شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ وكتب الدكتور ((عبد العزيز شرف)) في صفحة الأدب والثقافة بصحيفة الأهرام/ العدد الصادر بتاريخ 15/5/92م، يقول:
ـ نودع هذه الأيام رمزاً من رموز ((الوفاء العقلي)) في أمتنا العربية، هو الأديب والكاتب السعودي محمد حسين زيدان، الذي رحل عن عالمنا في الأسبوع المنصرم.
فوفاؤه لأمته العربية، ولمملكته، ولمصر، تسجله سطوره المدوّنة في الصحف والكتب، على النحو الذي يجعل من الوفاء شارة على علم كبير من أعلام أمتنا العربية، بدأ حياته مدرساً للتاريخ والمواد الدينية في المدينة المنورة عام 1346هـ، ثم مدرساً للعقيدة السلفية في دار الأيتام، فمديراً مساعداً لها، إلى أن عمل سكرتيراً للمجلس المالي بوزارة المالية، ورئيساً لمحاسبة اللوازم، ومديراً عاماً لشؤون الرياضة، ومفتشاً عاماً للحج، ومنذ عام 1374هـ تفرغ للأدب والكتابة، فعُيِّن مديراً لتحرير ((البلاد))، ثم رئيساً لتحريرها، وانتقل للعمل رئيساً لتحرير جريدة ((الندوة))، ثم تفرغ بعدها للكتابة في الصحف مُعْرباً عن وفائه العقلي لقضايا أمته ألعربية.
وقد شارك في تاسيس الرابطة الإسلامية كمساعد للأمين العام، وعُيِّن عضواً بمجلس دارة الملك عبد العزيز لمكانته الأدبية والتاريخية، ورئيساً لتحرير ((الدارة)) المجلة الدورية المتخصصة ذات الطابع الأكاديمي، والتي ظل يشرف على تحريرها حتى اللحظات الأخيرة من حياته، وأذكر أنني حينما طلبت منه تقديماً لكتاب ((عبد العزيز آل سعود وعبقرية الشخصية الإسلامية سجل ((أحب العرب غرب السويس إسلاماً، ولغة، وأنسالاً)) على حد تعبيره، ((فالعرب غرب السويس من شاطيء القنال، وأرض البرزخ وطأة عمرو بن عاص - من ساحل بحر الظلمات ((الرباط)) وطأة القدم - قدم عقبة بن نافع - كل هؤلاء الناس العرب المسلمين بهذا التحديد الذي حددتْ - يحبون أرضنا وإنسانها)).
ويؤكد هذا المعنى الكبير في كتبه وثمرات قلمه، فيكتب تحت عنوان: ((إن هذه أمتكم أمة واحدة))، يستشرف آفاق المستقبل لتعود أمتنا سيرتها الفعَّالة، ذلك أن ((حقائق التاريخ ترفض الانفرادية، وتثبت بها وحدة الأمة))، وإذا يشارك في ندوة عقدتها جامعة عين شمس يقول: ((إن إنفرادية التاريخ تنفيها حقائق التاريخ بل وترفضها، فالذين نحتوا الجبل في حجر ثمود، إتخذوا منه بيوتاً، ما أحسنها، وما أشد عراقتها في القدم! والذين نحتوا الجبل في البتراء/سلع، في أرضنا العربية البلقاء هم آباء، إخوان الذين بنوا الجبل إهرامات في مصر، فالحضارة واحدة، لا يسقطها الترديد المنحرف يختص بها شعباً من شعوب هذه الأمة دون الشعوب الأخرى)).
إن العروبة في الرؤيا الإبداعية عند زيدان: لسان قرآن، وأرض جنان، كالتزام وإلزام بحتمية تاريخ هذه الأمة.. فلئن كانت أمة العرب قد صنعت التاريخ المشرِّف، والأمجاد العظيمة، فإنها من صناعة التاريخ.. تاريخ الإسلام، هذا الدين الحنيف.
وفي استقرائه التاريخي، يتجه العقل المفكر نحو اللغة الشاعرة، فيقول زيدان: وبقيت إمبراطورية اللغة العربية منتشرة في كل أقطار الأرض، فما دام القرآن يُتلى في المساجد، والمحاريب، والمدارس، والجامعات، وعلى لسان كل المصلين، فإن هذه اللغة باقية بحفظها الذكر كأنما هي قد دخلت في حفظ الله حافظ الذكر.
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :548  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 443 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج