شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ وكتب الأستاذ ((عبد الله عمر خياط)):
من خلال سهرة تجمع فيها رؤساء تحرير الصحف المرافقين للوفد الرسمي إلى مؤتمر القمة الذي عقد بالمغرب الشقيق في أعقاب نكسة 67م.. دار الحوار حول من يمكن أن يكون من كتّابنا بين العشرة الأوائل.. وبالإجماع كان الأستاذ الكبير محمد حسين زيدان - يرحمه الله - أحد الخمسة الأوائل.
وفي اجتماع آخر بفندق اليمامة بالرياض.. ضم إلى جانب ذلك النفر من رؤساء التحرير، وهم كلاً من: الأستاذ عبد المجيد شبكشي - يرحمه لله - البلاد، عمران عمر العمران الرياض، عبد الله بن إدريس - الدعوة، حامد مطاوع - الندوة، عثمان حافظ - المدينة، ((وفي المغرب كان الأستاذ محمد علاقي رئيس تحرير المدينة)).. عبد الله عمر خياط - عكاظ -..
إلى جانب هؤلاء.. كان مشتركاً في الحوار كل من: معالي الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع، والأستاذ عبد الغني أشي، والأستاذ عبد الله أبو السمح، والدكتور يوسف نعمة الله.. وثانية تكرر الحوار لتسمية العشرة الأول من كتّابنا.. ورغم الاختلاف على بعض الأسماء، إلاَّ أن اختيار الأستاذ محمد حسين زيدان كان من بين الخمسة الأول لم يكن محل جدل على الإطلاق.
وفي مكتب رئاسة تحرير عكاظ.. جلس الأستاذ محمد حسين زيدان - رحمة الله عليه - ذات يوم يحدثني وأخي الأستاذ عبد الله جفري - وكان يومها يشغل منصب سكرتير تحرير عكاظ - عن رحلة الكلمة.. وما يلقاه الكاتب من العنت والمعاناة.
وبعد حوار طويل.. ونقاش متشعب تسيَّده الأستاذ الزيدان - يرحمه الله - بالكلمة المجنحة، والبيان المرهف، فقلت: إن الله جلَّ وعلا يقول في سورة التوبة:وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (التوبة: 120).. فإذا بالدمع يُذرف من عين الأستاذ يرحمه الله وهو يقول: ((إن في القرآن شفاء.. ليس فقط من المرض.. وإنما حتى من الهوى والغرض))!!
* * *
ـ ثم فرك كفيه ببعضهما، وهو يتهيَّا لمغادرة المكتب وقال: إقرأوا القرآن.. تُجيدوا البيان، واعملوا به على الدوام تنالوا حسن الختام.. والسلام.
وبعدما تلقيت نبأ وفاة أستاذنا الكبير محمد حسين زيدان من أخي عبد الله الجفري هاتفياً وأنا بالخارج.. توقعت من محطة تلفزيون (MBC)، وهي التي صنعناها لتكون صوتنا في الخارج وأداة تتولى تصوير ما حققناه من تقدم بالبناء والفكر.. أن تقدم برنامجاً عن هذا العلم الذي ملأ حياتنا فكراً، وعلماً.. وله في كل مناسبة صولة، وجولة بالبيان المعبر.. ولكن أملي خاب!!
وعندما عدت مع مطلع هذا الأسبوع سألت إن كانت الإذاعة، أو التلفاز قد قدما شيئاً عن الأستاذ الزيدان وحياته الحافلة بالعطاء.. فلم أسمع إلاَّ الحسرة.
وتناولت الصحف والمجلات.. فوجدتها ملأى بالرثاء - في صحافتنا - غير أن عكاظ قد بزت الجميع بتصدير خبر انتقال الأستاذ الزيدان إلى رحمة الله في مطلع صفحتها الداخلية وفي ذا وذاك ما يؤكد صدق مشاعر أخي الدكتور هاشم عبده هاشم وإحساسه الصحفي النابض الذي يعطي عكاظ تفرداً دائماً ويجعلنا نفخر بأننا ننتسب لهذا الجريدة المتفوقة.
وعدت إلى الصحف والمجلات أقرأ رثاء المسؤولين، والصحفيين والأدباء والكتّاب لأستاذنا الكبير محمد حسين زيدان - يرحمه الله -، فوجدتهم بالإجماع يؤكدون إعترافهم جميعاً بالمكانة السامية التي كان يحتلها الزيدان - عليه رحمة الله - وعطاءه الثر الذي أثرى به صحفنا، ومكاتبنا، ومنتدياتنا.. بالبارع من الكلم، والطيب من القول.. حتى قيل فيه كما قرأت: (أن الزيدان أمة)، وهذا حق.. فلقد حفل تاريخ الزيدان بالعطاء في دنيا الحرف بما لا مثيل له من جميع أنداده ومعاصريه من الأدباء، والكتّاب.
ولكن... ما أقسى كلمة: ولكن!
هل هذا كل ما يمكن أن يناله الزيدان من الحياة وقد وهبها عمره مجاهداً في دنيا الحرف؟!
أو أن الأمر سيقتصر على تسمية شارع باسمه؟ - وبالمناسبة - فإن اسم الزيدان موضوع على شارع لم يتعرف عليه في حياته، ولم نصل إليه أو نمر منه لأنا لا ندري أين هو؟!
ليتنا نعترف بالتقصير في تكريم الأستاذ الزيدان يرحمه الله في حياته، ونسارع إلى تجسيد الاعتراف بمكانته بما يليق من الأعمال التي توفيه حقه وتحفظ ذكراه للأجيال القادمة.
رحم الله الأستاذ الزيدان، فقد كان علماً، ولا بد لتكريمه من عمل يكون معلماً لكفاحه.
* * *
ـ وقال عن ((عبد الله عمر خياط)):
ـ هو رئيس تحرير كحسن قزاز أعرف قدرهما، فالخياط يفرح بالمقال من أجل الجريدة ينشره وكأنه كاتبه..
هو والقزاز لم أرض بعاطفة وعقل غيرهما كرئيسي تحرير.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :687  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 436 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.