قالوا عنه |
ـ كان فضيلة الشيخ والمؤرخ محمد حسن زيدان يرحمه الله رحمة واسعة: أحد أبناء هذا الوطن البررة، وأحد الذين وهبوا أنفسهم للعلم والعمل به في هذه البلاد، وقيمته كمؤرخ وعالم كبير، ومحدث، وصاحب نهج وأخلاقيات فاضلة، جعلته يسكن في قلوبنا جميعاً على أرض هذا الوطن، وقد كانت وفاته فاجعة لنا جميعاً وخسارة فادحة، وبلا شك فقد ترك فراغاً كبيراً في نفوسنا. |
|
(الأمير/ماجد بن عبد العزيز) |
|
* * * |
ـ فجعت بلادنا الغالية برحيل أحد أركان الفكر وروّاد الأدب بها، ذلك الأديب الكبير والمعلم الرائد الأستاذ/محمد حسين زيدان - رحمه الله رحمة واسعة - فلقد كان بحق مُعلِّماً بارزاً في الساحة الأدبية للملكة العربية السعودية ردحاً من الزمن.. حيث قضى جل عمره وزهرة شبابه حتى لقي ربه يمد الساحة الأدبية بالنفيس من المواضيع الأدبية والثقافية والشعرية، ولا أدل على ذلك من المؤلفات القيّمة التي تزخر بها مكتباتنا السعودية، والتي أسهمت إلى حد كبير في رفع مستوى الأدب السعودي المعاصر على المستويين الداخلي والخارجي. |
|
* * * |
ـ إن المملكة فقدت برحيل الأديب الزيدان واحداً من أدبائها المتميزين الذين أثروا الساحة الأدبية محلياً وعربياً بالكثير من الإسهامات الأدبية والفكرية والثقافية المتميزة. |
ويمكنني القول بأن الأديب الزيدان يعتبر ركناً من أركان الأدب العربي، ولقد تميزت إسهاماته المتعددة في مجالات الفكر والأدب بقوة المعنى، وتميز الأسلوب، حتى بات علماً من أعلام الفكر والأدب، ولذا فإن رحيل الزيدان يعدُّ خسارة كبيرة، فقدنا على أثرها ثروة أدبية وفكرية كبيرة، ولكن هذا قضاء الله وقدره، ولا راد لقضائه جلَّ وعلا. |
|
* * * |
ـ شمعة أخرى من شموع الأدب في بلادنا نفقدها في رحيل ((الزيدان)).. حيث كان من الأوائل الذين لهم دور في إثراء الحركة الأدبية في بلادنا. |
لقد استطاع أن يجعل أسلوب كتابته وخطبه جديداً على الساحة الأدبية، لهذا كان دائماً يشد مستمعيه، وعرف أيضاً بحفظه للمواقع التاريخية والأثرية وكذلك القصص التاريخية وحياة الصحابة رضوان الله عليهم. |
|
* * * |
ـ إن أروع ما في ((الزيدان))، هو: معرفته الواضحة لتحديات العصر.. الذي نحياه. |
كل الاتجاهات في نظره.. تقودك إلى روما، شريطة أن تعشقها!! |
وروما.. هي: الغادة الحسناء.. وهي: المثل الأعلى! |
إن ((الزيدان)) حينما يعجز عن الولوج إلى شيء.. يذهب إلى نقيضه، فيفتِّته.. ثم يعاود، فيصنع منه تمثالاً رائعاً! |
إن ((الزيدان)): إنسان يشيخ، ولا يشيخ... هو يفهم الحتمية، أو يعيش فيها ويسبقها. |
|
* * * |
أما الأستاذ الزيدان/ يرحمه الله... فكان ينادي الأستاذ ((مشعل السديري)) دائماً، وكلما التقاه في مكان، أو من خلال الهاتف.. فيقول له: |
ـ أيها العالي.. بغير تعالي!! |
* * * |
ـ أذكر أنه ذات يوم كان يكتب عن الديانات الوثنية البابلية القديمة، وعنت له فكرة لم يجد لها في ما بين يديه من المراجع ما يقنعه، فوجَّه إليَّ سؤالاً في عدد من أعداد جريدة ((الرياض))، ورددت عليه بما وسعني. |
وكان ذلك منه تشريفاً كبيراً لي.. وكان درساً لمن يدَّعي من الناس أنه وصل من العلم إلى درجة يجد فيها إجابة عن كل سؤال! |
أكبرت الرجل، وكان كلما قابلته أكبرته أكثر - رحمه الله - وجزاه عن اللغة العربية وثقافتها خير الجزاء. |
|
* * * |
ـ إننا فقدنا بوفاة الزيدان ركناً هاماً من أركان الأدب، فلم أر أدبياً واسع الأفق، رحب الصدر، أحَبَّ الجميع فأحبوه، مثل الأستاذ ((محمد حسين زيدان)) كان حريصاً كل الحرص على اللغة العربية الفصحى في حديثه وكتاباته على الدوام. |
لقد استطاع الفقيد أن يجعل أسلوب كتابته وخطبه جديداً على الساحة الأدبية، لهذا كان دائماً يشد مستمعيه لصدقه، وحسن آدائه، وأمانته، وتحققه من كلٍّ ما يقوله أو يكتبه. |
|
أستاذ الأدب بكلية دار العلوم/ جامعة القاهرة |
* * * |
ـ كنت أكثر - وربما - أول من يعرفه من مصر على الإطلاق، وكنت أقصد زيارته لا لشيء - إللا لرؤيته فقط - رغماً من معارضته لي كثيراً في منهجي أو مذهبي الأدبي والشعري، فقال لي - ذات مرة -: لو أمسكت بقلمي لوضعت خطوطاً حمراء تحت كلمات ومفردات قصائدك الحداثية، فلم أستطع الرد عليه، عرفاناً بموقعه البارز ومكانته الرفيعة في حقل الأدب والنقد. |
وهذه الصفوة من الأدباء والكتّاب المتميزين أمثال ((حسين زيدان))، لا يكون عزاؤهم إلى إخوانهم أو أبنائهم.. إنما العزاء للأدب والأدباء بصفة عامة. |
|
أستاذ الأدب والنقد/جامعة عين شمس |
* * * |
ـ لزيدان استيعاب خارق للتاريخ، ولا سيما التاريخ الإسلامي، وتذكر وافٍ للأحداث يدعو إلى الانبهار ويجبرك على الإعجاب.. وهو ناقد سمح قوي الحجة، يصيب ولا يجرح، وفيه صفات كريمة منها: التراجع حين يرى أن الصواب عداه في أمر من الأمور، وتلك ميزة فضلاء العلماء، فليس المرء معصوماً أبداً من الخطأ. |
|
ـ إن الأدب والتاريخ والفلسفة وعلم الإنسان ووشائج القبائل ومنابر الخطابة والمحافل، هذه كلها لن تفقد الأستاذ زيدان يرحمه الله لوحدها، ولكن هناك غيرها من الأسر الأباعد ومن غير أقربائه، كان يرحمه الله يبرها ويواسيها بما يحفظ الكرامة ويصون ماء الوجوه. |
لا يدري عن هذه الخصلة في الأستاذ الزيدان - يرحمه الله - أبناؤه ولا بناته ولا أحد من أصهاره أو المقربين إليه.. واحدة فقط هي التي كانت تعرف ذلك: إنها شريكة حياته التي عاشت معه الضراء قبل السراء، بصبر الكريمات من الحرائر، فكانت بذلك من أندر وأروع رموز الوفاء في هذه الحياة الدنيا! |
وعندما كان يلمح ما يلوب في أنفسنا، وقبل أن نهم بتذكيره بمحاسن الإدخار، كان - يرحمه الله - ((يفرك)) يديه في تأثر كظيم وكأنه يقول: ليتني في سعة ولديَّ الكثير والمزيد، ثم تزين وجهه ابتسامة مشرقة يشع منها الحياء في وقار وجلال ويستشهد بقول: |
يجود علينا الخيِّرون بمالهم |
ونحن بمال الخيِّرين نجود |
|
|
* * * |
ـ كيف أنسى يا سيدي أحاديثك العذبة في الآداب والعلوم والفنون والسياسة، فأنت صاحب مدرسة كبرى، وأنت تاريخ لا يُنسى، وقد كنت بطله الأوحد، وكان حديثك في التاريخ وحديثك عن الأنساب، من الأشياء المميزة التي كانت تأخذ بمجامع قلوبنا حتى كنا نتمنى أن لا يتوقف حديثك أو ينقطع. |
|
ـ كان الأستاذ الزيدان - رحمه الله - مدرسة أدبية قائمة بذاتها من حيث اللغة والأسلوب، وإذا كان هو أحد المتفردين في المملكة بمعرفة رجال السِّيَر والتاريخ القديم والحديث، ويبهر المستمع والقارئ بقدرته العجيبة في حفظ الأسماء والوقائع والأحداث، فإنه كذلك يبهر الجميع بقدرته الفائقة على توارد خواطره وتسلسلها في كتاباته - كما يقول - على الصحف التي تستكتبه إملاء دون كتابة أو تسطير على الورق. |
|
* * * |
ـ الزيدان من الرموز الكبيرة التي تكتنز تاريخ هذه البلاد، وتدركه إدراكاً تاماً، وللأسف فإن الجيل الحاضر لم يستفد من خبرته وفهمه ومعلوماته الثمينة. |
وأتمنى أن يكون قد دوّن شيئاً من تاريخ المملكة في كتاب، أو في مذكراته إن كان كتب مذكرات.. وفوق هذا وذلك فهو من المدركين لأحوال وأنساب وصلات القربى والاتصال في الجزيرة العربية. |
|
* * * |
ـ كان أديباً وخطيباً ومتحدثاً، ملأ الأندية والصحافة والمجتمعات بأحاديثه وكلماته الروائع، وكان ذا تأثير على السماع والقلوب، كما أنه يمتاز بجزالة كلماته ومقالاته وإرساله للأمثال والمأثورات في خطاباته وكلماته. |
|
* * * |
ـ سنشعر بالفراغ الكبير الذي سيتركه الفقيد الرائد، والعلم الثقافي البارز ((محمد حسين زيدان)) في نفوسنا وفي الساحة الثقافية. |
|
* * * |
ـ فقدت اليوم أحد أساتذتي، والذي كثيراً ما كنت أرجع إليه في مسائل فقهية ولغوية وتاريخية.. كان ذلك منذ بدء دخولي الوسط الفني والدائرة الثقافية.. المعروف عن الراحل الكبير جمال وروعة حديثه، فإنه إذا ما جلست إليه حتماً ستكون صديقاً للمتعة والإبداع الذي يتناثر من فيه. |
|
* * * |
|