قصر وليس كمثله في الشام |
أضحى بمجدك عاطر الأنسام |
قصر به افتخر الزمان كأنه |
بدر يشق حوالك الأظلام |
خلع الجمال عليه حسن بهائه |
فغدا مجال الفخر والإعظام |
قد ضمنا ناديك الجميل فأصبحَتْ |
شرفاته الحسناء كالأعلام
(1)
|
فترى العيون تجول في جنباته |
نشوى من الأضواء والأعلام |
وبأي قصر شامخ قارنته |
فاق القصور بروعة ونظام |
ولقد كساه من الرخام نضارة |
فغدا بوجه ناضر بسّام |
شهد الجميع له بروعة فنه |
هذا دليل السبق والإقدام |
ولأنت في تشييده لموفق |
تزهو عجائب حسنه المترامي |
جادت عليك يد الكريم بنعمة |
حسناء كم لله من إنعام |
قد ضم فيه صفوة مختارة |
من معشر بيض الوجوه كرام |
طابوا وطاب غراسهم ونجارهم |
نالوا من العلياء كل مقام |
جئنا نهنىء والعواطف ثرّة |
الشيخ خوجة صاحب الإنعام |
انظر إلى الأحباب كيف تدافعوا |
في لهفة وتشوّق وهيام |
ويهنئونك من صميم قلوبهم |
وقد انتشَوا لكن بدون مُدام |
ولقد أتاك اليوم شاعر طيبة |
بروائع الأشعار والأنغام |
كرَّمت أهل العلم في أعلامه |
فلأنت أهل الفضل والإكرام |
والله كرَّمهم وأعلى قدرهم |
فلك التجلة والمقام السامي |
من كان يحظى فيه باثنينية |
فينال من مقصود كل مرام |
يحيي بك الأدب الرفيع وآله |
خلُق به تسمو على الأقوام |
إني لأفخر أن أكون مشارِكاً |
فأفوز بالنعمى وطيب كلام |
ما حفلة التكريم إلا رفعة |
للعاملين لنصرة الإسلام |
لك يا علي مآثر محمودة |
لا زلت في التفسير خير إمام |
ولقد شعرت بأنني في روضة |
ليست بأحلام ولا أَوهام |
لله ساعات بقصرك حلوة |
مرت بنا عجلى مرور كرام |
فكأنها حلم يداعب خاطري |
أو فكرة جالت مع الأحلام |
تقف العيون أمامه مبهورة |
يا للجمال الرائع البسام |
تتلألأ الأنوار في جنباته |
تسري كمسرى البرء في الأسقام |
وسرى النسيم مداعباً وجناتنا |
ياما أحيلى رقة الأنسام |
يا أهل مكة أنتم أهل الندى |
والجود والإحسان والإكرام |
وحديثكم كالشهد حلو المجتنى |
يشفي عليل النفس من أسقام |
لا عيب فيكم غير أن نزيلكم |
يسلو عن الأوطان والأرحام |
والله أسأل أن تكون منعماً |
وتعيش في رغد وعز نام |
ولأشكرنّك ما حييت مفاخراً |
شكر الرياض لريقات غمام |
وإليك تهنئة الضياء رقيقة |
فواحة كالزهر في الأكمام |