من أقواله |
ـ من أقوال الأستاذ ((محمد حسين زيدان)) التي رصدها في حوار معه الأديب القاص ((محمد علي قدس)).. هذه الكلمات: |
ـ تمنَّيت أن أعرف كل أديب في وطني، وهو ليس الحوش الذي ولدت فيه، أو المدينة التي ولدتني، أو المملكة التي حفظتني.. بل وطني كل هذا العالم العربي! |
وتمنَّيت أن أجري وراء الكثير.. لأعرف الكثير، وأتعلم من الكثير.. وقد عرفت الكثير والحمد لله. |
* * * |
ـ الأديب وفق ما عرفناه من القدامى، هو: الذي ياخذ من كل شيء بطرف. |
والمثقف أخذ هذا التعريف، بل أخذ الأكثر: هو الذي يعرف كل شيء، عن أيِّ شيء.. فهو كيف للعلم، فالعلم كم، والثقافة والتثقيف كيف! |
* * * |
ـ الذين جنَّدوا المثقف ليؤدي ما عليه، ليكون مسموعاً ومقروءاً.. لا بد أن تتوفر له الإمكانيات: حرية التعبير، ولا نعني الإباحة بكل شيء، وإنما بعض الراحة في القول!! |
* * * |
لا بد أن يُعطى للمثقف قيمة في مجتمعه... وهي قيمة الزهادة في كل ما يغري به، ليكون حراً في تفكيره.. لا يُقيَّد بعطاء، ولا يُقيَّد بتبعية. |
فإذا أردنا أن يكون عليه واجباً، فيجب أن نعطيه ما يستحق من التكريم: أن نقرأ له.. أن نفهمه.. أن نعطيه شيئاً من الحرية.. شيئاً من الإعزاز والتكريم، فهو له حق وعليه واجب. |
* * * |
ـ هل اتُّهم العرب كما اتَّهم موشي ديان بأن العرب لا يقرأون؟!! |
معنى لا يقرأون: ليسوا مثقفين!! |
هذه النهاية المُرَّة يجب أن نعرف أن الثقافة لها قدر ولها رُجحان، وهي الأخذ من العلم، والاستيعاب من التجارب. |
* * * |
ـ أنا عربي.. سواء كنت من ذوي الأعراق، أو من ذوي الاستعراق! |
ـ أحارب الحيف، وأُكرم الضيف. |
ـ يطعني السيف، أتمرد على العدالة ويأخذني الظلم إلى الاعتدال. |
ـ أصبر على الجوع، وأتستَّر على الشبع. |
ـ بالشظف أسُود، بالترف أُستعبد.. |
ـ لا يستعبدني أحد.. وأنا بالترف تستعبدني الشهوات. |
وهذا حالي أصف به نفسي، كأيِّ نفس عربية تعيش اليوم!! |
* * * |
ـ الارتجال كان طبيعة الشاعر العربي حين كان أُميًّا يسمعه الرواية.. فالارتجال عطاء، والرواية سجله. |
ـ أنكر طه حسين الارتجال في أول أمره، ليُثبت الانتحال. |
مُعلَّقة الحارث بن حلزه البكري استكبرها طه حسين.. استصعب أن تكون ارتجالاً، مع أنه يرحمه الله من أول المرتجلين في عصره، فهو أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب، فهو لا يقرأ وإنما يستقرئ، وهو لا يكتب وإنما يرتجل فيملي.. وقد كنت كذلك!! |
* * * |
ـ تاريخنا يقرر: أن أدبنا أدب أمة.. أدب شعوب تتلاقح وتتصل مع بعضها، فليس في الأدب العربي أدب إقليمي، بدليل أن الشعر العربي نشأ في نجد، فإذا مصر والأندلس والشام والمغرب تلتهم كل الشعر وتعتبره شعرها، ثم انتقل إلى الحجاز. |
* * * |
ـ أنا مع العقاد في قوله: الشعر جَرْس، وميزان، ولفظ مشرق، ليس كلمات ترمي بالمسطرة. |
لقد انتشر الشعر الحديث بانتشار مدرسة صلاح عبد الصبور الذي كتب الشعر التقليدي. |
وصلاح وكل أصحاب الشعر الحر، عجزوا عن النظم والوزن الشعري، وعن الشعر العمودي.. فأحترفوا الأسلوب، لا يُمنح سواهم. |
مصطفى حمام رحمه الله: كان آخر ظرفاء مصر بعد عبد العزيز البشري.. وكان ضدَّ الشعر الحرِّ! |
رأيت إعلاناً في البلدية عن الهدم فسويته شعراً: عشت تنك.. تنك عشت.. مثل الشعر المنثور.. قلته لحمام فمات من الضحك! |
* * * |
ـ هزَّتني تلك البنت الأسدية الغامدية من السراة. |
أعجبني كلامها عن عزيز ضياء في تكريمه. |
وأنا كنت رجعياً، وأكره تعليم البنات.. ولكني علَّمت بناتي ولله الحمد. |
وهذه الغامدية جعلتني أكون معها ليرتفع تعليم البنات مثلها.. إرتفعت هي في هذا التحدي وهذا التعدي لمناقشة عزيز.. كأنها عشقت بيانه. |
مثقفة معززة، بناتنا يتقدَّمن ويسِرن الهوينى بما تحكمه التقاليد، وأنا بها فخور. |
ـ أبو الضياء عزيز: صوت العزيز الذي يحكمني أن أركب بعيري لأمتار من فيضه.. فليس هو يوسف عليه السلام، ولا أنا أحد إخوة يوسف، هم أمتار ما يكال، وأنا أمتاروا نظيم الكيل.. |
ـ حمزة شحاته: أستاذ كبير، أجمل ما فيه ليس شعره، أجمل ما فيه نثره. أجمل ما فيه تلك النرجسية.. أحمد ما فيه أنه محدث لبق، فإذا ما جلس الأستاذ عزيز وجلست وجلس غيرنا ومحمد عمر توفيق أو حمزة شحاته يتكلم: كنَّا نطرب لحديثهما، كان نديداً يعاملنا بالندادة، ونعامله بالندادة أيضاً. |
* * * |
ـ في شخصية أحمد السباعي إزدواجية.. فيها التزاوج، فلا انفصام بين شخصيته.. شخصية (إبن الحارة)، وشخصية (الأديب). |
مارس الصحافة، وألَّف، وكتب.. لذلك فهو نابغة، لم يكن نبوغ العبقرية، فلذلك لم يرضه لنفسه.. وإنما هو نابغة في أدبه وفكره.. ولم يكن فلاحيًّا، ولا صولتيًّا، وإنما درس دراسة ذاتية. |
* * * |
ـ عبد الوهاب آشي: تزاوج السلوك والخلق، فما شذَّ سلوكه عن خلقه. |
وعلى طول معاشرتي له لم أسمعه يعيب أحداً.. إما يثني وإما يسكت. |
ما ذكر اسم شاعر أو ناثر عنده إلاَّ استطاب ذكره. |
ما عرفت قيمة حسين سرحان وشحاته إلاَّ منه، كان صديقاً وفيًّا لأصدقائه. |
* * * |
ـ شكيب أرسلان: أبو غالب بن ماء السماء الأمير شكيب.. جمع المتناقضات ولكنها تناسقت. |
هو أمير البيان.. فلو وضعناه أمام المرآة تتقصى مسيرته.. تتضح بها سيرته، لوجدناه العربي نسباً، الإسلامي جماعة، الدرزي سنيًّا، الإسلامي قومياً. |
هكذا عرفته على أكثر صوره.. حين قدم إلى المدينة.. أعلنت له إعجابي، وحفظت له صنيعه مع العربية والعرب. |
* * * |
ـ محمد حسين هيكل: عندما زارنا في المدينة المنورة، كرَّمته بكلمة قلت فيها: نحن نحترمك ونعجب بك، ولكنا ما كنَّا نحبُّك.. لأنك كنت تدعو للفرعونية، ولكنا أصبحنا نحبك عندما أخرجت لنا (حياة محمد)، وعندما دافعت عن اللغة العربية أمام طه حسين! |
هيكل: هضم ثقافة الغرب، فحوَّلها بتراثه إلى ثقافة عربية إسلامية. |
* * * |
ـ طه حسين: أوغل في الثقافة الفرنسية، وأوغل في الثقافة اللاتينية اليونانية، فإذا هو يكتب ((على هامش السيرة)) و ((الوعد الحق)) و ((الفتنة الكبرى))، ويكتب عن الإسلاميات، ويعتزُّ بالقرآن الكريم.. لذلك نحن نعتزُّ به. |
* * * |
ـ محمد حسن عواد: ليس له نديد.. كما أنه ليس لديه أتباع!! |
* * * |
ـ محمود عارف: له من اسمه نصيب. |
هل سمعتم في يوم أنَّه مذموم؟ إلاَّ أنه المحمود؟ |
وهل سمعتم من اتهمه بالجهل؟ ذلك لأنه عارف، ونعم الأخ والصديق. |
* * * |
ـ الشيخ محمد حافظ: كان يقتني التاريخ كتاباً، فهو صديق الكتاب وجليس المكتبة. |
أسأله عن أيِّ شيء تجده، وهو مثله مثل الشيخ أبو تراب، والظاهري أبو عبد الرحمن، وابن عثيمين، وابن عقيل، وحمد الجاسر.. هؤلاء الذين أعرفهم أحلاس الكتب، لا تسألهم عن كتاب إلاَّ دلوك عليه. |
* * * |
ـ عبد الله الجفري: أنا له، وهو لي... |
كنتُ الأذن، وكان اللسان.. |
وكنتُ اللسان، وكان الأذن، فلست محمد عبده ولا هو حافظ إبراهيم، وإنما هو الشيء من الشيء. |
* * * |
ـ عبد الله الغذامي: ما خرج من طبعه وإنما أخرجني من انطباع، بعد الذين لا يعرفون قدر هذا الأستاذ، حين كرَّموه.. قلت أنَّه يستحقُّ، وقد أنالني التكريم بتكريمه. |
* * * |
ـ كرَّمني نادي جدة الأدبي.. فإذا أنا آتيه زهواً، ولا آتيه ضياعاً. |
أتاوَّه من كلمة رقصت، ومعنى أشجاني، ومنعني الحياء أن أتراقص بها. |
ولكن الحياة ما زالت راقصة، كأنها قد أعادت الناعية: ((ويموت الكتكوت، وعينه في الدشيشه))!! |
|