتكاريا والهرش!!
أنت - يا سيّدي - قرعت الجرس لئلا تطول المسافة على درب التطور والحياة بين المرأة في وطننا، والمرأة - على الأقل - في الأقطار العربية.. تحدثت بواقعية ولم تتجاهل الحقائق.. وهذه إِحدى دلائل شموخك في تمسكك بالحق والحقيقة، وفي (رؤيتك) الواعية لأبعاد التطور في العالم.. حتى لا نبقى: ((مكانك سر)) نمارس العجز بخوف شديد من التجربة، وبخوف أشد من امتلاك الثقة في نفوسنا، وفي (المرأة) التي علّمناها، وخصَّصناها في مختلف العلوم والثقافات، ثم... رمينا بها: مجرد (متاع) مهمل!!
إِن الملايين التي أنفقتها الدولة على تعليم المرأة.. لا بد أن يستثمرها الوطن: عقولاً متفتحة، ومدارك واعية منتجة عاملة: تصنع مستقبل هذا الوطن/كنصف آخر، من الحماقة أن نعطله، ونلغيه تماماً، و... نخاف منه في إِدّعائنا غير الصحيح بالخوف عليه!
ـ نعم.. حقاً: لماذا لا تعمل المرأة، وتشارك مع الرجل في وظائف تحتاج جهودها، بل وتحتاج (شخصيتها) وتخصصاتها.. في الشركات، وفي أجهزة الخدمات.. وقد نجحت (التجربة) في عمل المرأة بالبنوك، وبالمستشفيات (إِدارياً)، وحتى في التجارة؟! وهناك من (يتهم) مجتمعنا - من كُتَّاب الخارج - بأنه: ((مجتمع بطيء الحركة))!!!
وهذا الاتهام فيه إِشارة مباشرة إِلى: سلحفائية تقدُّم مجتمعنا إِلى التطور.. أم أن هذا المجتمع ما زال يستغرق في (الجدل) عن البيضة والدجاجة حتى الآن، و (الآخرون) سبقونا إِلى القرن الواحد والعشرين؟!!
وما زال بيننا مَنْ هم (مستمرون) في طرح التشكيك أبداً في داخل عباءة الخوف، وذلك بتضخيمهم المخيف لضعف قدرة المرأة على حماية نفسها، وبالتالي: ضرورة الحجر عليها في البيت، لتتولى دور الأم وتربية الأطفال.. بينما (هي) في وضعها هذا الذي نقسرها عليه: لم تعد تجلس في البيت، ولم تعد تهتم بالأطفال، وأصبح الخلل شديداً في (دورها) كأم، وذلك لانشغالها باهتمامات خاصة بها، أو على الأقل.. لمحاولات تمردها - غير المنظَّم - على واقعها الذي صارت ترفضه.. فضاع الأطفال، وتغرَّبت الأمومة، وصار (الرجل) في مجتمعنا يعاني من: الانفصام في الشخصية!!
ـ وهناك (المرأة) التي تصرف من مدخول عملها على بيتها وأسرتها، حتى لو كان الدخل متواضعاً جداً (2000) ريال أو أقل.. وهناك المرأة التي حصلت على أعلى الشهادات وعلَّقتها في المطبخ: لماذا لا نستفيد من طاقاتها العلمية والإبداعية؟!
ـ وهناك من قال: لماذا لا تمارس العمل في بيتها؟!
ـ كيف.. أم أن الهدف - فقط - هو: الإبقاء عليها بين الحيطان، وهي - في الواقع - لم تعد بين الحيطان، بل هو الرجل الذي صار يبني الجدران حوله؟!
* * *
ـ دور المرأة في القيادة الإدارية:
ـ قال معالي نائب رئيس مجلس الشورى/د. عبد الله نصيف السابق، في حوار صحافي معه:
ـ يمكن للمرأة أن تكون عضواً في مجلس الشورى.
نعم - يا سيدي - علينا أن نسارع في دراسة هذه الخطوة التي لم تبق دولة في العالم لم تتخذها.. بل من الأهمية أن تشترك المرأة (عضواً) في مجلس الشورى لسماع صوتها، وآرائها، ورؤيتها.. كنصف آخر من المجتمع تقوم ((التربية)) - سلوكياً ووطنياً - على جهودها في البدء.. فلا أقل من أن تسهم المرأة المثقفة، والمربية، والمتخصصة في هذه ((التربية الوطنية))!
وحين دعوت أن تتولى المرأة: إِدارة رئاسة تعليم البنات.. فليس في دعوتي (إِثارة) صحافية - كما كتب البعض - بل هي فكرة مطلوبة، وضرورية (وواقعية) لتتولى المرأة: القيادة الإِدارية في الرئاسة العامة لتعليم البنات.. فهي (الألصق) بالفتيات، كامرأة، وأم، ومعلمة.. وهذا المجتمع (الرجالي) الذي يتولى القيادة الإِدارية: يضطر إِلى وسيط، وإِلى جسر.. لا غنى عن المرأة فيه.. وكيف يمكن لقيادة (رجالية) أن تعقد ندوات مع الأمهات، وتناقش المشكلات الأخطر التي بدأت تظهر في البيت وفي المدرسة معاً؟!
لا بد أن تستعين هذه القيادة (الرجالية) بالمرأة.. فلماذا - إذن - لا تقوم المرأة ذاتها بهذه القيادة (مباشرة) وهي الأكثر إِلماماً بمطالب المرأة، وحتى بنفسيتها.. أم أننا نتعامل بطريقة: ((إِذنك من وين يا جحا))؟!
لقد بقينا سنوات طوال: نتشبث (بمنع!) أشياء كثيرة هي من أسس التقدم التنموي لمجتمعنا.. فكيف نضع رؤوسنا في الرمال، والقوافل من حولنا تنطلق؟!!
لذلك.. نتساءل: لماذا لا تتولى إِدارة تعليم البنات: سيدات مثقفات، وتربويات متخصصات.. وهنَّ أعلم بمشكلات البنات، وأقرب للتفاهم معهن؟!!
ـ وهناك نقطة أخرى هامة أشار إِليها الأمير ((مقرن بن عبد العزيز))/أمير منطقة حائل (أمير منطقة المدينة المنورة حالياً) في افتتاحه ليوم المهنة، حين قال:
ـ ((إذا أخذنا بعين الاعتبار: أن نصف المجتمع معطل، وأن لدينا عمالة وافدة بلغت أكثر من (5) ملايين وافد.. فإِنه من الضروري أن تواكب المناهج احتياج سوق العمل، وأن نبذل المزيد من الجد والاجتهاد، والعمل من أجل وقف نزيف الاقتصاد الوطني الذي يتسرب إِلى الخارج))!
فما هو العائد الاقتصادي الذي نجنيه لو قمنا بفتح أبواب العمل للمرأة للحد من هذه العمالة؟!
ـ وفي تصريح للأمين العام لمجلس القوى العاملة في المملكة/حسين الحازمي، نشرته صحيفة ((الحياة)): قدّر حجم الأموال التي يحولها العمال الوافدون إِلى المملكة بنحو (60) بليون ريال/16 بليون دولار سنوياً!!!
* * *
ـ وبعد..
فإِن هذه السطور، والكلمات.. هي: مبتدأ الحوار، الذي (نأمل) أن نتعامل معه بحضارية شديدة، بعيداً عن الانفعال والنرفزة والشتائم التي تعودنا عليها من بعض أصحاب شعار: (لأ) لكل شيء.
دعونا نستضيء بهذه الإشارة الخضراء التي أضاءها ولي العهد/الأمير عبد الله بن عبد العزيز، بمحبة راسخة للوطن، وبحرص أشد على الإنسان ومصالحه، وبإنصاف وعدل لكل فئات وشرائح المجتمع، ومَنْ يستحق أن يتبوأ مكانته، وقدره، ويحقق قدراته.. فهذه هي (قيمة) الإنسان الحقيقية في الوطن!
هانحن - إِذن - بدأنا الحوار.. ونتطلع إِلى: الأمل/ الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ليحمي هذا الحوار من الذين (يتمتعون) بالصمت، وبالخرس، ويتلذذون بكلمة: (لأ)!!!
* * *
من أقوال ولي العهد/الأمير ((عبد الله بن عبد العزيز)):
ـ إِنه لشرف عظيم أن أكون مواطناً قبل أن أكون مسؤولاً.. وشرف كهذا كلنا شركاء فيه ونفخر به، مهما تباعدت بقاعنا الجغرافية، أو تعددت جذورنا، أو اختلفت مذاهبنا طالما أن كلمة التوحيد هي شريعتنا ومنهجنا!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :734  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 530 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.