لوحة التأمل |
* عدواً وراء نقطة انبلاج فجر اليوم الأول من شهر رمضان المبارك... |
ألتقط من أعماق الإنسان : الجوهر، واغتسل بالإيمان... رغم حشود المعاناة، |
والنزعات في النفس، وشواغل الدنيا، ولهفتنا على الرغبة! |
لعلنا نتمرس على الصبر، والانضباط، والالتزام! |
وتظمأ خفقاتي ... وهي ترتقب إطلالة هذا الضياء الوافد مع شهر البركات . |
حيث يهمي الحنين في صدري... فيغسل هذا الهجوع النفسي ! |
حيث تلوح من البعد السحيق: أصداء من " أمجاد" أمة آمنت.. فأعزها الله بإيمانها! |
إننا نرتقب قدوم المسلمين إلى عودة الإيمان... إلى التضامن ، ووحدة الصف، واستشعار القدرة والإرادة في داخلهم.. للانتصار لدينهم، وتحرير مقدساتهم، وتنظيف صفوفهم من الخونة، وعبيد المادة!! |
|
* تسكن نظراتُه عند حدود وجهها... كطائر هدَّه الترحال! |
تتبعثر هذه النظرات، لاحتواء أكثر.. يرتوي من نبع حنانها! |
تختبىء النظرات - تارة - في شَعْرها... |
تمتزج بأبعاد صمتها... |
تَنْبَثُّ بابتسامتها القادمة من زمن التعب.. الذي لم يتعب! |
وجهها يتشكل في مشاعره، وأحلامه، وتأملاته... شراعاً أبيض، يهديه إلى شواطيء الاْمان، والراحة! |
وجهها: اغترابه، ووجوده.. ترحاله، وإيابه! |
وجهها: حزنه، وبوصلة سفره المتواصل .... إليها!! |
|
* طال وقوفي أمام "البحر" ... منذ افتقدت المرآة الصادقة في منح الحقيقة! |
اختلَطَتْ نظراتي بأمواج البحر...منذ افتقدت في الحب: نقاء، وأمان القلب، |
البوَّاح بحلمه وشجونه! |
ابتلع "البحر" الأصداء... منذ افتَقدتُ: أصالة الصداقة... إلاّ قليلاً! |
فإذا كان "البحر " أمامي... فمن ورائي؟!! |
صار هذا هو " الأهم "... إذا عرفنا: أن الإنسان يقلّد طباع البحر، وقد تشكلت نفسيته من المد و الجَزْر.. والطَّفْو، والغرق.. والسطح الممتد، والعمق الغامض الغائر!! |
في هذا الزمان الغريب .. صار الذين نمنحهم الحب، يواجهون |
حبنا بسكين الجحود، أو التناسي، أو التعالي |
وتفوُّق الغرور في نفوسهم! |
إنهم يقابلون "الصدق" |
بتعميق المزيد |
من الجروح !! |
|
* جلس - أخيراً - على رصيف ليلة من لياليه التي توّحد فيها مع نفسه.. يتأمل، ويستعيد العديد من الصور، والمواقف! |
ـ قال: لم يكن حباً... بل مجرد "علاقة " تنتهي... لتبدأ علاقة أخرى من نهاية ماقبلها! |
عرف الحب المبرح، وسهر، وناح، وغنى، وتوجّع... لكنه كان يكتشف دائماً: |
أن تلك "العاطفة " بلا قاعدة... إنها من هشيم ، وخزف! |
انفعال، لهفة، ركض...ثم اصطدام بأشياء مزوّرة! |
إن كل مافي حياته قد تساوى.. |
وجلس يفكر في الهدوء، أو الموت، سيان! |
الموت: حب آخر... أقل ما فيه يمثل تعبير الناس نحوه!! |
|
* ما يريده الإنسان من ماديات، ومن انتصارات ذاتية.. قد أنسى الناس: التهذيب الروحي، والوطني... فصدئت الجوارح، حتى بتْنا نذبح عشقنا الحقيقي، وننسى هذا القتل المستمر في أعماقنا... للأصالة، وللطيبة، وللوشَائج!! |
أصبح " النجاح " في الحياة، مرهوناً باثبات الموقف الذاتي! |
أصبح "النجاح " هو: شيطان " الكم "...ليكون الفشل هو " كيف " هذا العصر الذي نعيشه! |
|
* صار " الوقت " مكسوراً بالفراغ... |
صارت الساعات: فيَّاضة بالأصداء! |
نقشت على صخرة " الوحدة ": صلابتي... |
التفتُّ... أنبش سحنات المارّين أمامي! |
على كتفي: ظلمة الليل....وغيابك ! |
في أهدابي : الحنين إلى زمان الصدق ، والعطاء! |
في شفتي تمدد الشتاء المشتق! |
في صدري: مدّ وجزر...تفعلهما الآهة، وتبغيهما..و لا أندمل.... لاأندمل.... لا أندمل!! |
|
* يبدو أن عالم البشر قد انشغل أكثر بصرعات عصره، وبما يتموّه أمامه من أشكال السلوكيات "المودرنية" ذات التخاطب بالأرجل، وبالسيقان، وبالدينار! |
* لقد قلبت هذه "المودرنية" بساطة الإنسان، وشوّهت أعماقه، وأثرت بالضد في مفاهيم البشر... فجعلتهم يفكرون أبعد من حجم مشكلاتهم، وإذا بهم يقعون أسرى: التوتر، والعصبية، واللامبالاة حتى التلاشي والخلخلة!! |
ولعل بعض الأمثلة نمتحه من حقيقة "الذرة" والرمز بها، وتعداد أغراضها وأخطارها.. |
ونأخذه من الترف الذي كسا عقولنا بالغرور.. وربما من تفوّق الحضارة الذي يفتقد إلى المعادلة! |
|
* صارت "للخيال" أمّاً عصرية.. هي - وحدها التي تلده، واسمها: الأفكار الصعبة، والمؤرقة! |
إن "الخيال" - تبعاً لأمه العصرية - صار يحقق الأعمال الصعبة! |
كان "الخيال" يمتصّ قنوط أرواحنا في هجمة مادياتنا.. ويمنحنا وجوداً في الابتكار!! |
ونُلحُّ عليه اليوم - بالقسر - أن يعطينا حلولاً لمعادلاتنا النفسية!! |
|
* كنت "منقوعاً" تحت نجمة... مهمتها: تشذيب غرور الساهرين!! |
كنت أردِّد أغنية "فيروز" العتيقة: |
ـ سْهار بعد سهار... تايحرز المشوار! |
ولكنْ... أيّ مشوار لم يتعرض للطعن، أو حتى للحسد؟! |
لم أكن ذلك الساهر، لأني مغرور بزمني، وبأفكاري.. وبأحلامي .. بل كنت ذلك المغرور بعزة النفس، |
لأني ساهر بأحزاني .. بأوجاعي.. بانتظاري.. بتبلدي!! |
واعجبوا "لآدمي".. تتسع مساحة غروره، لأنه متبلّد!؟ |
|
* الحياة: شارع يتيه الإنسان في فروعه، ومنحنياته... وكل الأشياء على دربه: مزدحمة ومغيّبة في التوقع غالباً! |
الحياة: كلمة واحدة.. هي " الموقف " في عمر الإنسان.. |
الحياة: غلطة واحدة..هي " السقطة " في ركض الإنسان.. |
الحياة: همسة حب.. هي " الحظ " الذي يصاحب الإنسان، أو يخذله!! |
شارع واحد، وكلمة واحدة، وغلطة واحدة، وهمسة حب: |
إنها ركائز " التحديد " التي نُرهق بها أبعادنا في النفس، ونؤطر بها ركضنا في الخارج.. فنبقى نركض بطريقة: مكانك سر!! |
|
* هناك شريحة من البشر.. تضمر البغضاء للناجحين، لكن أصحابها جُبناء في إعلان وساوس نفوسهم! |
إنهم يستبدلون شجاعة المواجهة.. بنذالة الطعن في الظهر، ومحاولة الإنتقاص من المتفوقين عليهم! |
لقد قتلوا المودّة في صدورهم... وهم يأكلون أنفسهم من الداخل!! |
|
* لم يعد " الحب " هو: القلب وحده... إنما " القلب وحده " يصارع أشياء كثيرة، ترتفع به، وتندفع إليه! |
أصبح الحب: "دون كيشوت "... والقلوب هي: طواحين الهواء! |
والذين يبحثون عن السعادة... يمارسون لعبة الشطرنج، فوق سطح الحياة! |
إنهم يبحثون عن الحياة.. في النظرة إلى أوراق التاريخ. |
و يبحثون عن التاريخ... في التعامل اليومي، وفي المصالح المترابطة! |
ويبحثون عن المصالح.. في العاطفة المطحونة بالانفعالات، وبالمعاناة! |
|
* من حضارة الغرب.. تعلّم الشرق: " علم الاتصالات، وإلغاء المسافات "! |
فماذا بقي في مواجهة رفضهم؟! |
الخطوة المطلة اليوم : أنهم رفضوا أنفسهم... أي يرفضون رفضهم!! |
وفي ضياع الفواصل القابلة للاتّساع.. سقطت أثمن القيم، وارتفعت أردأ عبارات الغزل.. |
وأصبحت ذات تداول على أرصفة الشوارع الكبيرة التي شهدت حروب المقاومة، والاستقلال، والوحدة!! |
* تكوم " الحنين " الجديد الغامر على أضلاع الجذع العتيق! |
هناك محارة مغلقة.. مطوّحة في الأمنية... |
وهذا الليل.. يحترق بأشيائه المنفرة، وصمته الرهيب! |
يحترق الليل بالصوت، والسكون المتوجِّس... |
بالقلق، والانخطاف النفسي... حتى الملل! |
و "فيروز " ...تنساب صوتا ًمن الغربة: "سكن الليل " |
و " الوحدة "... سكنت صدر الإنسان، وصدى نبضه!! |
|