شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لوحة الحب
* ذات صباح... جاءني خبر ساعي البريد :
ـ لقد سرقوا حقيبته وبداخلها : خطابُك !
وعادني صوت "فيروز ".. يختلف عن تلك الاْمسيات / النسمة :
ـ "وأنت قَاعدْ حَدِي.. عَم فَتِّشْ عليك، وخَبِّي...
وآجي أشوفك.. مِدْري مع مين " ؟!!
 
* رأيتُكِ في أبعادك اللانهائية: في فرحك الطفولي... وفي غضبك الناري الذي يحرقك، ويحرق من أحبّوك، أو ركضوا خلفك !
* رأيتُك : الإنسان المغرور بصلفه، وعنفه... الضعيف بخوفه من الغد، وبوحدته! في نفسيتك : تجانست، وتصارعت الرعود مع المطر.. والسحب مع النجوم.. والاْمل مع الخوف.. والفرح مع الحزن !
رأيتكِ أخيراً : هذا "الإنسان" الذي تتفجّر من داخله الطاقة، والضوء، والحياة..
لكنك - في حبك لذاتك - تنهزمين بشعارك الخطير : أنا لا أحب إلا نفسي !!
* من يحب نفسه وحدها... يسقط أخيراً في وحشة الوحدة !!
 
* أخبروك يوماً : أنني أنتظر "ذهولك" !!
لقد تعوَّدت على فلسفة الصمت الأبلغ من ثرثرات الكذب !
وانسفحت لحظات التعجب.. المسكوبة من عينيك !
كلما سكن الاندهاش في المساحة التي صارت تفصل بيننا !
 
* تحوّل "الحب" في عصرنا السقيم هذا إلى : "عقاب" !!
صارت هناك أوامر لاعتقال " الخفقة"... يصدرها هؤلاء الذين أحالوا الحياة إلى: حرب، ودماء، وصواريخ تُفزع الآمنين !
صارت الدورة الدموية في شريان الانسان: باروداً، وافتتاحاً متوقعاً لزمن الموت، والفراق، والهلع !
ويهرب " قمر" العشاق من حمم الحرب بعيداً فوق السحب.. وهو يبكي "الإنسان" الذي طعنته الأطماع، والاْحقاد، وجنون الاستحواذ على البشر !!
لكنّ "الحب" سيومض من جديد... لأن الكراهية قصيرة العمر، والأنفاس !!
 
* من زمن... وأنا أسرق المطر من عينيك: قطرة، قطرة!
في كل يوم جديد... أرحل إلى خيالاتك، فأجدها: قَبْض الريح!
في كل يوم سيأتي... تعبرين الممر الطويل في أعماقي...
وتبقى أيامي عطشى... وأنت: كأس من ماء البحر!!
 
* دخلنا هذا العصر الطباشيري اللئيم... حيث صار على الانسان أن (يتسول ) الحب!!
إن الانسان يشحذ "الحب" من الآخرين، ليُسبغوه عليه، ويؤكد لنفسه : أن الدنيا مازالت تُمطر خفقاً، ووجداً، وحناناً!
* التعاسة حقاً: أن تتسوّل "الحب" من شخص ينظر إلى عطائه العاطفي لك.. على أنه منحة!!
 
* كتَبَتْ إليه بعد صمت :
ـ "قبل أن تُفرّقنا الأيام..كان هناك وقت للشِّعر،وللصدق...اكتشفنا فيه قصائد كثيرة أنشدناها معاً !
واليوم.. ضاعت الصداقة قبل الحب وبعده .. سئم الناس المودّة، والشعر ...وتبقى القصائد دون هوية، كباقي الأشياء في نفوسنا !
إن كنت - فعلاً - لم تعد تذكرني.. ابحث بين أسماك الزينة التي تباهيت بها يوماً. . .
فأنا السمكة المفقودة التي رفضت أن تظل داخل زجاجك، لمجرد أن تزيد عدد الاْسماك،وتتفرج عليها"!!
* كلماتي لك...كانت تمثل ذلك البوح الذي انساب إلى أذنك... حين كنت تصرخين!
أخَذَتْ عاطفتك تتعامل بالصلف مع صدقي، وحناني.
هذا الصلف... جعل الشعور بالتقائنا" حَرَمْلِك ".
 
* أصبحت المسافة بين فظاظتك، وحناني... هي: لحظة فاصلة!
قد تعيدُ جوهرك إليك..
وقد تطوّح بك إلى وديان الوحدة، والصمت الأخرس!
لذلك... يصبح من الصعب في القسوة: أن أعثر لك على قلب بين صدرك، أو بين صدري!
 
* هدف هذه الحرب / الفتنة : أن ينسى العرب الحب !!
أن يُلغوا التفكير في الوشائج والأواصر !
أن يقفزوا فوق طبيعتهم، وأرومتهم.. المشربّة بصدق العاطفة والمودة، ليتحوّلوا إلى: إرهابيين، ودمويين، وقراصنة !
صار العرب - في أيامهم هذه - يحترفون الغضب... خاصة وهم يعيشون في عالم لا يغضب.. بل ينفعل، و يجنّ ، ويتآمر، ويتهدّم !!
* ترسّبات غزو العراق للكويت.
* لا تظنّي أن بحاري فيك: تجفّ... تجفّ !!
لكني معك: أوغل سبّاحاً عبر مسافات مراوغاتك الأطول !
معك: أغتصب فرحي بالكلمات .
ولك: أخبّيء في زوايا الغد.. ألف ضلع، وضلع !
ألْف... ألف ضلع، يُصفق بجراح الأحلام !!
 
يا طفلة الزمن المُشَاكس :
تبقين في حدقتَّي : فجر الغد...
يعلو على شبابيك أيامي !
يبقى ليَ - الفجر / الغد - وجهك :
استيقاظاً.. يحفل بالأمل، وبالحب !
يتفتح وجهك على حكايات شوق...
حيث شمعتي ساهرة...
ترقب ابتسامتك / الحياة !!
 
* حتى في نكرانِك (الإنسانة) التي انتخبها وجداني، وصارت هي الدماء في شرايينه:
تبقين: إيقاع أناشيد الحياة.. الذي يوقظ في العمر شفافية الليل، ويحرك خطواتي إليك !خذي رياحي كلها... فهي حناني الباقي!!
* إنني أرفض "الزمان الصغير "!
كل ما أناديه .. يكبر في الفصول، وفي المسافات!
كنتِ تكبرين حتى شموسي...
وما زلت حتى اليوم: ترتجفين خوفاً...
كلما هطلت أمطاري على أرضك المغلقة!!
 
* أنتِ كل اللغات في كلمة واحدة..تأتي متدفقة باسمك!
صرتُ أشتاق طلوعك في أمسياتي !
تعالي واتبعيني إلى جزر مأهولة بالفرح، والأْخيلة، والوفاء الباقي
 
* نحن....
ندخل في زمن الشوق الماكر!
ورغم ذلك... بقِيتْ أشواقنا عفوية، قدرية!
حين نتخطى عبثية المتعة المؤقتة..
والسقوط في السأم!
فكيف نحيل
أشواقنا
إلى
هموم؟!
 
* كانت الصرخة الأولى معك: مخاض اكتشافي، واكتشافك!
ـ قلت لك يومها:إنني رجل حزين... لكنّ دموعي تنحدر من عُلوّ!!
في هذه اللمحة.. يشدّك مبلغ حزني المتآلف في أعماقي، لكنني لا أذلّ هذا الحزن.. بل ارتفع به إلى مكاسب الاقتناع داخل الشعور!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1162  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 276 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج