أنا التعب - والحرب! |
كان ((التَّوْق)) يملأ الانتظار، ويفيض... يفيض! |
كنا نمتَحُ من ضلوعنا متعة اللقاء المأمول... |
كأن الأشياء كلها... تؤوب من غيبتها، وغربتها... |
فإذا الساعة الأولى.. هي هذه الابتسامة المشعة من شفتيك! |
لحظتها... يصبح الزمان خارج الزمان... |
يصبح الوجود أبعاداً لنسمة الروح القادمة من أعطافك... |
وتتلاشى الغربة الطويلة، الطويلة.. في إقبال ضوئك... |
فخذيني... يا سنبلة الروح، إلى جذورك! |
* * * |
جمعت لك نجوم بلادي... فوق هامات الجبال... |
ناديتك.. شاعراً، ووالهاً، وإيقاعاً: |
ـ الليلة... موعدنا مع المطر، وقوس قزح... |
الليلة.. ينتشي الزهر بلفحة شالك المضمخ برائحتك! |
ويطل الزمان السخي... من بين أهدابك! |
فخذيني.. أكن جهات أرضك اليافعة، وفصولك! |
* * * |
قادمة أنت.. ببعد الرؤية.. بأبعاد النبع، والرحيق.. |
قادمة إلى مناخاتي.. من فواصل الحنين... |
مكتوبة على ((الحور العتيق)).. كلمة عشق مشتعل بالخفق... |
كلمة وجد زَرَعَتْ ضلعي.. رفضَتْ إلتحامَ كلمةٍ أخرى بك! |
صرت أنت ((الكلمة)) في نطقي.. وصحوتي على الفرح! |
صرت أنت انبعاث الروح.. في وريد عمري! |
صارت الكلمات الزفافية لك... وتمحو رتابة أفكاري! |
وتنهض من أعماقي نداءات تقول: |
ـ قادمة أنت إلى تلفتي... من فواصل الحنين! |
فخذيني... فارساً، اشْتَاقَ إلى رفقة ((مهرته))! |
* * * |
من وقت طويل أمضَّني.. كنت باقيا هنا |
أرتقب طلوعك المسائي - كزهرة ليلكية - من الانتظار الأطول! |
بقيت - هنا - مشكوكاً على رأس سؤال... |
أصدع به.. كالآهة المقدودة من صدر تصكه رياح النوى... |
فتبتلعه مسافاتك، وحصونك.. وتجاويف السمك الشوكية! |
فخذيني.. رعشة عشق مخزونة! |
* * * |
قادمة أنت.. فلا تكوني الفجاءة التي تهزم انتظاراتي! |
اريدك أن تدخلي طقسي: نخلة فياضة الثمر.. |
أريدك أن تضيئيني... كقنديل لا يجف زيته! |
أريدك.. أنت العمر، والقناعة، والهناءة... |
أنت... القناعة لا تسأم، ولكنها تتجدد! |
أنت.. الهناءة لا تخبو، ولكنها تنبجس كنبع دائم! |
أهطل فوق صدرك حناناً.. وأركض صهيلاً وجنوناً! |
* * * |
أيتها ((الوقفة)) الأصلية في زمني... |
أكبر فوق أرضك.. شجرة عميقة الجذور! |
أتسع في رحابك.. كمصب النهر المتفرع... |
أفتح نافذة الوعد بصوتك... وأطمس الأشياء الصغيرة... |
تلك التي تكسر القلب.. وتثقب الذهن! |
فخذيني.. حين تتفتحين كالخيلاء.. كالصباح! |
تمنحينني الحياة خارج الزمان.. حيث المحبة ضياؤك أنت!! |
* * * |
|