شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وجهان .. في الزحام
ـ الوجه الأول:
تبدل وجهه الحقيقي..
تلك الابتسامة الصافية المقبلة على الحياة والأحياء.. تنغمر كل يوم في مزيد من الإرهاق، واللهاث والضنا.
ذلك الوجه المعبر عن قيمة العمر في عمق الوشائج بين الناس، وفي صدق الشعور لهم ومنهم.. يبدو الآن وجهاً مكفهراً.. أملس النظرة.. باهت الصدى. ردود الفعل في الصدى غريبة عن الأفعال!!
كان يبدو كمن يتجرع شراباً مراً، ولكنه مضطر إلى تجرعه لئلا يقتله العطش..
كان يشعر أن حصيلة تجربته مع من حوله من الناس تقنعه بالانسحاب وحده بعيداً.. لعلّه بذلك يقدر على استرجاع وجهه الحقيقي، وينجح في استعادة التعبير إلى وجهه.. حتى إذا مات يوماً ما.. وجد الناس وجهاً حقيقياً أفلت من التنكر والتلون!!
ولكن.. حتى الموت لا يعرف موعده.. تماماً مثلما الصدق الذي أصبحنا لا نعرف موعد ظهوره على وجوه بعض الناس!!
فإما أن ((تعايش)) وجوه الناس المتقلبة سحناتها آناء الليل وأطراف النهار.. وأما أن تعتزل الحركة في وسطهم.
وهو يصمت في هذه المعاناة. ويتردد أن يحاور أحداً، فلا شيء أصبح يعطيه للآخرين إلا هذه النظرة الملساء التي تزحلق كل المرئيات. وتدفن كل المحسوسات في أعماق نفسه!!
وانقضى وقت طويل.. كان لا يفتأ وهو يصرمه أن يلتزم البكم المتكلم في صمته، ويقابل الكثير من القذائف الموجهة إلى ابتسامته القديمة ووجهه المضطرب بالصبر والتبرير إن استطاع..
كان يحاول في كل مرة أن يستخلص من معايشته وتأمله كل الأعذار لهذا السياج البشري المتلون الصاخب. السارق والمسروق.. يقرح نفسه.. يحملها، وينوء داخله بذلك الضنى المعذب!
ذات مرة.. حرك وجهه المستغرق في تأمل البحر أمامه، وحادث نفسه:
ـ يبدو لي أنك تحمل الحياة أكثر من ظروف كل عصر من عصورها، وتطلب من الناس فيها أكثر من طبائعهم وأنانية رغائبهم ومصالحهم، وإذا صعّدت ذلك في نفسك فلا شك أنك ستموت مبكراً ولا أحد يدري بك؟!
ولم يزل وجهه يغذ السير على صفحة البحر.. وجاء صوته واهناً يقول.. يرد على نفسه:
ـ هل تعرف.. إنني أستغرب لهؤلاء الذين يفكرون في الانتحار أو يفعلونه، فلا داعي لذلك أبداً.. أوليست الحياة بشكل هذا العصر الذي نعيشه هي الانتحار؟!.. ولكنه انتحار بطيء لا يستطيع كل واحد أن يحتمل سلحفائيته!!
ـ ولكن.. لا بد أن نعرف أيضاً أن الذين فكروا في الانتحار ليسوا هم أكثر الناس.. إنهم قلة يئست من الأمل، وفقدت الثقة في قدرتها هي على تغيير ظروف الحياة، وحتى الذين فعلوا الانتحار ماذا جنوا.. ماذا حققوا بتعبيرهم العنيف هذا عن رفض بعض ظروف الحياة؟!.. لا شيء، فالمثل الشعبي يقول: كلام الناس ثلاثة أيام.. وبعد ذلك ينسى الناس، أو أنهم قد انشغلوا في رغائبهم وطموحهم ومشاكلهم!
ـ (أعرف ذلك.. ولكن فعلهم يحقق الصدمة المفاجئة والعنيفة في نفوس الناس الذين لا بد أن يتساءلوا: لماذا أقدم فلان على ذلك، وإذا تراكمت الصدمات فعلت التغيير في نفوس الناس. ولو جاء هذا الفعل متأخراً، وفي عصر آخر).
ـ دعني أناقش معك فعلاً واحداً من أساليب التغيير في نفوس الناس.. مثلاً: الفتاة التي أحرقت نفسها في الساحة العامة أمام الناس احتجاجاً على شيء ترفضه.. كانت شابة جميلة ناضجة مرغوبة من كثير.. هل بإمكانها عن طريق إحراق نفسها أن تحقق ما تريده لغيرها؟! أجزم لك أن الكثير قد مط بوزه شبرين استهجاناً بفعلتها وقال: لم تفقد إلا نفسها.. لماذا؟... لأنه لا أحد يقدر أن يغير الآن كل الذي يسرق الناس من صدقهم ومن عواطفهم ومن عقولهم أيضاً.. فالسارق لهذه الجواهر في النفس الإنسانية هو أكثر بشاعة وقوة وقدرة.. إن السارق هو العنف والماديات والنظرة إلى الحياة على أنها قيمة مال وليست قيمة معنى وروح!!
ـ نستطيع أن نعثر على وجه الحياة الحقيقي رغم كل ما وصفت.. ففي المقابل لهذه الصورة.. تجد هناك شعوباً تكافح المرض والجوع والأوبئة.. وتجد شعوباً تتصدى لقوة المستعمر والطامع. وتجد شعوباً تحترم الحياة فتأخذ من ثروات أرضها لتطور حياتها، وأحسب أن خطط التنمية.. نظام اقتصادي حديث تنفذه الآن بعض الدول بحرص على التطور والحياة.. فلا أحد يرضى أن يموت في وقت مبكر وإلا فقد كان من الممكن أن يذوب الشعب الفلسطيني في فترة ما من فترات التاريخ.. عندما عرف أن سارق أرضه ((الصهيونية)) قد نجحت تماماً في تمزيق الشعب الفلسطيني إرباً، وقذف تلك المزق في كل أنحاء العالم. فكيف يجتمع الفلسطينيون من جديد، وكيف يقومون من موتهم أحياء أشداء، وكيف عرف العالم كله اليوم أن فلسطين الحقيقية سرقها اليهود. وطمسوا معالمها وأحرقو فيها المسجد الأقصى، وبغوا؟... ولو أن الشعب الفلسطيني عمد إلى أسلوب تلك الفتاة التي أحرقت نفسها.. فأحرق نفسه هو الآخر لاستراحت إسرائيل ونعمت بالأمن المسروق.. لأنه لا أحد يطالبها بعدما فعلت، ولذلك فهي تحاول الآن أن تنسف الكيان الجديد للفلسطينيين وتحرقه بأساليب متعددة.. أبرزها العدوان والحروب وملاحقة الفدائيين فوق أرض لبنان، والأردن وسوريا، وحاولت أن تكسب أيضاً جبهة مهمة من جبهات النضال والمقاومة ضدها فتوقع معاهدة سلام لتضمن حياد هذه الجبهة.
ـ لكننا لم نزل في مواجهة كثير من غيبيات مصير الإنسان، وذلك الكثير لا يشك أحد أنه يحمل النذر، وما زال إنسان هذا العصر في انسياقه وراء ماديات الحياة، وفي مشاكله الذاتية ينسى وجدانه.. ويتناسى روحه وأعماقه.. يسدر في متاهات يفرح بعطائها المؤقت ولا ينظر إلى المستقبل. إن الكثير من الناس لا يبوح، ولكنه يصرخ أو يبكي أو يقهقه.. حتى ينقطع نفسه، فمن يفكر في ((البوح)) ومن يحترمه ومن يفكر في الراحة النفسية قبل التفكير في رغائبه واحتياجاته المادية.. فمن هو الذي يصدق الآن مع نفسه ليقدر أن يصدق مع الناس؟!
ـ لا تسخط على كل شيء.. فالسخط عقاب المتوترين، والتوتر لم يكن يوماً دلالة على التفكير أو مخاضاً لفكرة. لا تدفع عصرك أن يعقدك ولكن عليك أن تحاول فك عقد عصرك بالإقبال على الحياة بتفاؤل، والخير لا يمكن أن ينتهي أبدً.. حتى لو وجدته في صدر ناسك متعبد على رأس جبل، فهذا خير ما زال موجوداً ويستطيع أن يبلغ الناس. إن مشكلتك أنك أعتقدت أن ((الثقة)) يستأهلها كل الناس. وعليك قبل كل شيء أن تزرع الثقة في نفسك.
وبدمعة تنحدر على وجنتيه ساخنة. قال:
ـ دعني أبكي قليلاً، فهذا بوح يعز الآن على كثير من الناس ممن جفت في مآقيه الدموع!
ـ هل فكرت الآن لماذا أنت تبكي، وهل تبكي على أناس لا يحسون بك، أم تبكي من أجل أناس تحس بهم؟!
ـ إن من نبكي لأجلهم.. هم قيمة لا تهون في خلجاتنا وأفئدتنا، والدموع لا تسح من عيوننا بدوافع تفاهاتنا ومن أجل سقط الأيام.. إن الدموع أغلى ما في الإنسان، وعندما جفت في مآقي البعض كان ذلك نذيراً بفقدنا لأصالة الإنسان وجوهره!
ـ أحياناً.. تجد الناس يظلمون بدافع الانصاف.. مثلما البعض يظلم بدافع الحب لنفسه!!
ـ ودمعي أمام من أحب؟!
ـ ليس شرطاً أن تكون دموعنا أمام من نحب، ولكن من الضروري أن تكون دموعنا من أجل من نحب.. إنها تنصفك في أعماقهم الدفينة، وستجلو نظرتك للناس أكثر، فلا ترى إلا الصفاء.. مهما كانت المسافة بعيدة!
ـ وهذا العالم من حولي.. إنه يصيبني بالتوتر، وبالخوف وبفقدان الثقة في الحب!
ـ مرة قال - توم بين -: إن العالم قريتي، وكان يعاني الكثير من الحرب الأهلية ومن أغنياء الحرب، ومن جهل الذين لم يبلغ نور العالم إلى عقولهم وأفئدتهم، ثم اصبحت قريته كبيرة.. كرة أرضية، وحل السلام، واندلعت حروب كثيرة، وعاد السلام ثانية وظهرت أمراض وأوبئة واكتشفت مضادات لعلاج تلك الأمراض ولإفساد تلك الأوبئة وظهرت أمراض أخطر يحاول العلماء والأطباء القضاء عليها.. وهكذا الحياة بكل ما فيها من متناقضات، أما الذي لم يتغير لأنه الأصيل والأصل لعمار هذا الكون. فارفع رأسك إليه.. ترى السماء الرحبة الصافية.. ترى زخات المطر تغسل الأرض، وتسقي التربة وتغذي الزرع، وترى الشمس في دوراتها المعهودة.. ترى القمر في جماله وبهائه.. وعندما ترفع رأسك إلى السماء وترى كل ذلك.. فتأكد أن هذه هي الحياة الحقيقية.. لأنك بذلك ترى الإيمان وتحسه!!
* * *
الوجه الآخر:
ـ لم تبلغ به الحيرة مثل ذلك العنف الذي مار في داخله.. بل كانت أضخم..
حيرة مرهقة تفوق ما عاناه ((آرثر ميللر)) فوق صفيح ساخن، عندما كان يقدم على تجربة جديدة، وكل تجربة في بدايتها تبدو غامضة أو أن الإنسان لا يحاول الالتفاف حولها لئلا يفقد مفاجآتها.. مهما كانت تلك المفاجأة!
كانت أمامه تجربة جديدة، وكانت تتنازعه نوازع مختلفة تشده من كل جوانبه.. إن التجارب لا تضيع في قفلتها.. لا تجعل أصحابها يقولون: ليتنا لم نفعل، فكل تجربة لا بد أن تعطي انفتاحاً جديداً على معرفة وجه من وجوه الحياة ومن وجوه الإدراك، ومن وجوه الناس، وتخضع زمن الشخص منا للمقياس الذي تصنعه مجموعة التجارب تلك!!
كان يصغي إلى كل الحيرة فيه.. لكنه يود تمزيقها ليرتاح، حتى لو كانت راحة البلهاء، أو المجانين.
ولكنه كان يقول: إن هذه تجربة قاتمة قائمة، ويتمنى أن يزيحها قبل استفحال أسبابها وتفاصيلها، فهو - في معرفة الناس له - قد كان إنساناً ((وجدانياً)) لا يقحم نفسه في أمور الناس ولا يتطلع إلى محاكاتهم في أمر من أمور ركضهم السريع اللاهث.. إنه شيء قانع رغم أن النفس تأمره أحياناً أن يندس في زحام الناس ويفعل ما يراد منهم!
وهو ليس مسالماً إلى درجة متناهية، فهذه الصفة لا تنطبق عليه تماماً.. بقدر ما هو ينجذب إلى طبيعة الإنسان الذي يقول لك في كل فكرة وعمل وموضوع:
ـ خلينا بعيد.. بعيد أسلم!
لكن أنفه مشكلة.. إن له أنفاً يتورم كل يوم.. يكاد لا يرى غير أنفه! وإحساسه بالتجربة القادمة دفعه أن يحاول القضاء على الحيرة التي عنكبت في داخله، فإذا تخلص من الحيرة - يقول هو: تمكنت أن أفكر، وإذا فكرت لا بد أن أصل إلى حلول ونتائج!
ولكن.. ما هي حيرته؟!
ثم.. ما هي تجربته؟!
وأين وصلت به النتائج؟!
أما حيرته.. فقد لا تختلف كثيراً عن كل ما يعانيه الآخرون في حياتهم العادية، والتي لا بد أن تربط وثاقها جيداً بالمستقبل. فلديه مشاكل تغرق في نفسه حتى تتحول إلى حيرة ويفكر فيها إلى درجة الصداع.
يحتار كثيراً: كيف يستطيع أن يوفر مبلغاً كبيراً من مرتب ضئيل وتافه..لتأكل أمه وهو وأخته التي تصغره بعامين، ويحيا في المتوسط كما أغلب الناس؟!
يحتار كثيراً: كيف يجمع من مرتبه الضئيل ذاك مبلغاً يرضى به الرجل الذي سيختار ابنته زوجة له، وهو جاد في فكرة الزواج لأنه يرتاح كثيراً كلما مرت شهور واكتشف أنه مازال هو ذلك الشاب المستقيم، ومن الضروري أن يدعم تلك الاستقامة بزوجة تغنيه عن لحظة السقوط في المحظور، فمن أين له المهر وتكاليف الشبكة والزفاف وتأثيث البيت؟!
يحتار كثيراً: كيف يسلك الطريق الذي سلكه من قبله من أصبحت لديه أرض وفيلا، وديكور في الفيلا، ثم توفير وتحصيل وإنماء حتى يصبح صاحب ثروة!!
أما تجربته القادمة.. فيسأل نفسه: هل أستطيع؟!
لقد كان له سعي يوماً ما.. عندما استطاع في موسم الحج قبل عامين أن يأخذ إجازة من عمله الحكومي، ويعمل سائقاً لأحد أتوبيسات نقل الحجاج، يعمل أيضاً ما يمكنه منه الوقت في خدمة الحجاج، ووجد بعد الحج أنه جمع مالاً لا بأس به.. وبذلك المال الذي وفره من سهر الليل، والركض تحت الشمس وفي الصحراء استطاع أن يشتري له قطعة أرض صغيرة.. وراح يجري إلى صندوق التنمية ليحقق ما كان جزءاً من حيرته... وهو في هذا السعي لبناء الفيلا حاول أن يقترض من الآخرين ليبني عشه، وتراكمت عليه الديون.
في البيت.. أمه تملأ أذنيه بصوتها:
ـ يا ولدي.. لقد آن لك أن تتزوج؟
ـ يقول لها: ولكن.. ليس قبل أن تتزوج أختي!
ـ قالت أخته: هل أنا عبء عليك؟!
ـ قال: لا تقولي ذلك.. مستقبلك مع زوج يحبك ويرعاك.. ثم إنني لا أحب رؤية البنات في سن عانس!
ـ قالت أمه: لا عليك.. إذا جاء نصيبها فلن يستأذننا!
ولأول مرة ترتعش قدماه.. يدق قلبه.. يتصلب جفنا عينيه!
ـ حقاً يا ولدي.. ما أجمل أن تكون بجانبك زوجة وفية مؤنسة مريحة! حقاً يا ولدي.. الفلوس تجيب الفلوس، وديونك ستسددها وستنعم بحياة حلوة!
وانتهى بناء الفيلا.. فجاء إلى أمه يقول:
ـ احتفلوا الليلة.. أطبخي لنا خروفاً يا أمي فلقد انتهت الفيلا!
ـ قالت أمه: ألف مبروك.. فمتى سنسكنها يا ولدي!
ـ قال: نسكنها؟... إنني عرضتها للإيجار، ويمكن للبيع إذا جاءتني فيها بضعة ملايين!
ـ قالت أمه: وهل نبقى في هذا الجحر يا ولدي.. وما قيمة ما فعلت؟!
ـ قال: هل جننتم.. لا بد أن أسدد ما تبقى من ديوني!
ـ قالت أخته: ولكنك تسلمت بقية المبلغ من صندوق التنمية؟!
ـ قال: سددت به بعض ديون البناء وبقي الآن أن أكوّن ثروة، فإذا أجرتها بمبلغ كبير شريت بذلك المبلغ قطعة أرض، وإذا بعتها شريت فيلا أكبر أو عمارة!
ـ قالت الأم: يا ولدي.. إنك ستتزوج والبيت لا يكفي لك ولزوجتك ولى ولأختك.
ـ قال ساخراً: أتزوج؟!.. لا.. هذا شيء مبكر الآن!
ـ قالت أخته: وأين تلك الفرحة التي رأيتها في عينيك قبل شهور، وأين أحلامك في الاستقرار ودقات قلبك التي تصفها كأنها دقات بيج بن؟!
ـ قال: لا تكثري من الكلام من فضلك.. إذهبي الآن وجهزي لي ملابسي في حقيبة أخذها وأتجه إلى السوق لشراء بدلتين!
ـ قالت أمه: ولكن.. إلى أين؟!
ـ قال وهو يتقافز: إلى الخارج طبعاً.. سأسافر لأرتاح قليلاً بعد تعب طويل.. فأنا لم أخرج من البلد أبداً.. لم أر الدنيا.. لم أشاهد شيئاً!
ـ قالت أخته: ونحن.. مع من سنبقى هنا؟!
قال: أنتم؟!.. تبقون في البيت، وسأعطيكم مصروفاً كاملاً ولن أتأخر.. أكثر من أسبوعين!!
* * *
وصمت قليلاً بعد أن روى لي هذه الحكاية..
ـ وقلت له: إذن.. هذه تجربتك؟!
ـ قال: نعم.. ألست ممتعة؟!
ـ قلت: بالفعل.. ولكن الذي يبدو الآن أن حيرتك ستكون أعظم وأقسى!
ـ قال: كيف؟!
ـ قلت: لأنك نسيت كل أسباب حيرتك العميقة في نفسك... فرحت بفكرة السفر وبيع الفيلا، ونسيت أمك وأختك وحياتك المقبلة... نسيت أنك شكوت لي حيرتك المجسدة في كيفية توفير مبلغ كبير من مرتب ضئيل وتوفير مبلغ للزواج وإسعاد الزوجة وتوفير مبلغ لرعاية أمك وأختك.. كأن الفيلا قد حلت لك كل مشاكلك وحيرتك.. بينما ما أتصوره أنك ستقدم على التجربة الحقيقية.. فهذه ليست تجربة وإنما هي فرصة مجنونة وستكون التجربة القادمة أقسى بكثير مما تتصور!
ـ قال: أنت مجنون.. أنت لا تفهمني!
ـ قلت: أرجو بصدق أن تفهم نفسك أولاً!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1840  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 368 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج