لوحة الحب |
* ذات صباح... جاءني خبر ساعي البريد : |
ـ لقد سرقوا حقيبته وبداخلها : خطابُك ! |
وعادني صوت "فيروز ".. يختلف عن تلك الاْمسيات / النسمة : |
ـ "وأنت قَاعدْ حَدِي.. عَم فَتِّشْ عليك، وخَبِّي... |
وآجي أشوفك.. مِدْري مع مين " ؟!! |
|
* رأيتُكِ في أبعادك اللانهائية: في فرحك الطفولي... وفي غضبك الناري الذي يحرقك، ويحرق من أحبّوك، أو ركضوا خلفك ! |
* رأيتُك : الإنسان المغرور بصلفه، وعنفه... الضعيف بخوفه من الغد، وبوحدته! في نفسيتك : تجانست، وتصارعت الرعود مع المطر.. والسحب مع النجوم.. والاْمل مع الخوف.. والفرح مع الحزن ! |
رأيتكِ أخيراً : هذا "الإنسان" الذي تتفجّر من داخله الطاقة، والضوء، والحياة.. |
لكنك - في حبك لذاتك - تنهزمين بشعارك الخطير : أنا لا أحب إلا نفسي !! |
* من يحب نفسه وحدها... يسقط أخيراً في وحشة الوحدة !! |
|
* أخبروك يوماً : أنني أنتظر "ذهولك" !! |
لقد تعوَّدت على فلسفة الصمت الأبلغ من ثرثرات الكذب ! |
وانسفحت لحظات التعجب.. المسكوبة من عينيك ! |
كلما سكن الاندهاش في المساحة التي صارت تفصل بيننا ! |
|
* تحوّل "الحب" في عصرنا السقيم هذا إلى : "عقاب" !! |
صارت هناك أوامر لاعتقال " الخفقة"... يصدرها هؤلاء الذين أحالوا الحياة إلى: حرب، ودماء، وصواريخ تُفزع الآمنين ! |
صارت الدورة الدموية في شريان الانسان: باروداً، وافتتاحاً متوقعاً لزمن الموت، والفراق، والهلع ! |
ويهرب " قمر" العشاق من حمم الحرب بعيداً فوق السحب.. وهو يبكي "الإنسان" الذي طعنته الأطماع، والاْحقاد، وجنون الاستحواذ على البشر !! |
لكنّ "الحب" سيومض من جديد... لأن الكراهية قصيرة العمر، والأنفاس !! |
|
* من زمن... وأنا أسرق المطر من عينيك: قطرة، قطرة! |
في كل يوم جديد... أرحل إلى خيالاتك، فأجدها: قَبْض الريح! |
في كل يوم سيأتي... تعبرين الممر الطويل في أعماقي... |
وتبقى أيامي عطشى... وأنت: كأس من ماء البحر!! |
|
* دخلنا هذا العصر الطباشيري اللئيم... حيث صار على الانسان أن (يتسول ) الحب!! |
إن الانسان يشحذ "الحب" من الآخرين، ليُسبغوه عليه، ويؤكد لنفسه : أن الدنيا مازالت تُمطر خفقاً، ووجداً، وحناناً! |
* التعاسة حقاً: أن تتسوّل "الحب" من شخص ينظر إلى عطائه العاطفي لك.. على أنه منحة!! |
|
* كتَبَتْ إليه بعد صمت : |
ـ "قبل أن تُفرّقنا الأيام..كان هناك وقت للشِّعر،وللصدق...اكتشفنا فيه قصائد كثيرة أنشدناها معاً ! |
واليوم.. ضاعت الصداقة قبل الحب وبعده .. سئم الناس المودّة، والشعر ...وتبقى القصائد دون هوية، كباقي الأشياء في نفوسنا ! |
إن كنت - فعلاً - لم تعد تذكرني.. ابحث بين أسماك الزينة التي تباهيت بها يوماً. . . |
فأنا السمكة المفقودة التي رفضت أن تظل داخل زجاجك، لمجرد أن تزيد عدد الاْسماك،وتتفرج عليها"!! |
* كلماتي لك...كانت تمثل ذلك البوح الذي انساب إلى أذنك... حين كنت تصرخين! |
أخَذَتْ عاطفتك تتعامل بالصلف مع صدقي، وحناني. |
هذا الصلف... جعل الشعور بالتقائنا" حَرَمْلِك ". |
|
* أصبحت المسافة بين فظاظتك، وحناني... هي: لحظة فاصلة! |
قد تعيدُ جوهرك إليك.. |
وقد تطوّح بك إلى وديان الوحدة، والصمت الأخرس! |
لذلك... يصبح من الصعب في القسوة: أن أعثر لك على قلب بين صدرك، أو بين صدري! |
|
* هدف هذه الحرب / الفتنة : أن ينسى العرب الحب !! |
أن يُلغوا التفكير في الوشائج والأواصر ! |
أن يقفزوا فوق طبيعتهم، وأرومتهم.. المشربّة بصدق العاطفة والمودة، ليتحوّلوا إلى: إرهابيين، ودمويين، وقراصنة ! |
صار العرب - في أيامهم هذه - يحترفون الغضب... خاصة وهم يعيشون في عالم لا يغضب.. بل ينفعل، و يجنّ ، ويتآمر، ويتهدّم !! |
* ترسّبات غزو العراق للكويت. |
* لا تظنّي أن بحاري فيك: تجفّ... تجفّ !! |
لكني معك: أوغل سبّاحاً عبر مسافات مراوغاتك الأطول ! |
معك: أغتصب فرحي بالكلمات . |
ولك: أخبّيء في زوايا الغد.. ألف ضلع، وضلع ! |
ألْف... ألف ضلع، يُصفق بجراح الأحلام !! |
|
يا طفلة الزمن المُشَاكس : |
تبقين في حدقتَّي : فجر الغد... |
يعلو على شبابيك أيامي ! |
يبقى ليَ - الفجر / الغد - وجهك : |
استيقاظاً.. يحفل بالأمل، وبالحب ! |
يتفتح وجهك على حكايات شوق... |
حيث شمعتي ساهرة... |
ترقب ابتسامتك / الحياة !! |
|
* حتى في نكرانِك (الإنسانة) التي انتخبها وجداني، وصارت هي الدماء في شرايينه: |
تبقين: إيقاع أناشيد الحياة.. الذي يوقظ في العمر شفافية الليل، ويحرك خطواتي إليك !خذي رياحي كلها... فهي حناني الباقي!! |
* إنني أرفض "الزمان الصغير "! |
كل ما أناديه .. يكبر في الفصول، وفي المسافات! |
كنتِ تكبرين حتى شموسي... |
وما زلت حتى اليوم: ترتجفين خوفاً... |
كلما هطلت أمطاري على أرضك المغلقة!! |
|
* أنتِ كل اللغات في كلمة واحدة..تأتي متدفقة باسمك! |
صرتُ أشتاق طلوعك في أمسياتي ! |
تعالي واتبعيني إلى جزر مأهولة بالفرح، والأْخيلة، والوفاء الباقي |
|
* نحن.... |
ندخل في زمن الشوق الماكر! |
ورغم ذلك... بقِيتْ أشواقنا عفوية، قدرية! |
حين نتخطى عبثية المتعة المؤقتة.. |
والسقوط في السأم! |
فكيف نحيل |
أشواقنا |
إلى |
هموم؟! |
|
* كانت الصرخة الأولى معك: مخاض اكتشافي، واكتشافك! |
ـ قلت لك يومها:إنني رجل حزين... لكنّ دموعي تنحدر من عُلوّ!! |
في هذه اللمحة.. يشدّك مبلغ حزني المتآلف في أعماقي، لكنني لا أذلّ هذا الحزن.. بل ارتفع به إلى مكاسب الاقتناع داخل الشعور!! |
|