شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صدى الزمان
ـ قال له: لقد جمعت الماضي كله في داخل المظروف.. وأعدته إلى مصدره، فهل تعتقد أنك استطعت أن تمحوه نهائياً؟!
ـ قال: عندما أعيد الماضي إلى مصدره لا أقصد أن أمحوه، وإنما أن أرده إلى زمنه القديم.. فكأنه لم يكن.. كأنه ما ولد، ولا ترعرع، ولا مات.. إن الشعور بموت الإحساس يفوق كثيراً أن تشعر بحياة إحساسك فوق منطقة بلدتها الثلوج، فأنا لا أحب الوقوف فوق الثلوج.. لأنني أرفض أن أقف مرتجفاً، أو اقف متجمداً!
ـ قال له: ولكن هذا الماضي الذي أعدته كان في إحساسك هو الحياة كلها.. هو الأحلام، وهو السعادة، وهو الذي جعلك يوماً تحس بوجودك.. فكيف هان عليك حتى رفضته؟!
ـ قال: لأنني هنت عليه.. أصبحت في تضاعيفه مثل ورقة مليئة بالكلام المثير، ولكنها مطوية بإهمال وعدم اكتراث في أعماق دولاب عتيق رصت فيه الأحذية بعناية!
ـ قال له: ولكنك بإعادة هذا الماضي.. كأنك تحتج على خداعه لك.. كأنك تضعف، وهو الذي يبدو أضعف منك بهروبه؟!
ـ قال: لقد تنازلت عن الاحتجاج، فالجرح عندما ينزف يصبح كل ما نزفه دماً فاسداً، صحيح هو منه، وهو قوته، ولكنه مهدر!.. سيبقى الجرح وقتاً طويلاً، لكن النزف سيجف، لا بد أن أجعله يجف!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :795  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 316 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.