فؤاد مطر! |
ـ بالأمس: خرج بعض أولئك المثقفين ((العرب))، وبعض الذين وظَّفوا أقلامهم الصحافية - في المهجر - ليصدروا مطبوعات تغازل الأقطار ((النفطية))، وتتقرب إليها، وتنافق لها... لتحصل على دعم مالي سخي، بحجة: قيام صحافة حرة، تناصر الحقيقة، وتواكب خطط تنمية هذه الأقطار العربية الطموح، المشرئبة إلى تشييد مستقبل يخدم تطور الإِنسان العربي في كل مكان!! |
ـ واليوم: يستشيط غضباً.. ((أرزقي)) من فئة: حاملي الأقلام إلى المهجر، ومن الذين استفادوا كثيراً من أموال ((النفط العربي))... وذلك باتباع أسلوب الإِرتزاق تارة، والمهادنة التي ألبسوها ثوب النفاق تارة أخرى! |
هذا الغاضب ((
فؤاد مطر
)) صاحب ورئيس تحرير مجلة كانت تعيش ((بالكليكوز)) النفطي، واسمها: (التضامن)... قد انبرى: لائماً، وواعظاً، ومقرِّعاً مجلة (اليمامة) السعودية، التي أزاحت القناع عن وجه عمالته للنظام العراقي، وفضحته (ظنونه) في بدء الاحتلال العراقي للكويت، التي دفعته لحمل ((بيضه)) من سلة أقطار النفط العربي، ووضعه كله في سلة النظام العراقي، المعتدي، والهاتك للأغراض، والسارق وطناً، وثروة الشعب!! |
ونسي ((
فؤاد مطر
)) ما كتبه، أو ما نقله من سلة الخليج إلى سلة النظام الصدامي.. كعادة الذين يسخّرون ((
كلمتهم/العار
)) لموقف إنقلابي، أو لتنكر جاحد!! |
لكنّ مجلة (اليمامة) ألقمته بعض الأحجار التي أراد أن يقذف بها أقطار النفط.. وهو يكتب رده المتبجح على صحيفة (اليمامة)... ومن تلك الأحجار التي ارتدَّت إلى صدر هذا الصحافي ((الأرزقي)) المتطاول، والجاحد، والمغالط.. ما كتبه بقلمه الإنقلابي، المتلون في مجلة (التضامن): |
ـ قال: ((صباح الثاني من أغسطس، سقطت الحقبة النفطية تماماً، وبدأت حقبة عربية جديدة تبشر ببدايات أمل، لأمة عربية قادرة - كانت الحقبة النفطية.. هي حقبة ((التردي العربي))!! |
هكذا ((انقلب)) ناشر ((التضامن)) إلى: ممزّق، ملوَّث بالموقف الإنقلابي، وهو هناك في مهجره لندن.. يعيش منذ وقت طويل بأموال ((
حقبة النفط
))، ويصدر مطبوعته ذات التوجّه القنفذي بأموال ((حقبة النفط))... ولكنه التزم - في وقته الأخير - برشاوي، وهدايا، وأموال الإِعلام العراقي... وهو يزايد على: انتصار الباطل، وعلى: تثبيت العدوان والإِحتلال، وعلى: إهدار الحق العادل لشعب الكويت! |
وإذا كان ((
فؤاد مطر
)) لم يكتب سوى تلك العبارة التي أوردتها مجلة (اليمامة) شاهداً على غياب وعيه... فإنها عبارة تكفي للتدليل على سقوط كلمته في العار! |
وهذا التدليل... ليس سببه: أن ((
فؤاد مطر
)) قد شتم أقطار الخليج، أو نال من قيمة بذلهم الطويل... بل سببه: أن هذا الصحافي، المهاجر، الإنقلابي، المتلوّن... قد خسر ما هو أهم من الدعم المالي النفطي، وهو: دعم (سوق) أقطار الخليج النفطية.. بما يعني: انفضاض القارئ العربي عن مجلته ذات الأقنعة.. ولا ينبغي له أن يركن إلى القارئ العراقي، أو الأردني، أو السوداني، أو الليبي... فإن النسبة الأهم والأكبر لتوزيع مجلته، كانت تتفاقم وتتزايد في أسواق الخليج العربي بالذات.. بما يدل - أيضاً - على ارتفاع نسبة الوعي على القراءة لدى الشعب الخليجي! |
وهذا ((
الوعي
)) يزداد اليوم - في المحنة - لدى القراء في الخليج العربي.. بينما يقابله: ((غياب الوعي)) لدى هذه الفئة من الصحافيين الذين باعوا مصلحتهم مع ضميرهم، وقذفوا بالثمن البخس في سلة العدوان العراقي على الكويت المغدور!! |
* * * |
ـ ويتواصل الفضح لهؤلاء الغائبين عن الوعي، في عصر الكلمة/ العار.. التي يكتبونها، ويصرخون بها، ويرصُّون كلماتهم: دفاعاً عن الباطل والزيف، والعدوان، والجحود، وبيع الضمائر!! |
ونجد أمثلة أخرى.. إذا ما تلفّتنا نحو (الكلمة/العار) التي تتدفق كل صباح عبر أنهر الصحف الأردنية! |
ـ هناك.. تتفصد الكلمة: عاراً بدلاً من العرق.. وأكاذيب بدلاً من الحقائق.. وافتراء بدلاً من الحق.. وكراهية بدلاً من الحب! |
ـ هناك.. ((
تتفصَّد
)) الصحافة الأردنية: أهل الخليج العربي.. أهل النفط والفلوس، كما تُسمينا بتلميحات الحقد، والحسد! |
ـ هناك.. تحولت كلمة الصحافة الأردنية إلى: هجوم على ((نعمة الله)) التي خص بها أقطار الخليج العربي... وتستخدم لهذا الشعب الخليجي صفات توشمهم بها، مثل: عملاء أمريكا.. سفهاء المال.. أغنياء البترول.. عبيد الغرب! |
ونضحك نحن هنا في الجزيرة والخليج.. فالتاريخ لم يبعد بخطواته كثيراً، وصفحاته (تطفح) بالشواهد على العملاء الحقيقيين، الذين صنعتهم بريطانيا (الاستعمارية!) وأمريكا!!! |
ـ هناك - أيضاً - تقفز الصحافة الأردنية فوق مأساة شعب الكويت... مستخدمة عبر كلماتها/العار: شعارات غريبة على نظام حكمها، ويستحيل على هذا النظام (المُعيَّن) من قِبل الغرب في الأردن أن يُطبقها... لأنها - بالنسبة إلى بقائه - تمثل الجسم الغريب الذي يلفظه الجسم الأصيل في الأردن! |
وهذا هو: عار، وعهر الكلمة في الصحافة الأردنية اليوم... وهي المأجورة للإِعلام العراقي، أو المؤجّرة للدفاع عن نظامه! |
لكنّ الأخطر في هذا العار والعهر اللذين تمارسهما صحافة الأردن.. يتجسد في السقوط الخُلقي للكلمة التي يكتبها صحافيوا، وأدباء الأردن.. والسقوط الخُلقي المقصود هنا: يشير إلى البذاءات (المكتوبة) والتقيّحات التي تسيل في شكل حبر! |
ـ والسؤال المطروح: ماذا ستقوله الصحافة الأردنية المباعة للإعلام العراقي.. إذا انتهت أزمة الخليج، وانكسر الجيش الصدامي المعتدي، أو انهزم، أو انسحق، أو انمحق؟! |
نحن متأكدون: أن أهل الخليج، وأوطانهم المستقلة.. هم: الباقون... وهم الذين تتشكل منهم أصدق (شهادة) على هؤلاء الغائبين عن الوعي، والمنخذلين، والثوريين المتجلطين، الساقطين في عار وعهر الكلمة.. التي يدَّعي كتّابها: الثورية، والوطنية، والتقدمية، و ((القومية العربية))، والدفاع عن ((
الوحدة
))
!!
|
وإذا أردنا (تفتيش) رؤساء، تحرير الصحف الأردنية، وكُتَّابها، ومنظِّريها... فلا بد أن نكتشف غرق وعيهم - وليس غيابه فقط! - في رشاوي صدام، من سيارات، و ((براءات))، ومنح مالية.. يصدرها الإعلام العراقي لمصادرة الذمم والضمائر!! |
إن ((
الكلمة
)) هي: ضوء المناطقة، والأحرار... وهي: رصاص السفهاء الذي يرتد إلى صدورهم! |
والكلمة هي: علاج المجروحين.. الذين يصمدون دفاعاً عن مواقف الضمير، والشرف.. ويلتزمون بمعناها في عصر تفشي كُتّاب الكلمة/العار! |
والكلمة: جرح لا يندمل في تاريخ الذين عبثوا بها، وحوّلوها إلى صديد، وقيء، وحَمّى، وابتذال، وعار، وعهر!! |
وفي عصر الكلمة/ العار... تكاثرت الكلمات التي تتحول داخل أسماعنا إلى حجر. يتدحرج ببطء، ويهوي في قاع البحر!! |
|