شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ وكتب الأستاذ ((عمر أبو زيد)) مدير مكتب مؤسسة (اليمامة) الصحافية بالمنطقة الغربية:
ـ محمد حسين زيدان: إسم بارز في سماء الفكر والأدب والقلم في المملكة العربية السعودية... فقد حلق في سماء الأدب كاتباً، ومؤرخاً، وصحفياً، ومؤلفاً، وخطيباً بارعاً، حافظاً للتاريخ يرويه بطريقة عجيبة تتغلغل إلى عقل وقلب القارئ والسامع، وكأنه جرعة يتلقاها بلذة ما بعدها لذة.
بالطبع فإنها لذة روحية وعقلية، كذلك هي رحلة الزيدان الطويلة الجميلة الممتعة.. مَنْ منَّا لم يعايشها؟ ومنْ منَّا لم يتتلمذ في جامعة الزيدان؟... جميعنا كنا عشاق الحرف والمعرفة والثقافة والتاريخ.. تتلمذنا وتخرجنا على يد الزيدان ومعينه الذي لا ينضب.
وقد كان الزيدان يواصل شموخه، بالرغم من معاناته من المرض والشيخوخة.. فقد ظلَّ يناضل فكراً وتاريخاً، ويتفنن بشكل عجيب في مفردات اللغة العربية.. تظن وأنت تستمع إليه وتقرأ له أنك أمام قطعة موسيقية متكاملة مستمتعاً بها ذهنياً.. تدخل البهجة على النفس، وتربط الذهن بأدغال التاريخ العربي والإسلامي والإنساني.
هكذا كان الزيدان عملاقاً منذ بدايته وحتى وفاته، وبموت هذا الرجل فقد فقدت المملكة العربية السعودية رجلاً من خيرة أبنائها الذين أعطوا الشيء الكثير لهذا البلد، وخدموا الثقافة في شتى علومها: أديباً، ومفكراً، وصحفياً، ومؤرخاً، وكان دوره بارزاً.. كما فقدت الساحة الأدبية والتاريخية في اللملكة العربية السعودية بموت الزيدان أحد رجالاتها الأوفياء، من الصعوبة بمكان أن نجد شخصاً يملأ الفراغ الذي تركه الزيدان.
مع عيد الفطر المبارك اتصلت به هاتفياً، وكان معافى من المرض الشديد، ورد عليَّ بصوته الجهوري: ((أهلا يا عمر.. إيش أخبار الرياض الجريدة؟.. بلغ تحياتي لهم جميعاً... وأنا يا عمر أوقفت نشاطي حالياً لجريدة الرياض من خلال الزاوية الظريفة الجميلة (غرابيل)، فلم تعد صحتي تسمح بأكثر من ذلك، وعسى الأيام تسعفنا بتقديم أكثر من ذلك...)).
وتمنيت له صحة وعافية، وهنأته بالعيد السعيد، وقلت له: إن ما قدمته كافٍ، ليس لهذا الجيل فقط، ولكن للأجيال القادمة في هذا البلد الطيب.
عندما استضافته الرياض كاتباً كبيراً لامعاً مخضرماً، بدعوة من سعادة رئيس التحرير الأستاذ تركي عبد الله السديري، ليقدم عطاء التاريخ، وحكمته وثقافته، وعظاته، وأمجاده، عبر زاوية (غرابيل)، وعبر زاوية سبعة أيام، برع كصاحب فكر، وصاحب اطلاع، وصاحب تجارب وصاحب أسلوب مميز ندر من يجاريه فيه أو ينافسه عليه، فغربل في التاريخ، وصفحاته، ورسم أبعاداً من الحكمة والثقافة والتجارب والآمال في أيام الرياض.
رحم الله الجامعة المتحركة التي توقفت عن العطاء والبذل، رحم الله محمد حسين زيدان، الأديب، المؤرخ الكاتب، المثقف، أستاذ الكتاتيب، وأستاذ الجيلين، وأستاذ الكلمة المجنحة، الطائرة الخاطفة المليئة بعبق التاريخ وتراثه، وأمجاده.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :549  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 450 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.