| لوحة التلفت |
| * أمراض الجنون تتطور، لتواكب تطور أمراض الجسم ... أو أن الأمراض النفسية أصبحت أكثر تفشِّياً، وخطورة. |
| * وكَثُر أطباء النفس، والعيادات النفسية، لأن الجنون يخضع للتطور مع العصر .. لأن جنون عام 90م، يختلف عن جنون 80م، ولا يُقَارَن بجنون عام 70م... بما يعني: أن الجنون في تطوره، يكاد يصبح مثل تطور"الرقصات"، وتطور وسائل الإرهاب، والقتل، والتدمير!! |
|
|
| * أكتب هروبي من إعتيادية الحياة اليومية! |
| أحاول السفر إلى عالم لا أعرفه ... ويزيدني: غربة! |
| هذا العالم الذي أهرع إليه ... |
| لأختبئ فيه من زحام "الدنيا" في صدور الناس! |
| وأنبعث من جديد ... |
| وأتقشر من جديد!! |
|
|
| * عندما يسكن الليل ... يتحوَّل صدري إلى مصباح علاء الدين! |
| تضيء الزوايا فيه بالهمس ... ولكنْ لم يعد في الهمس: حلم، بل "صفقة"!! |
| ويشتعل فيه الحنين بالشوق ... ولكنّ الحنين لم يعد أحد مواصلات العاطفة!! |
| فهل الإنسان طريقاً "للخوف" ليحتلّه تماماً؟! |
| أم يواجه الإنسان الخوف، ويقاومه، ويصرعه ... حتى لا يغتاله، ولا يترصَّده ... ويحقق الانتصار عليه؟! |
| ذلك هو السؤال المنشغل بالتلفُّت فينا!! |
|
|
| * إن لحظات التوقف بعض الوقت .. لا تعني: الانبهات، ولا التعب، ولا العجز عن مواصلة الركض! |
| إنها لاتعطي تشخيصاً لمرض إسمه: الفقد .. والصدمة! |
| بل هي "التجربة" .. تلك التي لايحتملها إلا القليل من البشر! |
| وهي "الإصغاء" للأصداء التي نتركها خلفنا .. فتُذكّرنا بماضينا! |
| وهي "التأمل" لإبصار الخطوة القادمة إلى مزيد من الدروب!! |
|
|
| * يُروى عن رئيس أمريكي أسبق، كان زعيماً للأغلبية في مجلس الشيوخ: أنه بعد انتهائه من مؤتمر صحافي عقده .. حمل أوراقه، وخبأ فيها متاعب رئاسته، وقال: |
| ـ الآن .. يجب أن أبحث عن مكان أدفن فيه عقلي بقلبي! |
| وذهب ذلك الرئيس، وهو يشعر - كما قال - بالغثيان، وضيق الصدر! |
| هنالك ... استلقى على الحشائش، ومارس رياضته المفضلة بعد عمل مضنٍ استمر ثمانية عشر شهراً .. فشعر بعد اختفائه في الريف بالراحة النفسية! |
| وحين استعد للعودة إلى العمل من جديد .. تلفّت حوله، وقال لمن كانوا في استقباله: |
| ـ ها أنذا أعود للضجيج والجري ثانية ... إنني - إذن - أخرج عقلي من قلبي، وأغمر قلبي بين ضلوعي، لئلا يتصاعد خفقه!! |
| ولكن ... هناك من نجحوا في دفن قلوبهم إلى الأبد!! |
|
|
| * ضمن مشوار حياة الفنانة الكبيرة "فيروز" .. كانت في حياتها "علامات" أضاءت بعض دربها، وركزت رايات الحب على جانبيه! |
| وعندما مات - فجأة - الفنان "نصري شمس الدين" الذي التحم صوته بصوتها في ألحان أجمل .. كشفت "فيروز" عن تعبيرها الشعري الإنساني .. فكتبت قصيدة في رثاء "نصري"، بكت حروفها قائلة: |
| ـ "نصري: يارفيقي الوفي، وفناني الكبير! |
| فِي شِي بِفنِّي زاد .. لأنك جيت! |
| وفِي شِي بِفنِّي نقص .. لأنك رحت! |
| كنت ربحي الكبير .. وخسرتك يا نصري"!! |
| إذن ... كل شيء يذهب ... وتبقى الذكرى، والحنين! |
| لقد مات "نصري" في قسوة الحرب الأهلية ... فهل رأيتم كيف تقسو الحرب على الحب؟! |
|
|